كتب – روماني صبري 

 

سلط برنامج "المواجهة مع النفس"، تقديم الإعلامي احمد سالم، عبر فضائية "القاهرة والناس"، الضوء على كواليس رحيل الملك فاروق، عام 1952، وهو العام الذي شهد ظهور حركة الضباط الأحرار في الشارع المصري، والتي ضمت جمال عبد الناصر وأطاحت بالملك، وعرض البرنامج بيان ثورة 23 يوليو الذي ألقاه محمد أنور السادات المنتمي للحركة، وقال فيه ان الملك فاروق كان السبب في عدم الاستقرار بمصر، بمساندته المرتشون الذين تسببوا في هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين، وتابع :" وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمر  جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب،أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.

 

انقلاب لا ثورة 

هل تمت الإطاحة بالملك عبر ثورة أو انقلاب نفذه الضباط الأحرار ؟، وردا على ذلك قالت دكتور لميس جابر – كاتبة وعضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أطاحوا بالملك عبر انقلاب، حيث لم يخرج أي مصري يحتج ضد الملك قبل إعلان خبر رحيله من قبل الضباط الأحرار، لافتة :" انقلاب تم قبل تأييد الشعب له، موضحة :" يوم 26 يوليو كانت في عربيات ماشية في الشارع كما كتبت الجرائد، بميكرفونات بتحذر الشعب من القيام بأي شغب أو تظاهر.

 

هلفطة 

مردفة :" كان في وقتها حظر تجول، ومكنش في أي إعلان بخصوص رحيل الملك فاروق، والبيان اللي قال لقد غادر جلالته، أذيع بعد ما أبحرت المحروسة وخرجت من المياه الإقليمية وعلى متنها الملك وأسرته.

 

مشددة :" إذا القضية لم تكن تتعلق بفساد الملك أو كونه حاكم مستبد جبار، بات يكرهه المصريين، لأنه حرق القاهرة وتسبب في خسارة الجيش في حرب 48"، مشيرة :" فكل ما سبق مزاعم للضباط الأحرار، فالرجل لم يحرق القاهرة، ووصفت جابر ادعاءات الضباط الأحرار بـ"الهلفطة".

 

الملك ضمن بقاء الاحتلال 

وتحدث الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل، بنبرة غاضبة قائلا :"  مؤكد إنني لست محايدا، كذلك الست لميس جابر بأوهامها حول عبد الناصر، ومفيش حد محايد، في حاجة اسمها موضوعية، الارتكاز على وقائع محددة، والثورات من طبعها التجاوز، يعني أي ثورة في التاريخ عمل استثنائي وليس قانونيا." 

 

 لافتا :" الثورة يعني انتقال من نظام قانوني، إلى نظام قانوني آخر، ونعم أؤيد الإطاحة بالملك فاروق، فهو كان يضمن بقاء الاحتلال البريطاني، والثورة كسرت هذا الاحتلال، لافتا :" ولم يكن ممكنا إجلاء الاحتلال إلا بتصفية أطرافه، سواء كانت الأحزاب العاملة أو القصر الملكي، وهذا ما جرى بالفعل."   

 

بيقولوا في ثورة

واستعاد الكاتب الصحفي والمحاور مفيد فوزي، ذكرياته وقتها قائلا :" كنت في 3 آداب، واذكر جيدا إنني في ذلك اليوم كنت خرجت  مع صديقي المقرب والذي أصبح فيما بعد المخرج إبراهيم الصحن، فإذا بنا على حين فجاءه نبصر فيلق من الدبابات تجوب الشوارع." 

 

مردفا :" قولته في إيه يا إبراهيم هي مصر أعلنت الحرب؟ّ!، فرد :" قالي لا مش حرب بيقولوا في ثورة، إذا لم يشترك الشعب المصري مبادرا في هذا الثورة ." 

 

نعم انقلاب 

ومن جانبه، قال دكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المصري اليوم، وعضو مجلس الشيوخ، عمر الضباط الأحرار ما قالوا أنهم عملوا ثورة، وكل الصحف سنة 1952 تحدثت عن حركة مباركة أطاحت بالملك، وتكنيكلي كان انقلاب فعلا ."