بقلم / نجيب محفوظ نجيب
كانت تفكر فى هدوء...ترحل فى الذاكرة...تبحث فى أعماقها...فهى تريد فكرة تبقى بقاء الزمان...تقاوم الفناء...و لكنها لم تهتدى إلى شىء...فحملت لوحتها و ألوانها و مضت إلى الطبيعة الساحرة لعلها تستلهم منها فكرتها... تأملت فى صمت... أستغرقت فى فكر عميق ...
 
و إذا بصوت يأتيها مخترقا حاجز الصمت...لماذا أنت حائرة ؟!!... فتنبهت و ألتفتت لتجد أمامها سيدة رائعة الجمال ... أقتربت منها و همست اليها قائلة : " لماذا أنت حائرة ؟!!... فتشى فى أعماقك... فاذا وجدت حبا يتحدى الموت... سوف تهتدين الى فكرة لوحتك... و أختفت عنها كما ظهرت فى هدوء ...
 
و فجأة ظهر أمام عينيها وجها... لم تر فى حياتها جمالا مثيلا له... قهو جمال يفوق الوصف و التعبير... تأملت عينيه التى تنفذ الى الأعماق و هى تريد أن تنحت ملامحه فوق جدار قلبها...
 
أسرعت الى الفرشاة و الألوان...و بدأت ترسمه... و عندما أنتهت... كتبت أسفل اللوحة... " أنك أبرع جمالا من بنى البشر... " .