مع بدء إنتاج لقاحات كورونا، تحاول الحكومات في العالم أن توازن بين إنقاذ الفئات الأكثر ضعفًا والأشد تعرضًا للخطر مثل كبار السن، وبين الحفاظ على القوة العاملة. فمن إذًا سيحصل على اللقاح أولًا؟

 
إيلاف من بيروت: مع الإعلانات المتتالية من شركات متعددة الجنسية عن التوصل إلى لقاحات ضد كورونا المستجد، تصل فاعليتها إلى 95 في المئة، انتقل الجال إلى كميات الجرعات التي يمكن إنتاجها في الأشهر الأولى، وهي بالملايين، وستكون أقل كثيرًا من المطلوب عالميًا.
 
فقد بدأت الدول تنص قوائم بمن سيتمتعون بأولوية الحصول على لقاح كورونا، كما تقول "واشنطن بوست"، وتحاول الحكومات في العالم أن توازن بين إنقاذ الفئات الأكثر ضعفًا والأشد تعرضًا للخطر عند الإصابة بالفيروس مثل كبار السن، وبين الحفاظ على القوة العاملة. فمن إذًا سيحصل على اللقاح أولًا؟
 
تقول الصحيفة الأميركية إن دولًا تفكّر في استهداف المجموعات الأكثر عرضة للخطر كالمصابين بالسمنة المفرطة، ودولًا أخرى تفضل استهداف مجموعات يمكنها نشر الفيروس بشكل أوسع كتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ونزلاء السجون. إلا أن ثمة شبه توافق دولي على أن تكون الأولوية الأولى للعاملين في الحقل الصحي في الخطوط الأمامية بوجه الفيروس، كالأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والعاملين في سيارات الإسعاف التي تنقل مرضى كورونا.
 
لكن دون ذلك عوامل إشكالية، ففئة العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مثلًا توظف نحو 1.4 مليون عامل لا يتفاعلون مع المرضى. فما مصير هؤلاء؟
 
في اليابان، أعلنت وزارة الصحة أنها تهدف إلى توزيع لقاحات تتماشى مع المخاطر الطبية، مع وضع كبار السن في المقدمة.
 
في أوروبا، يميل المسؤولون عن الملف الصحي نحو تلقيح المقيمين ومقدمي الرعاية في دور رعاية المسنين أولًا، حيث تسبب الفيروس في أكبر الخسائر، وحيث تشعر الحكومات في بلجيكا وبريطانيا وإسبانيا وأماكن أخرى بالحرج من التعامل معهم.
 
وأعلنت لجنة اللقاحات الألمانية أنها ستقدم قبل نهاية العام الجاري تصنيفًا مدعومًا بالبحوث حول أولويات التلقيح.
 
ونسبت الصحيفة لفيليب كلارك، خبير الاقتصاد الصحي في جامعة أكسفورد، قوله إن قوائم الأولويات تعتمد على "المدة التي يستغرقها نشر اللقاحات لتكون متاحة للجميع، فإذا كان لكل شخص الحق في الحصول على اللقاح خلال أسابيع، فربما لا يهم من يكون أولاً أو ثانيًا. لكن هذا لا يصح إذا طرحت اللقاحات ببطء، على مدى أشهر".
 
في بريطانيا، تميل الحكومة إلى تلقيح العاملين الطبيين والمقيمين في دور رعاية المسنين ثم توزيع اللقاح حسب الفئة العمرية، أكثر من 80 عامًا، يليها أكثر من 75 عامًا، وأكثر من 70 عاما، قبل الفئات الأخرى المعرضة للخطر. في الصين، يريد المسؤولون ضم عمال الموانئ الذين يقدمون الخدمة الحيوية لتحميل وتفريغ سفن الشحن التي تشغل تجارتهم. في إندونيسيا، تريد الحكومة حماية العمال الشباب للحفاظ على استمرار الاقتصاد.ف
 
فماذا عن القادة السياسيين؟ هل ينبغي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والوزراء أن يتمتعوا بالأولوية في الحصول على اللقاح بعيدًا عن اعتبارات السن؟ ترى منظمة الصحة العالمية في إرشاداتها المبكرة عن توزيع اللقاح أنه من المنطقي أن يحصل القادة السياسيين على اللقاح أولًا، لكنها تؤكد أن تشمل هذه الفئة عددًا صغيرًا من الأفراد.