سليمان شفيق
وماكرون يصرح بأن ترك تركيا تعبث بالمتوسط خطأ جسيم
بعد قرار البرلمان المصري السماح للقوات المسلحة بأرسال قوات الي الخارج للدفاع عن الامن القومي ، تراجعت تركيا واستعانت بروسيا من أجل ايقاف تلك الخطوة المصرية .

بعد التصعيد الذي شهدته الساحة الليبية، خاصة إثر إعلان مصر، استعدادها لخوض معارك بالخارج، في رد منها على حشد حكومة الوفاق، المدعومة من أنقرة، قواتها حول سرت، كان رد فعل ذلك حدوث تقارب روسي تركي امس الاول الأربعاء بخصوص هذا الملف، أفضى إلى تشكيل مجموعة عمل تركية روسية، للدفع باتجاه وقف إطلاق النار، وتشجيع الفرقاء الليبيين على الحوار.

وامس الخميس  وفق الصحافة الروسية ،اتفقت تركيا وروسيا على مواصلة السعي لوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن أنقرة قالت إن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لا يحظى بالشرعية وعلى قواته الانسحاب من مواقع مهمة حتى يخرج أي اتفاق يُعتد به إلى النور.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين: "توصلنا للتو لاتفاق مع روسيا على العمل في سبيل وقف لإطلاق النار في ليبيا يكون مستداما ويُعتد به".

وتضمن الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بخصوص جهودهما لوقف إطلاق النار، دعوة لإجراءات للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجونها وجهودا لتعزيز الحوار السياسي بين الأطراف الليبية المتناحرة.

لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية أشار إلى أن حفتر انتهك اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار، ولا يعد شريكا يمكن الاعتماد عليه، مشيرا إلى أن شخصيات أخرى في الشرق يجب أن يكون لها دور.

وقال "لا نعتبر حفتر طرفا يحظى بالشرعية على أية حال". وأضاف "لكن هناك برلمانا آخر في طبرق. وهناك لاعبون آخرون في بنغازي. سيتعين إجراء المفاوضات بينهم".

وقال كالين في مقابلة بالقصر الرئاسي في أنقرة: "حتى يكون وقف إطلاق النار مستداما يتعين إخلاء الجفرة وسرت من قوات حفتر".

وتركيا وروسيا هما القوتان الرئيسيتان الفاعلتان في الصراع الليبي، حيث تناصر كل منهما أحد الطرفين. وتدعم روسيا قوات حفتر في حين تساعد تركيا حكومة الوفاق الوطني، ومقرها طرابلس، في التصدي لمحاولة حفتر اقتحام العاصمة.

وتقول وزارة الخارجية الروسية إنها تؤيد وقف إطلاق النار ومحادثات سياسية تتمخض عنها سلطات حاكمة موحدة. واستقبلت روسيا وفودا بارزة من طرفي الصراع الليبي في موسكو وحاولت دون جدوى إقناع حفتر بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقالت الولايات المتحدة إن موسكو أرسلت طائرات حربية إلى الجفرة عبر سوريا لدعم مرتزقة روس يحاربون إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي. وتنفي روسيا وقوات حفتر ذلك.

وهددت مصر التي تساند الجيش الوطني الليبي بإرسال قوات إلى ليبيا المجاورة إذا حاولت حكومة الوفاق الوطني والقوات التركية السيطرة على سرت. وأعطى البرلمان المصري الضوء الأخضر يوم الأحد للتدخل عسكريا في ليبيا.

وقال كالين إن أي انتشار مصري في ليبيا سيعرقل جهود وقف القتال وسينطوي على مجازفة بالنسبة للقاهرة. وتابع "أرى أنها ستكون مغامرة عسكرية خطيرة بالنسبة لمصر".

وذكر بيان صدر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان: أن الحكومة التركية أكدت مجددا خلال اجتماع مجلس الأمن القومي "عزمها المطلق" على الدفاع عن "حقوقها ومصالحها" في شرق البحر المتوسط.

يحدث ذلك في وقت قال الرئيس الفرنسي الخميس إن الاتحاد الأوروبي سيرتكب خطأ جسيما إذا ترك أمنه في المتوسط "في يد أطراف أخرى". وأضاف أن "الأمر يتعلق بصراع على النفوذ لا سيما من جانب تركيا وروسيا اللتين تؤكدان وجودهما أكثر فأكثر وفي مواجهة ذلك لا يفعل الاتحاد الأوروبي حتى الآن شيئا يذكر"، قال الرئيس الفرنسي اليوم الخميس في تصريح صحفي إن الاتحاد الأوروبي سيرتكب خطأ جسيما إذا لم يرد على الاستفزازات في شرق البحر المتوسط.

وتابع أمام الصحافيين وهو يقف بجانب نظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس: "سيكون من الخطأ الجسيم أن نترك أمننا في منطقة البحر المتوسط في يد أطراف أخرى. هذا ليس خيارا لأوروبا وهذا شيء لن تدعه فرنسا يحدث".         
    
وأضاف إنه يريد فرض المزيد من العقوبات على منتهكي المجال البحري اليوناني والقبرصي.

توجه رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى تركيا برفقة وفد رسمي ،هو وفد اقتصادي ، يضم أيضا رئيس المجلس الأعلى للدولة، وفي نفس السياق "وفد حكومة الوفاق سيطلع على المفاوضات التي أجريت بين الوفد الروسي ومسؤولين أتراك خلال اليومين الماضيين، وربما ستحاول أنقرة مع حكومة الوفاق التوصل إلى صيغة توافقية مع روسيا (حول الحرب الدائرة في ليبيا).

هكذا ادي قرار مصر بالتدخل الي تراجع تركيا واستعانتها بروسيا في محاولة لايقاف التقدم المصري .