محمد أبوقمر
عودة عباس شومان ليتولي أهم شغلانة موجهة إلي العقل المصري ، لا أعرف لماذا أنظر إلي هذا الحدث من خلال ما يحدث في السعودية أو من خلال ما يتسرب إلينا من متغيرات علي المستوي الفهم والممارسات الدينية؟؟؟؟!!.

- في السعودية تستعيد المرأة - ولو ببطيء خطوة وراء خطوة - بعضا من حقوقها الإنسانية والاجتماعية.

- في السعودية يجري - خطوة.. خطوة - رفع التحريم عن أشياء وممارسات ومفاهيم كان الإقدام عليها بمثابة حرب علي الاسلام.

- في السعودية قررت هيئة كبار العلماء اعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية وقد كان معلوما من قبل كيف كان احتضان السعودية لهذه الجماعة الارهابية وكيف كان يتم تمويلها بسخاء، ومعلوم أيضا دور السعودية في فترة السبعينيات في التوسط بين الجماعة والنظام المصري وما نتج عن ذلك من انتشارها في كافة مفاصل الدولة المصرية.

- في السعودية صرح أحد كبار الكتاب بأن صحيح بخاري يتناقض تماما مع القرآن ، وقد كان هذا التصريح من قبل مستحيل الحدوث وإن حدث كانت رقبة هذا الكاتب هي الثمن.

لكن ما علاقة ذلك بعودة شومان في ظني ، وما صلة ذلك بإنشاء الأزهر مركزا لصحيح بخاري؟؟!!.

أنا لم أنس ولن أنسي أبدا أن الهجمة التترية التي استهدفت تشويه معارفنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية اجتاحتنا من السعودية وفق مؤامرة كانت المخابرات المركزية أحد طرفيها مع السعودية ، وكان النظام المصري آنذاك لضرورات سياسية قد هيأ الأرضية لهذا الاجتياح ، الآن الوضع اختلف تماما كما أوضحت في النقاط السابقة ، وكما هو واضح تهب من السعودية رياح مختلفة عفوية خالية من التدبير إنما تدعو  إلي الدهشة ، ربما ما فيها من الإدهاش يؤدي هنا إلي طرح مجموعة من الأسئلة كان من المستحيل الانتباه إلي ضرورة طرحها في غمار الضغط علي الدماغ الذي يقوم به جيش الصحوة وأتباعه ومعاونوه بلا كلل ، وقد تتسع دائرة الأسئلة لتطال تلك الهالة القدسية التي أحاط بها رجال الدين أنفسهم ومقولاتهم ومنهجهم كذلك ، وقد يعزز هذا الاتساع في مدي الأسئلة التي كانت محرمة الزلزلة التي حدثت في وعي المصريين نتيجة ثورتين عظيمتين .

هذا الاختلاف بين الاجتياح الظلامي السبعيني والرياح الآتية الآن محمولة بالإدهاش قد قد يهز أركان مراكز القوي الدينية ويؤثر سلبا علي هيمنتها علي عقل وضمير المصريين ويضع الدعاة المنتشرين في مختلف وسائل الإعلام المشبوهة في حرج ، وقد يضرب الأساس الذي يبنون عليه هرتلاتهم وخرافاتهم في مقتل.

فهل وجود أمثال شومان أو إنشاء مركز لبخاري أو هذا الضجيج الإفتائي المتسارع هو حائظ صد في مواجهة تلك الرياح المحملة ببعض الأضواء الخجولة ، حائط يمنع اتساع دائرة النور ويحول دون الانتباه إلي تلك الأسئلة التي تغلي وتكاد تنفجر؟؟!!
من ذلك الثقب أنظر إلي عودة شومان إلي رئاسة الفتوي.