عرض/ سامية عياد
رغم قصر فترة توليه كرسى البطريركية إذ لم تتجاوز السنة والستة أشهر ألا أنه استطاع أن يقدم العديد من الإصلاحات والإنجازات النافعة للكنيسة ، هو البابا مكاريوس الثالث 114 أحد الآباء البطاركة الذين تولوا الكرسى المرقسى فى القرن العشرين ..
 
القس باسيليوس صبحى فى مقاله "بعض الأعمال الإصلاحية للبابا مكاريوس الثالث" حدثنا عن بعض إنجازت البابا مكاريوس الثالث خلال فترة تولية الكرسى البابوى ، إذ كانت فترة مليئة بالنشاط والخدمة والإصلاح ، على المستوى الطقسى أصدر قداسته عدة منشورات رعوية لتنظيم عمل الخدمة منها ضرورة حفظ المزامير عن ظهر قلب وطالب الآباء والمطارنة أن يمهلوا الكهنة مدة الصوم الكبير لحفظها ، ومن يتهاون فى ذلك يقع تحت العقوبة ، وكذلك حفظ الكهنة لصلوات القداس جيدا وحفظ الشماس للمرادات غيابيا ، كما لفت نظر الكهنة لضرورة إتمام دورات البخور فى الكنيسة وقت القداسات ، وحضورهم مزامير نصف الليل وتسبحتها متقدمين الشعب فى ذلك ، وأكد على أن يكون تلاوة الإيمان والصلاة الربانية بهدوء وتمهل لكى يتأمل الشعب فى معانيها ، كما حرم على الرهبان التجول للصلاة فى القرى والمدن بدون ترخيص رسمى من رئيس ديره ومطران الإيبارشية ، كما لفت نظر الكهنة لعدم جواز ترك الذبيحة الإلهية لكى يقبل اعترافات الشعب بل يستحسن يوم آخر لتقبل الاعترافات .
 
وفى مجال التعليم الروحى للشعب شجع على عقد اجتماعات مسائية أيام الصوم الكبير وسائر الأصوام لشرح عقائد الكنيسة وطقوسها ، مشددا على ضرورة التأكد من سلامة عقيدة الواعظ ، كما أكد على ضرورة الاهتمام بالمرضى وتزويد المحتضرين منهم بالأسرار المقدسة ، كذلك منع دخول الهيكل لغير الكهنة ، كما شدد على عدم وضع تماثيل للقديسين فى الكنيسة ، والاكتفاء بالأيقونات ، كما وضع بنود لتنظيم خدمات أسبوع البصخة المقدسة منها تحديد مواعيد صلوات البصخة وضرورة تلاوة سفر المزامير كاملا والأربعة بشائر على قليل من ريت الزيتون النقى وذلك بعد استرحة من صلوات الجمعة العظيمة ثم تسبحة سبت النور ثم يتلى سفر الرؤيا ويرشم الموجودين بالكنيسة بهذا بالزيت ، كما شجع على التكاتف لإصلاح الإديرة وتثقيف الرهبان من أجل إزدهار الأديرة وتخرج رعاة صالحين لقيادة الكنيسة.
 
وغيرها من الإصلاحات والإنجازت على المستوى الطقسى والروحى والتعليمى بدت بوضوح خلال فترة توليه البطريركية ، مازال يعمل بها حتى الآن ..