كتب – روماني صبري 

 

التقى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، خلال زيارته مدينة بيت لحم، عددا من الشخصيات المسيحية الفلسطينية، ونرصد في السطور المقبلة تصريحاته خلال اللقاء.

 

نوجه التحية لكم لأنكم دائما تدافعون عن حضورنا المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة كما وأنكم تبرزون البعد الوطني الفلسطيني .

 

ان مدينة بيت لحم التي بدأت استعداداتها لاستقبال عيد الميلاد المجيد رسالتها في هذا الموسم الى العالم المسيحي كله شرقا وغربا بضرورة ان يلتفتوا الى فلسطين وشعبها المظلوم وبضرورة ان يلتفتوا الى الحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة هذا الحضور الذي لم ينقطع وجوده لاكثر من الفي عام .

 

ننتمي الى الكنيسة الاولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين وكلمة فلسطين تزعج بعض الاعداء ولكن وبالرغم من كل ذلك سنبقى نذكر هذا الاسم العظيم حتى وان ازعج بعض المرتزقة والعملاء واصحاب الاجندات المشبوهة والذين نعرفهم جيدا ونعرف من يوجههون ومن هو المستفيد منهم .

 

نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك ولن يؤثر علينا اي تحريض من اي جهة كانت ولا يحق لاحد ان يتطاول على فلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء وان يتطاول على شعبنا الفلسطيني هذا الشعب الذي يكافح ويناضل من اجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه السليبة .

 

أما نحن المسيحيون الفلسطينيون فسيبقى شعارنا هو الصليب وستبقى رايتنا الانجيل ورسالتنا رسالة المحبة التي لا حدود لها ، لا نخاف من احد في قولنا لكلمة الحق وما اكثر الجهلة الحاقدين الذين يحاربون كلمة الحق اليوم والاخطر من ذلك هو استعمالهم للكتاب المقدس واياته الكريمة المقدسة لتبرير مواقفهم القبيحة الشريرة الشيطانية.

 

تزعجهم كلمة العروبة وتزعجهم فلسطين ويزعجهم ان يتحدث المسيحيون المشرقيون عن اوطانهم ولكن كل هذا لن يزيدنا الا صمودا وثباتا وتشبثا باوطاننا سواء كان هذا في فلسطين او في سوريا ولبنان والاردن ومصر والعراق وغيرها .

 

المسيحية مكون اساسي من مكونات هذا المشرق فنحن لسنا جاليات او اقليات في اوطاننا ولن نكون ، وندعو ابناءنا في هذه الارض المقدسة لأن يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب .

 

فلسطين تجمعنا وقضيتها توحدنا والقدس مدينة تجمع أبناء شعبنا الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ، ومن مدينة الميلاد نؤكد رفضنا لخطاب التطرف والعنصرية والكراهية ايا كان شكله وايا كان لونه ، فالبشر جميعا ينتمون الى اسرة واحدة خلقها الله ، وقد خلقنا الله وحبانا بنعمة الحياة لكي نكون فعلة خير ومنادين بالحق والعدالة ونصرة المظلومين .

 

اقول للمسيحيين اقرأوا الانجيل المقدس جيدا وتأملوا في كلماته وتعاليمه المقدسة كيف يجب ان نكون رحماء وان نكون محبين لبعضنا البعض وان ندافع عن قيمنا وايماننا وحضورنا بعيدا عن ثقافة التحريض والكراهية والعنصرية التي لا تمت لمبادئنا بأي شكل من الاشكال .

 

هنالك من يتأمرون على هذا المشرق ويعملون على تفكيكه وشرذمة ابناءه وبدلا من ان نكون عائلة واحدة يريدون ان نتحول الى طوائف وقبائل ومذاهب متناحرة فيما بينها.

 

المسيحيون لن يكونوا جزءا من هذا المشروع وهم براء من اي اصوات نشاز يطلقها علينا بعض المحرضين هنا وهناك ، المسيحيون في هذا المشرق وفي قلبه النابض فلسطين الارض المقدسة لن يكونوا الا دعاة محبة واخوة وتعاضد والفة وعيش مشترك مع اخوانهم وشركاءهم في الانتماء الانساني الوطني واعني بذلك المسلمين.

 

لن يتأثر مسيحيوا بلادنا وخاصة اولئك الذين يتحلون بالوعي وبالايمان العميق والوطنية الحقة بخطاب العنصرية والتحريض والكراهية الذي يُصدر الينا من الغرب من ابواق مأجورة لا تمثل المسيحية وقيمها .

 

من بيت لحم نقول لمن يجب ان تصله رسالتنا بأننا باقون في وطننا فهذا الوطن هو وطننا وهذه الارض هي ارضنا وهي مجبولة بالقداسة وهي البقعة التي كان يسير فيها المخلص منتقلا من مكان الى مكان ومناديا بقيم المحبة والاخوة والرحمة والايمان.

 

نسأل الرب والفادي الذي نستعد لميلاده بأن يشع نور مغارة الميلاد في قلوبنا جميعا وان ينير الطريق امامنا نحو حياة ملؤها العطاء والتضحية والتفاني في خدمة الكنيسة والانسان والوطن ، ونتمنى ان يلامس هذا النور نور مغارة الميلاد قلوب وضمائر من ضلوا الطريق وقبلوا ان يكونوا ادوات في مشاريع مشبوهة تحت مسميات مختلفة وهم يدعون التبشير بالمسيحية ولكن المسيحية براء منهم .

 

امام المغارة نصلي من اجلهم لانهم يحتاجون الى كثير من الصلاة فغرورهم وكبريائهم وعنجهيتهم وحقدهم لا يمكن ان يتغير الا ببركة الرب ومعونته ونوره الذي نتمنى ان يضيء القلوب والعقول والضمائر .

 

اما نحن في فلسطين فسنبقى محافظين على العهد والوعد فنحن مسيحيون 100% وفلسطينيون 100% ومن لا يعجبه هذا الكلام هو حر في ذلك ولكن لا يحق له ان يلزمنا بأجندته وبأرائه التي لا تنسجم وقناعاتنا وهويتنا الروحية والوطنية .