عبد المنعم بدوي
المطر ينهمر بشده ، وكأنما فتحت أبواب السماء ... تلفت حوله وكأنما يكتشف للمره الأولى المكان الذى يجلس فيه ، هو بالقطع لم يكن نائما ، السيجاره مشتعله بين اصابعه ، نظر الى ماتبقى منها ، ثم القى بها بطول زراعه الى حيث الأمطار المنهمره على رصيف الشارع من حوله .

شعر بأن ملابسه تكاد تلتصق فوق جسمه من مياه الأمطار الغزيره التى سقطت عليه من جبهته حتى طرف ساقه .. شعر برغبة شديده فى أن يخلع ملابسه وكأنه بذلك يتخفف من ثقل مايحمل من خواطر وأفكار .

تلفت حوله فى المكان ، فإذا بالفكره تتمكن منه بل وتطور نفسها ، فإذا به يضحك فى تهكم وكأنما يعلن ثورته وأحتجاجه على كل مايحتويه من أفكار وهواجس .

نهض بالفعل يخلع ملابسه وهو يصرخ : الأمطار وحدها القادره على أن تغسلنى نفسا وجسدا ، توقع أن يقابله المطر بحضن بارد يجمد فيه الأطراف والأشجان ، ويشل بداخله تيار الحياه ، فإذا به يجد الحضن دافئا .. يد تمتد نحوه تسحبه من زراعه ، عاد اليه وعيه ، أستطاع ان يميز ملامحها الجميله من بين خصلات شعرها المبلول .

سارا جنبا الى جنب صامتين .. مثل آدم وحواء قبل الخطيئه ، فى حب تحت المطر