عرض/ سامية عياد
شخصيات من الكتاب المقدس بمثابة نماذج إنسانية تحمل صفات وسمات تتعلم منها الأجيال المتتالية و يمكن أن نقتنى فضائلهم ونسلك فى حياتنا كما سلكوا ونجحوا ...
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "أستاذ وتلميذ وزميل" حدثنا عن ثلاثة شخصيات من الكتاب المقدس ظهرت على مسرح التاريخ فى بداية الكنيسة المسيحية فى القرن الأول الميلادى ، الأول : غمالائيل أفضل معلم للناموس فى التاريخ اليهودى ، وكان أحد أساتذة الرسول بولس فى دراسة الشريعة اليهودية ، كان أول شخص من اليهود يطالب برفع القيود على رسل المسيح والكف عن اضطهادهم وحجته أن عمل الرسل إذ كان إنسانيا سيسقط ويفشل أما إذا كان من الله سيستمر وينجح لأن مقاومة إرادة الله شر، كان عالما فى القانون ، كما كان لديه الشجاعة أن يعلن رأيه ويعبر عن نفسه ، الشجاعة المتسمة بالحكمة ودون تسرع أو تهور وهى صفة يحتاجها كل إنسان ليكسب احترام الجميع ويكون صادقا مع نفسه ولا يسقط فى خطايا التهور والتسرع .
 
التلميذ الثانى ، شاول الطرسوسى أو بولس الرسول ، الذى عرف بالغيرة والحماس ليهوديته وقد اضطهد المسيحيين دون هوادة وطارهم بلا رحمة من أورشليم وخارجها وألقى الكثير منهم فى السجن بأعداد متزايدة ، لقد كان العلم الذى تعلمه سببا فى مفاهيم عقلية متطرفة قادته الى سلوك عنيف ضد المسيحيين ، لكن الله فتح قلبه أمام محبة المسيح ورحمته فتحول وتغيروصار بولس الرسول ونال حياة وبصيرة جديدة وصار أحد أعمدة الكرازة باسم الرب يسوع فى العالم كله ، نتعلم منه أن الله يريد أن الجميع يخلصون ، فهو يقبل الخطاة ويخلق فيهم قلبا جديدا عامرا بمحبته المهم التجاوب مع الله وهذه صفة اتسم بها الرسول بولس.
 
التلميذ الثالث : برنابا ، زميل الدراسة مع بولس الرسول ، كان له الفضل الأكبر فى تقديم بولس الرسول الى بقية التلاميذ إذا مد يده لبولس ليشجعه ويضمه الى التلاميذ إذ كانوا متشككين منه ، كان برنابا يخاطر بدافع الرحمة والعطف والتشجيع ، أيضا موقفه من مصاحبة مارمرقس فى الرحلة الثانية لبولس الرسول ، إذ أصر أن يعطى مارمرقس فرصة ثانية ليشجعه فى الوقت الذى اعترض فيه بولس على مصاحبته ، برنابا لم ينظر الى الشخص من حيث ماضيه وسلبياته بل نظر كيف يمكن أن تعمل نعمة الله ورحمته وتستخدم الإنسان ليكون ناجحا وفعالا ، لم ينظر الى الوراء بل نظر الى المستقبل .
 
ثلاثة شخصيات تحمل صفات إنسانية يجب الاستفادة منها فى حياتنا ، الشجاعة بلا تهور وقد اتصف بها غمالائيل ، التجاوب مع نعمة الله بلا رجعة أو سقطة كما عند بولس الرسول ، وأخيرا التشجيع مهما كانت ضعفات الشخص كما عند برنابا الرسول ، ليتنا نتعلم من هذه الشخصيات ونجدد ونغير من حياتنا باقتناء مثل هذه الصفات الجميلة ...