كتب – روماني صبري 
 
قال المفكر والطبيب خالد منتصر، ان إعلان حقوق الإنسان اقر حرية العقيدة، لافتا :" وحرية العقيدة ليست حرية اعتناق فقط، لكنها حرية ممارسة الشعائر الدينية أيضا، ولكي تمارس تلك الشعائر لابد من وجود دور عبادة وهنا تكون المشكلة بالنسبة للبعض خاصة السلفيين الذين يعتبرون بناء دور العبادة لغير المسلمين بمثابة إعلان للكفر .
 
مصدر فتن وكوارث
مضيفا عبر برنامجه "يتفكرون"، المذاع عبر فضائية "الغد"، ويعتمد السلفيين بخصوص هذا الرأي على بعض الفتاوى وأراء الكثيرون من الفقهاء، وإذا تسامح البعض بشيء من المرونة مع بناء الكنائس أو المعابد اليهودية فان بقايا المرونة تلك تتبخر تماما مع اقتراحات بناء المعابد البوذية والهندوسية إلى أخره.
 
مردفا :" ويصبح الرفض رفضا قاطعا بل وغاضبا، هل سيظل بناء دور عبادة غير المسلمين في بلادنا الإسلامية مصدر قلق وخلاف وأحيانا مصدر فتن وكوارث، هذا هو السؤال الذي سأحاول البحث عن أجابته في هذه الحلقة.
 
ليس من الإسلام 
وعبر تقنية البث المرئي، قال من مصر دكتور احمد كريمة – أستاذ الشريعة الإسلامية – جامعة الأزهر، لابد أن نفرق ما بين الشريعة والفقه، وما بين الإسلام والمسلمين، وما بين الثوابت والمتغيرات، لافتا :" بالنسبة للشريعة الإسلامية يعنى بها النصوص المقدسة في القران الكريم وما صحة نسبته إلى النبي محمد.
 
مردفا :" نجد أن القران الكريم وهو كلام الله تعالى، ذكر الله فيه أنواعا من معابد أهل الكتاب والمسلمين، والآية 40 من صورة الحج تقول " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع، وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز." 
 
موضحا :" قال الإمام القرطبي وغيره لولا أن الله جعل جهادا مشروعا ضد غير المتدينين مثل الملاحدة، لتعرضوا لدور العبادة لأهل الكتاب للإبادة، ولكن الله أمر بالجهاد المشروع لتبقى دور العبادة."  
 
وواصل :" ذكر الإمام الباجي في كتابه المنتقى، ان النبي محمد قال" إنكم ستمرون على أقوام في الصوامع ، قد حبسوا أنفسهم فيها ، فدعوهم حتى يميتهم الله على ضلالهم"، إذا لا يجب أن نحاكم الإسلام لقيام بعض المسلمين بهدم دور عبادة غير المسلمين." 
 
نصوص كثيرة تكفر الآخر 
ومن جانبه، قال دكتور صلاح الدين العمري- أستاذ الدراسات الحضارية – جامعة تونس، اعتقد ان ما تفضل به دكتور كريمة لا يعبر عن كل الحقيقة، لان النصوص التي تحرم وتكفر، لاسيما النصوص الفقهية كثيرة.
 
لافتا :" القضية لا تتعلق في تقديري بالدين الإسلامي فقط، لان الديانات الأخرى تقريبا تحاول أن تطمس رمزية معنية لتحل محلها رمزية أخرى، وهكذا هي طبيعة الفكر الديني في تاريخه، مردفا :" الرمزية الكبرى تتمثل في تلك الرموز المكانية والزمنية والطقوس والعبادات.
 
موضحا :" لا نستطيع أن ننفي انه في صدر الإسلام تم هدم التماثيل التي كان يعبدها العرب وقريش بمجرد فتح مكة، وهذه التماثيل كانت تمثل رموزا مقدسة بالنسبة لتلك الجماعة البشرية، وربما لهذا السلوك ما يبرره خلال تلك المرحلة التأسيسية ."
 
وتابع :" الإشكال في تقديري هو مواصلتنا نحن المسلمين النظر من تلك الزاوية إلى الديانات الأخرى ورموزها الدينية فنجعل التحريم مطلقا في الزمان والمكان"
 
 لافتا :" الإنسان الذي يعتنق دين معين عموما يعتقد انه يتملك الحقيقة النهائية التي لا تعترف بما قبلها، مشددا :" الصراع في تاريخ الفكر الديني يقوم على انه ليس هناك حل ثالث، بمعنى أما أن تبقى أنت أو أنا، أي لا أرى وجودي إلا على نفيك ورفضك وإقصاءك وتهميشك."