نبيل أبادير
أندهش وأنزعج كثيرا من إستغلال الكثيرين لصوره سيده فقيره تجلس في المطر الشديد، وتصبح مصدر إهتمام الإعلام والمؤسسات الرسميه والمصورين والمحللين وغيرهم وغيرهم، 
 
ذلك حتي وصل الأمر الي وضع صوره هذه السيده الفقيره بجوار صوره سيده أخري معروفه إعلاميا زوجه رجل أعمال ثري كبير! تركب طائرتها الخاصه، 
 
وسبب إنزعاجي ودهشتي وألمي أننا في غالب الأحيان ننتهز مثل هذه الصور لنظهر مدي تعاطفنا وإهتمامنا، مع أننا يمكننا أن نري ونعاين مثل هؤلاء المحرومين والمعذبين يوميا وربما يكونوا قريبين منا جدا، 
 
ونعلم جميعا أن هؤلاء الذين يعيشون تحت خط الفقر في حدود ٣٥ مليون نسمه تقريبا حسب التقارير الرسميه، ومن بينهم نسبه لا يقل عن ٢ مليون يعيشون تحت خط الفقر المتدقع، بمعني أنه ما بين كل ١٠ مواطنين هناك علي الأقل مابين ٣ أو ٤ مواطنين فقراء، فهم بالفعل ليسوا بعيدين عنا بل هم في وسطنا،
 
وحسنا إهتمام البعض كل حين وآخر بظهور بعض هؤلاء الفقراء من خلال صور أو مواقف، لكن الأمر يتعلق بقيم وسياسات أكبر وأخطر في حياتنا، 
فقيمه الحفاظ علي وإعلاء كرامه هؤلاء الفقراء يجب أن تكون أولويه قصوي في تناولنا، فتكرار عرص صورهم في حاله البؤس الشديد وكذلك مقارنتهم بآخرين يعيشون رغد الحياه ووفرتها ليست في صالح إعلاء كرامه هؤلاء البشر الذين خُلقوا متساوون معنا لكن ظروف الحياه وقسوتها آلت بهم الي هذه الحاله بما في ذلك قسوه ابناءها في هذه الحاله بالتحديد، 
 
وعلي الجانب الآخر فإن غياب عداله سياساتنا الإجتماعيه والإقتصاديه لعده عقود من الزمان أدخلت هذا العدد الكبير  من البشر الي دائره الفقر، وغالبا ما تكون هذه الدائره مقيده لهم ومغلقه عليهم للحد الذي يصعب عليهم الخروج منها إلا بسياسات الإنقاذ والتمكين الفاعله والمؤثره للخروج من دائره الفقر، وهذا هو المقياس الصحيح لنجاح سياساتنا الإجتماعيه والإقتصاديه، وربما تكون بعض السياسات الإجتماعيه الحاليه تعاون في ذلك لكن تحتاج بإستمرار تقييم ومراجعه،
 
والسؤال الهام لنا كم من البشر الفقراء ونسبتهم إستطاعت هذه السياسات إخراجهم من دائره الفقر؟ 
هذا هو السؤال الذي يجب أن يكون محور ومحل اهتمامنا وتقييمنا بإستمرار. 
 
فذاك أهم بكثير من التعاطف والتراحم مع سيده واحده ظهرت صورتها فجأه علي صفحات التواصل الإجتماعي نتيجه ظرف طارئ، ومع تقديري لهذا الإهتمام .