الدكتور طلعت ملك
ـ يحوي هذا الإقليم على كنوز تاريخية ومخطوطات للكتاب المقدس فريدة في نوعها وتشمل العهد القديم والعهد الجديد!
ـ في هذا الإقليم عشرات المئات من الكنائس الأثرية الفريدة في نوعها والمحفورة في صخور الجبال بعلو يصل إلى أكثر مِن ٢٠٦٠متراً من سطح الأرض!
 
ـ به الكنيسة التي تحوي تابوت العهد الأسطوري ـ الذي يتشوق جميع علماء الأثار للوصول إليه ـ ولكن السلطات الكنسية تمنع الاقتراب منه!
 
ـ به مدينة أكسيوم المقدسة التي بها تابوت العهد ـ والإسلاميون يصرون على بناء مسجداً بالقرب من الكنيسة التي بها تابوت العهد!
 
ـ حارس كنيسة تابوت العهد ـ وهو مِن رجال الكهنوت ويتم عزله عن العالم الخارجي ولا يري الناس ولا تراه الناس ويعيش بالقرب مِن التابوت وفي المكان المتواجد به التابوت ولا يغادره  بل ويموت في ذلك المكان  ويدفن فيه دون الخروج من المكان بتاتاً!
 
ـ أشياء جميلة سأخبركم بها ولكن قبل ذلك أريد أن أشرح لكم لماذا يتعرض إقليم تيغراي المسيحي لضربات الإسلاميين والجماعات الإرهابية والجيش الفيدرالي الإثيوبي الذي يسيطر على قيادته حالياً القادة الإسلاميين!
 
وإقليم تيغراي، يتلقى الضربة تلو الأخرى بسبب أن أكثر من ٩٨ ٪ من سكانه هم من المسيحيين! وهذا ليس بجديد على الإقليم ـ فهو متعود على هذه الضربات الإسلامية!
 
وتقوم طائرات العربان مستخدمة مطارات في إريتريا وقريبة منها ـ وذلك في العدوان على المدنيين العُزل في إقليم تيغراي المسيحي! وبتعليمات من الجيش الفيدرالي الإثيوبي بقيادة أبي أحمد رئيس الوزراء!
 
حتى اللحظة التي أكتب لكم فيها، هناك ما يقارب الـ ٤٠ ألف شخص من المدنيين في إقليم تيغراي المسيحي، قد شردهم الهجوم العسكري الأعمى، الذي يقوم به أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي!
 
ـ   أبي أحمد يقول ويعلن أنه يقوم بهذه العملية العسكرية من أن أجل أن ينعم إقليم تيغراي بالرفاهية والسلام!!
 
تعالوا معي وبنظرة سريعة وقبل أن نناقش العدوان الحالي على إقليم تيغراي سواء في هذه المقالة أو مقالة قادمة ـ تعالوا معي  لكي نرى على سبيل المثال ماذا فعلوا بكنائس هذا  الإقليم العام في العام الماضي وفقط على سبيل المثال لا الحصر:
 
في ١٠ فبراير من العام الماضي، تعرضت ١٣ كنيسة لهجوم من قبل الإسلاميين في مدينة "الأبا" في إثيوبيا ـ ودخل الإسلاميون الكنائس أثناء قداس الأحد وهجموا على المصلين وبدأوا في أحراق أدوات الصلوات في المذبح وكذلك حرقوا الاناجيل والمنجليات، التي يتم قراءة الاناجيل عليها ـ وتجمع بعد ذلك حشد من الإسلامين مسلحين بالعصي والبنزين والحجارة حيث سكبوا البنزين في أماكن مقاعد الكنائس وأشعلوا النيران فيها ـ وحرقوا الدرجات البخارية التي كانت موجودة أمام الكنائس حيث يستخدمها بعض المسيحيين!  ولم تأتي الشرطة ولا حتى سيارات إسعاف ـ لمدة ثلاث ساعات ـ ولما اتصل أحد الصحفيون الأجانب بالشرطة الفيدرالية ـ قالوا له سنرسل قوات إلى المكان ـ وكانت المسافة تبعد عن هذه المدينة والمكان المتواجدة به الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، بمسافة تزيد على المائة كيلومتر حيث كان أقرب مكان بمسافة ١١٠ كيلومتر هو مركز الشرطة الفيدرالية في   ولاية أواسا وكذلك بنفس المسافة تقريباً في ولاية سودو، وكلا المدينتين تبعدان كثيراً عن الأماكن التي بها كان هجوم الإسلاميين، والخروج منها وحتى الوصول فأن هذا قد  يستغرق عدة ساعات نتيجة وعورة الطرق! ـ وعندما نشرت الصحف الأجنبية فيما بعد، خبر تقاعس الشرطة المحلية عن التدخل قال أحد معاوني أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي أنهم سيقومون بالتحقيق مع رئيس شرطة مدينة "الأبا" وطبعا لم يحدث ـ ولم يتم محاكمة أياً من أفراد الشرطة المتقاعسين ـ وهكذا نرى ألاعيب أبي أحمد في مهاجمة الكنائس!
 
ولا يخفى على أحد فأنه قبل أن يبدأ أبي أحمد في تنفيذ خطته بالهجوم على الإقليم المسيحي ـ فقام هو قبل ذلك ببضعة أيام ـ وفي نهاية أكتوبر الماضي، وبداية هذا الشهر، بإقالة قائد الجيش الفيدرالي الإثيوبي، وقائد المخابرات الفيدرالية الإثيوبية، وبعض القيادات العليا الأخرى، وقد عين بدلاً منهم أشخاص إسلاميين!
 
وحالياً يسعى الإسلاميون للوصول إلى أعماق إقليم تيجراي المسيحي لضربه في العمق ـ ويستخدمون طائرات حربية مملوكة لعربان البترول تخرج وتهبط في أماكن في  مطارات إريترية خاصة بالعربان وتحت إمرتهم ـ ويضربون بها المدنيين ـ السبب  كما قلت أن في هذا الإقليم توجد كنوز تاريخية مسيحية ـ تابوت العهد ـ ومخطوطات للكتاب المقدس غير موجود أي نسخ منها في بقية العالم ـ حيث يسهر على حراستها رجال الكهنوت المسيحي الإثيوبي ـ وكنائس تاريخية  أثرية تحكي تاريخ المسيحية حيث يعود بناءها  إلى الأيام الأولى للمسيحية ـ وكذلك كنائس تحوي كنوز  فريدة في نوعها، مثل كنيسة عذراء صهيون التي هي ممنوعة أن يدخلها لا أجانب ولا سيدات!
 
وإقليم تيجراي  Tigrayبه أيضاً، مدن ذات معالم مسيحية فريدة في العالم أجمع!  ومن أهم هذه المدن التي تشتمل على كنوز مسيحية تاريخية عميقة ـ هي مدنية "ميكيلي" ومدنية "أكسيوم"
 
وترتفع مدينة ميكيلي عن سطح الأرض بعلو ٢٠٦٠ متراً،  ومرتفاعاتها الجبلية الشاهقة مملوءة بالكنائس الأثرية، وقد تم تشييد وحفر هذه  الكنائس المسيحية في الصخور ونحتها، منذ القرون الأولي للمسيحية ـ ويجد رجال الكنيسة متعة روحية،  في تسلق الجبال بسلاسة مطلقة ـ للصلاة في صحون هذه الكنائس  المنحوتة في صخور الجبال بهذا العلو الشاهق ـ وأكيد معظمكم قد شاهد  صورا أو برامج وثائقية لرؤية هذه المقدسات في هذه المرتفعات ـ حيث عملت أوروبا في الأيام الأخيرة على نشر أفلام وثائقية تحوي صعود وهبوط الكهنة والصلاة في هذا العلو الشاهق ـ وهي أفلام وصور وأماكن قد شدت  انتباه الأوروبين وبقية محبي الآثار من شتى أنحاء العالم ـ لذلك دأبت مكاتب الدعاية والسياحة العالمية لوضع هذه الكنائس على شاشاتها وشاشة محلاتها ـ وشاشة مجلاتها وجرائدها وأفلامها! ولا يوجد مثيل من الروعة والجمال مثل ما نجده لكنيسة القديسين بطرس وبولس ـ وكنيسة القديس ميخائيل الميزينجي، وكلها محفورة في الصخور بفنون وصور للقديسين وبصلبان فريدة في تركيبها الفني وأيقونات محفورة أيضاً في الصخور!
 
واكتشاف هذه الكنائس بالنسبة لبقية العالم كانت مفاجأة القرن الحالي!  بل وربما قد يستغرب البعض أو لا يصدق ـ بأن منطقة "تيغاي" بها عشرات المئات من هذه الكنائس الصخرية وهي منقوشة في جدران الجبال ـ وما يشد أنتباه الإنسان هناك، كنيسة  باسم "نيجاش" الرائعة الجميلة ذات مدخلين عن طريق الصخور والكهنة والشمامسة يتلون ويصلَون  التسبّحة الكنسية، حتى الساعات الأولى للنهار مع شروق الشمس في هذه الأماكن  الجميلة ـ والتي يصعب وصف جمالها! وهذه الأماكن قريبة من منطقة "اديغرات" المتاخمة للحدود مع إريتريا 
أما عن مدينة أكيسوم المقدسة فأني أحاول هنا و
 
 باختصار شديد أن أحدثكم عنها:
١ـ أكسيوم ـ أو كما ينطقها الأحباش بـ "أكسوم" هي العاصمة الدينية للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية.
٢ـ تعتبر أهم إحدى الحضارات في تاريخ البلاد! 
٣ـ جميع مواقعها محفوظة على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو! 
٤ـ بها معابد قبل المسيحية وتحولت إلى كنائس ـ   وأهم هذه المعابد يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد!
٥ـ بها أهم مخطوطات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد! مكتوبة على جلد الماعز!
٦، بها أهم مخطوطات القداسات للكنيسة المسيحية الأولى ـ ومكتوبة على جلد الماعز السميك!
٧ـ بها أهم كُتب الكنيسة الطقسية المعروفة بالكتب " القبطية " سواء في طقس العماد أو طقس سر التناول ـ وطقس الزواج ـ وطقس مسحة المرضى وطقس سر الميرون وبقية الأسرار الكنيسية!
٨ـ بها أهم الأيقونات التي ليست لها مثيل في العالم أجمع والتي يزيد طو بعضها على ٣٣ متراً وبعضها يزيد وزنه على ٤٠٠ طن من الحجارة! من حجارة الجرانيت تم إحضارها من منطقة أسوان المصرية ـ وهي معروفة بجرانيت أسوان المصرية ـ  وهكذا مكتوب عليها!
٩ـ  هذه الأيقونات والكتل الحجرية ـ  تحير علماء الأثار عن كيفية نقشها وحملها ووضعها في أماكنها ومازالت تصمد حتى اليوم  وكما قلت هي من حجر الجرانيت الأسواني!
 
١٠ـ بها تابوت حجري "من ضمن الأسرار التي تحتفظ بها مدينة أكسيوم" موجودة في مكان معروف بقبر الملك رُمحي! أو قبر الباب!
 
١١ـ بها كنيسة العذراء مريم " ماري دي سيون القديمة" وكذلك كنيسة بنفس الاسم، قد  بنيت على منوال الكنيسة القديمة! 
 
١٢ـ بين الكنيستين التي باسم ماري دي سيون ـ توجد كنيسة صغيرة جميلة وغريبة ـ والجميع هناك يعتقد أن بها تابوت العهد الأسطوري الذي يبحث عنه كل علماء أثار الكتاب المقدس وعلماء الأثار عموماً ـ وأحباءنا الإثيوبيين الأرثوذكس يسهرون على حفظ ورعاية هذا المكان بغيرة شديدة! 
 
١٣ـ  العجيب بأن من يحرس الكنيسة الصغيرة العجيبة التي بها تابوت العهد الأسطوري،  هو شخص من رجال الكهنوت، لا يختلط مطلقاً بالعالم الخارجي أو بأي ناس لا في حياته ولا في موته ـ حيث يعيش بل ويدفن في ذلك المكان!
 
١٤ـ ممنوع منعاً باتا دخول أي شخص سواء من رجال الآثار أو حتى من أي منظمات عالمية، تدعي بالمساعدة في الحفاظ على الآثار! ـ وبالتالي ممنوع على السياح بل وعلى أهل البلاد هناك! من الوصول إلى هذه الكنيسة!
 
١٥ـ ممنوع اقتراب النساء من هذه الكنيسة!
 
١٦ـ بها حجر بطول مترين ونصف تقريباً ـ ومكتوب باللغة اليونانية ولغة الجيز وكذلك لغة الصبابين! ومنقوش عليه كتابات تحكي محاولة هجوم أعداء المملكة على هذه الأماكن المقدسة وهذه الكتابات تحذر وبشدة من مغبّة مَن قد تسول له نفسه بالعدوان على هذه أياً من هذه الأماكن المقدسة ـ حيث هناك عقاب روحي من الصعب وصفه!
 
١٧ـ بها أيضاً قصر ملكة سبأ  "صبأ" وـ بها لوحات ملكية وأهمها لوحات خاصة بوالدة الإمبراطور مينليك إمبراطور إثيوبيا 1844 وحتى سنة 1913م.
 
وبعد رؤية هذا الكم من المقدسات المسيحية ـ نرى أن الإسلاميين يصرون على بناء مسجد في مدينة أكسيوم وأشعلوا حرباً العام الماضي وحرقوا كنائس بسبب مشروعهم هذا!
 
للموضوع بقية ـ مع تحياتي وفي انتظار أراءكم وتعليقاتكم ـ بروفيسور دكتور طلعت مليك