- عادة لا تجد للمسؤول فى مصر أبناء يتبناهم من مهنته لأن معظم المسؤولين عندنا للأسف يبخلون على المهنة فى أن يكون لهم أبناء منها وقد يكون السبب فى هذا ضعفا فى شخصية المسؤول الذى يخاف على منصبه ويظل حريصا عليه حتى لا يزاحمه أحد إلى أن يخرج إلى المعاش..

- من الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة.. شخصية مثل شخصية طارق عامر، محافظ البنك المركزى، فهو على الرغم من نجاحه فى حصد أكثر من جائزة عالمية منذ أن تولى موقعه، حصل على الجائزة الخامسة هذا العام كواحد ضمن ٢٠ محافظا فى العالم، عن تعافى الاقتصاد المصرى من «كوفيد- ١٩» بالمبادرات التى أطلقها المركزى.. ومع هذا الحجم من الجوائز لم يغتر أو تتغير شخصيته، بل ظل على نفس التواضع الذى تربى عليه، حتى نجح فى أن يصنع من خلال وظيفته أكثر من ابن له فى نفس المهنة، أصبحوا فى معزة أبنائه الشرعيين، وبفضل رعايته لهم كبروا فى مواقعهم وأصبحوا يدينون له بالوفاء والولاء بعد أن وصلوا إلى الصفوف الأولى، ويفخر طارق بهم وهو يقول عنهم «هؤلاء أبنائى»..

- من بين هؤلاء الأبناء «رامى أبوالنجا» الذى يعتبره طارق عامر الابن البكرى الذى ظل داعما له حتى صار نائبا له، ويعتبر «رامى» هو أصغر شاب يتولى لأول مرة منصب نائب محافظ البنك المركزى، تولاه عن جدارة واستحقاق لأنه يتمتع بالنبوغ وقوة الشخصية، صحيح أنه سابق عصره، منذ أن تخرج فى الجامعة الأمريكية وبعد التحاقه بالعمل فى البنك المركزى فى عام ٢٠٠٥ كان يجد من الأخ الأكبر له «جمال نجم» كل الرعاية، وجمال نجم من معالم البنك المركزى، يتمتع بالحنكة والخلق وظل سنوات النائب الأول لمحافظ البنك المركزى، وبعد تعيين طارق عامر محافظا للبنك لم يطرح الثقة فيه بل تمسك به كحجة فى الأخلاق الراقية والنبوغ، وكلما انتهت مدته القانونية كان يفاجئه بطلب استصدار قرار جمهورى بالتجديد له كإحدى دعائم البنك المركزى، هذه عظمة طارق عامر فى إعطاء كل ذى حق حقه، من هنا أصبح جمال نجم المثل الأعلى لرامى أبوالنجا، رامى مع صغر سنه وقبل ترقيته إلى منصب نائب المحافظ حقق فى ٢٠١٧ إنجازات دولية فى تنفيذ السياسة النقدية على مستوى الأسواق والبنوك ونجاحه فى تدبير وتوفير ما يقرب من ١٠٠ مليار دولار احتياجات الاقتصاد المصرى بدون اضطراب وبانتظام فى ظل تحديات كبرى، حتى دخلنا ٢٠١٩ وفى ٢٧ نوفمبر منه فاجأه طارق عامر باسمه فى القرار الجمهورى الذى صدر بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزى متضمنا تعيينه نائبا لمحافظ البنك المركزى.. فقد كان طارق عامر فخورا به كابن من أبنائه.. يتمتع بالموهبة والذكاء والطموح والتواضع..

- ومن أبناء طارق عامر فى البنوك «عاكف المغربى» أول نائب لبنك مصر يعمل فى رعاية المخضرم محمد الإتربى، رئيس البنك، صحيح عاكف كان محسودا على هذا الموقع لأنه كان أصغر نواب البنوك سنا، ونجح الإتربى فى أن ينتزع منه الرهبة، ولأن «عاكف» يتمتع بالذكاء المصرفى وفى مدة قصيرة حقق نجاحا ساعد طارق عامر أن يعمم التجربة بتعيين «عمرو الشافعى وحازم حجازى» نائبين لبنك القاهرة استجابة لرغبة المعجزة طارق فايد الذى رشحهما للعمل معه، والشهادة لله حدثت طفرة فى بنك القاهرة بالثلاثى الذى يرأسه طارق فايد، ويزداد أبناء طارق عامر بانضمام حسام عبدالوهاب إلى بنك مصر، ويصبح عامر فخورا بأبنائه الشبان، فقد نجح فى صناعتهم من المهنة، هذه أنجح تجربة لمسؤول حكومى نتمنى أن تتكرر.. المهم أن يكونوا جميعا طارق عامر..
نقلا عن المصري اليوم