كتب – روماني صبري 
 
أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والدول العربية سعادتهم الشديدة، لاحتفال "جوجل" بالذكرى الواحد والسبعين، على ميلاد الفنان الراح الكبير أحمد زكى، عبقري التمثيل، والذي يلقب بـ" إمبراطور السينما المصرية"، غيبه الموت في 27 مارس عام 2005، بعد صراع طويل مع  سرطان الرئة، منذ صغره وهو يقاسي تجارب صعبة، حيث قررت والدته الزواج بعد موت أبيه ، فتولى جده مهمة تربيته، راح يعمل في الورش هو الصغير حينذاك ليوفر لنفسه القليل من النقود. 
 
أيقونة الواقعية 
منذ أبصر موهبته مخرجي الموجة الواقعية الجديدة والتي بدأت في مصر في حقبة الثمانينات، جعلوه أيقونة أفلامهم، ليترجم ويعبر عن مشاكل المواطن المصري، عمل  مع أشهر مخرجي هذه الموجة ومنهم : المخرج عاطف الطيب في البريء، محمد خان في  أيام السادات وموعد على العشاء وزوجة رجل مهم ، والمخرجة إيناس الدغيدي ، والمخرج داود عبد السيد في فيلم ارض الخوف، والمخرج شريف عرفة .
 
موهبة تكشف نفسها مبكرا 
بعدما حصل على الشهادة الإعدادية والتحق بالمدرسة الصناعية، أولى اهتماما كبيرا بالفن، وذات يوما قال له ناظر المدرسة العاشق للمسرح، عليك الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، كونك موهوب، وفي يوما آخر نظمت مدرسته حفلا كبيرا ودعت عدد كبيرا من الفنانين ، وعندما التقوا معه نصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية كما اقترح عليه ناظر المدرسة .
انتصرت على عنصريتهم 
يقول زكي أنهم استعبدوه من فيلم "الكرنك"، للمخرج علي بدرخان، عن قصة نجيب محفوظ، بطولة سعاد حسني وفريد شوقي وآخرون، حيث ذهب الدور إلى الفنان نور شريف، ما انزل شعور القهر والحزن به، وأضاف في لقاء نادر مع الإعلامي "زاهي وهبي" ببرنامج خليك في البيت"، قالوا عشان اسود أزاي يحب سعاد حسني، موضحا :" منتج وموزع الفيلم "رمسيس مرزوق" رفض إسناد دور "إسماعيل الشيخ" ليا رغم ترشيحي من قبل الفنانة سعاد حسني، حيث رأى أن شاب اسود البشرة تجمعه قصة حب مع السندريلا ضربا من الجنون والمستحيل." 
وتابع :" قال أزاي سعاد حسني شديدة الجمال تحب واحد اسود زي احمد زكي ! ، قال كده بعد ما حفظت الدور عن ظهر قلب، وفي النهاية انتصر زكي على عنصرية رمسيس نجيب، بعدما أوقعه الأخير في نوبات اكتئاب شديدة، نعم انتصر عليه ليصبح البطل الشعبي في أعين الجمهور الذين رأوا فيه شخصا يشبههم، كما باتت نجمات السينما يحلمن بالعمل معه، إلى جانب انه أصبح فتى أحلام البنات."  
إمبراطور وعبقري السينما
أصاب نجاحا كبيرا، بعد عرض فيلم ولدي عام 1972 ، بطولة الفنان الكبير فريد شوقي، وأصاب نجاحا أعظم حين شارك الفنانة الراحلة سعاد حسني بطولة فيلم  شفيقة ومتولي إنتاج 1978  إخراج علي بدرخان، وجسد شخصية شقيقها، كما شارك حسني بطولة المسلسل الناجح هو وهي، ومن مسلسلاته الأخرى : المسلسل الإذاعي رصاصة في القلب ، من اجل ولدي ، يكفينا الشر مسلسل إذاعي .
حياته الشخصية 
كان أحب الفنانة الراحلة هالة فؤاد، وقررا الزواج وأنجبا ابنهما الوحيد هيثم احمد زكي، والذي بات فنانا فيما بعد وشارك والده بطولة فيلم "حليم"، وتوفي مؤخرا بعد تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية، وقعت خلافات بين الزوجين فقررا الانفصال، وبعدها لم يتزوج زكي حتى وفاته.
زكي وطائر الطريق 
يرى فيه كبار النقاد موهبة صعب تكرارها، كونه برع في تجسيد كل الأدوار، الغني والفقير والبواب والطالب والفلاح البسيط والملاكم وما إلى أخره، حصل على جائزته الأولى عن فيلم "طائر على الطريق"، تألق زكي في تجسيد شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجها أكثر صدقا للمصري الأصيل، كما تألق في لعب الشخصيات التاريخية، ومنها الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56 شخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم أيام السادات وشخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل الأيام وشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم حليم.
نجح زكي في احتلال المركز الثالث في قائمة أفضل 100 فيلم مصري ، حيث تضم القائمة 6 أفلام له وهي : الحب فوق هضبة الهرم ، إسكندرية ليه ، أحلام هند وكاميليا إخراج محمد خان ، البريء إخراج عاطف الطيب وشاركه البطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز ، أبناء الصمت ، زوجة رجل مهم إخراج محمد خان .