كتب – روماني صبري 

استشهد اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، جراء سقوطه على رأسه حين كان يمر على أحدى هوايات محطات المترو بالخط الثاني، على اثر اندلاع حريق بمحطة مسرة بالقاهرة، وهذا الشهيد البطل هو الذي نجح في التصدي للنيران التي كانت اندلعت في القطار 1551 القاهرة-  طنطا، عام 2016، حينذاك كان برتبة عقيد، ويتقلد منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، بعد هذا الحادث لقبه المصريين بالبطل كونه أنقذ المئات قبل وصول النيران لباقي عربات القطار، حيث شرع يمسك طفاية حريق لإخماد النيران، حتى نجحت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق .

تكريم البطل 

بعدها ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور البطل وهو يقف بجوار القطار المحترق، بملابس تزخر  بمواد الإطفاء، ورافقت الصور تعليقات تشيد ببطولته وشجاعته، وشهد 11 يناير عام 2016 تكريمه من قبل اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية حينها، لموقفه المشرف ونجاحه في السيطرة وإطفاء الحريق داخل القطار خلال توقفه على رصيف المحطة، قبل أن يمتد لباقي العربات، كما تقدم الوزير  بالشكر والتقدير للضباط والأفراد المكرمين نظير جهودهم المميزة، وأدائهم وتفانيهم في أداء المهام الموكلة إليهم لحفظ واستتاب الأمن والحفاظ على أرواح المواطنين.

 

مثال في التضحية 

بشهادة زملاؤه، ظل عصر طوال 31 عاما داخل منظومة الشرطة، مثالا في الإخلاص والتضحية والفداء والالتزام والاجتهاد  لخدمة المواطنين، حتى فقد حياته وهو يقوم بواجبه.

 

ولد البطل في قرية مشتهر مركز طوخ بمحافظة القليوبية، وفي عام 1989 تخرج في كلية الشرطة، ولالتزامه في العمل ظفر بإشادة رؤسائه وحب زملائه، ما جعله ينال ترقية برئاسة قسم شرطة ضواحي السكة الحديد بمحطة مصر عام 2016.

أهالي مشتهر يودعون البطل 

وفي جنازة عسكرية مهيبة، ودع أهالي قرية مشتهر بطوخ ابن قريتهم البطل، وحضر الجنازة اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ القليوبية، واللواء فخر العربي مدير الأمن، ولفيف من قيادات وزارة الداخلية.

 

بطل لم يعمل للموت حساب 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، منشور لحساب باسم احمد العطيفي، يقول :" الله يرحمه البطل الشهيد اللواء ياسر عصر.. أنقذ المئات من الموت حرقا واستشهد اليوم في حريق، ياسر حسن عصر".. ابن قرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بالقليوبية.. ضابط شرطة برتبة لواء وبدرجة بطل مقدام لا يهاب الموت أو "مش عامله حساب".. يؤدي عمله بالذمة والصدق محافظا على العهد والقسم الذي أداه في ساحة كلية الشرطة، أثناء حفل تخرجه، عام 1989.

وتابع المنشور، تشاهده مقداما يصول ويجول لإنقاذ المواطنين من الحرائق، وضُرب به المثل بين زملائه ومرؤوسيه في الشجاعة والإقدام، حتى لاقى ربه منذ ساعات، وهو يحاول السيطرة على حريق في هواية بمحطة مترو مسرة، المعلومات المتوفرة حول الحادث تقول إن حريقا نشب في هواية بمحطة مترو مسرة بخط شبرا الخيمة، وأثناء محاولة رجال إدارة شرطة النقل والمواصلات بقيادة اللواء الشهيد ياسر عصر، وكيل الإدارة، سقط الأخير داخل الهواية، واستشهد في الحال.. استشهد محاولا فداء مواطنين كانوا يستقلون المترو في آخر رحلاته وقبل مواعيد الإغلاق، وتم انتشال الجثة ونقلها لأحد المستشفيات، واتخاذ الإجراءات القانونية.

 

وأضاف المنشور:" المفارقة في واقعة الاستشهاد أنها جاءت في حادث حريق بعدما استطاع الشهيد البطل من السيطرة على حرائق هائلة نشبت في محطات قطارات كان يتولى قيادتها، وكان آخرها عام 2016، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ في إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ في التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى في القطار، وبعد أيام تم استدعاؤه بمقر وزارة الداخلية لتكريمه.