الامم المتحدة تحذر من جرائم حرب في تيغراي
ابي احمد الحائز علي نوبل للسلام يرتكب مذابح

سليمان شفيق
حذرت الأمم المتحدة الجمعة من احتمال حصول جرائم حرب في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا بعد عشرة أيام على معارك قال رئيس الوزراء إن خصومه سيخسرونها لا محالة.

وأمر رئيس الوزراء أبيي أحمد، حائز جائزة نوبل للسلام في 2019، بشن عمليات عسكرية في إقليم تيغراي الأسبوع الماضي، ما أثار صدمة المجتمع الدولي الذي يخشى اندلاع حرب أهلية دامية طويلة الأمد.

وتفيد تقارير بمقتل المئات، البعض منهم في مجزرة مروعة تحدثت عنها منظمة العفو الدولية، وفرار الآلاف هربا من القتال والغارات الجوية في إقليم تيغراي، الذي يتهم أبيي أحمد قادته بالسعي لزعزعة استقرار البلاد.

ودعت الولايات المتحدة الجمعة إلى اتخاذ خطوات "فورية لخفض التصعيد" في تيغراي، وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية تيبور ناغي "نندد بالمجزرة بحق المدنيين في (بلدة) ماي-كادرا" في جنوب-غرب الإقليم، مضيفاً في تغريدة عبر تويتر "من الضروري إعادة السلام وحماية المدنيين".

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة بتحقيق شامل في تقارير عن عملية القتل الجماعي في ماي كادرا، حيث قالت منظمة العفو إنها "تحققت رقميا من صور وفيديوهات مروعة لجثث متناثرة في البلدة أو يجري حملها على نقالات".

وأعلنت المفوضة ميشيل باشليه في بيان "إذا تأكد أن أحد أطراف النزاع الحالي نفذ ذلك عمدا، فإن عمليات قتل المدنيين هذه ستكون بالطبع جرائم حرب".
وقالت منظمة العفو إنها لم تتمكن من تأكيد هوية المسؤول عن عمليات القتل، لكن شهود عيان وجهوا أصابع الاتهام لقوات داعمة لجبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة في الإقليم.

وذكر شهود عيان أيضا أن بطاقات هويات بعض الضحايا تشير إلى أنهم من أمهرة المنطقة المعروفة بتاريخ طويل من التوتر مع تيغراي، وخصوصا فيما يتعلق بأراض.

وتم نشر آلاف العناصر المسلحين من أمهرة على حدود تيغراي، للقتال إلى جانب القوات الفدرالية.

وقال زعيم شعب تيغراي دبرصيون جبراميكائيل لوكالة فرانس برس أمس الجمعة إن الاتهامات "باطلة".

ويقول أبيي أحمد إن عمليته العسكرية هي رد على هجمات على قاعدتين عسكريتين للقوات الفدرالية شنتها جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت في السابق تسيطر على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا وتتهم أبيي أحمد بتهميشها.

وتنفي الجبهة تنفيذ تلك الهجمات.

وتفاقم التوتر بين أبيي والجبهة في سبتمبر عندما مضى الإقليم في إجراء انتخابات خاصة به، مشددا على أن أحمد زعيم غير شرعي بعدما تم تأجيل الانتخابات الوطنية بسبب فيروس كورونا المستجد.

امس الجمعة خاطب أحمد جنود الإقليم وحضهم على "الانتفاض" والانضمام إلى الجيش الوطني.

وقال في خطاب باللغة التيغرية بثه على فيسبوك "هذه القوة الخبيثة مطوقة من جميع الجهات. إنها قوة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وأضاف "انتفضوا ضد الزمرة أو انشقوا وانضموا إلى قوات الدفاع الإثيوبية".

وحال تعتيم على الاتصالات في تيغراي دون التحقق من تقارير متضاربة على الأرض، لكن أحمد تعهد تحقيق فوز حاسم "في فترة زمنية قصيرة نسبيا".
واعتبر جبراميكائيل ذلك "أحلام يقظة" مضيفا "نحن شعب فخور يمكنه الدفاع عن نفسه. هذه مقبره للغزاة".

وحذرت باشليه من أنه في حال استمرار الصراع "هناك خطر من أن يخرج الوضع كليا عن السيطرة ما سيؤدي إلى خسائر فادحة ودمار إضافة إلى نزوح جماعي" داخل إثيوبيا وخارج الحدود.

وقالت "أشعر أيضا بقلق بالغ إزاء تقارير عن قطع إمدادات المياه والكهرباء الحيوية، إضافة إلى فرض تعتيم على الاتصالات ومنع الوصول برا وجوا".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14,500 شخص فروا إلى السودان هذا الأسبوع فيما عمال الإغاثة يعملون فوق طاقتهم.

وقالت إن "الناس يصلون مع القليل من المقتنيات ما يشير إلى أنهم فروا بشكل متعجل. الأطفال يصلون منهكون وخائفون".

وحذرت مفوضية اللاجئين أيضا من أن المعارك تقترب من مخيم في تيغراي يؤوي 6500 لاجئ أريتري.

ويتصاعد القلق إزاء تقارير عن توتر عرقي.

ودانت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة براميلا باتن، والمستشارة الخاصة المعنية بالمسؤولية عن الحماية كارين سميث في بيان "تقارير عن هجمات محددة الأهداف ضد مدنيين بناء على اتنيتهم أو ديانتهم".

واعتبرتا ذلك "مسارا خطيرا يفاقم مخاطر الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية".

الجمعة أكد مسؤول في الاتحاد الإفريقي تغيير مسؤول الأمن لديه، وهو من اتنية تيغراي، بعدما اشتكت وزارة الدفاع الإثيوبية من أنه "يعتقد بأنه غير صادق" ويمكن أن يزعزع العلاقة بين إثيوبيا والاتحاد الذي يتخذ من أديس أبابا مقرا.

وأكدت وسائل إعلام رسمية إثيوبية صدور مذكرة توقيف بحق دبرصيون وقيادين آخرين في جبهة تحرير شعب تيغراي، إضافة إلى اعتقال نحو 250 في العاصمة لتواطؤهم المفترض مع الجبهة.

وذكرت الحكومة في بيان أن لديها "أدلة محددة وذات مصداقية" عن عناصر من جبهة تحرير شعب تيغراي يعملون لحساب منظمات محلية ودولية.
وقال البيان إن الشرطة قدمت لائحة بهؤلاء الأفراد إلى برنامج الأغذية العالمي في منطقة أمهرة، لكنه لم يكن "تصنيفا عرقيا عاما

وقالت ليتيتيا بادر من منظمة هيومن رايتس واتش "نستمر في تلقي تقارير ذات مصداقية عن تعليق وظائف أشخاص من اتنية تيغراي في أماكن أخرى في البلاد في وقت يتصاعد القتال في تيغراي".

وأضافت "نظرا إلى السياق المتوتر والمتفجر بشكل هائل في البلاد، يتعين على السلطات الإثيوبية أن تقاوم التدابير التي من شأنها مفاقمة التعصب والمخاطرة بإبعاد اهالي تيغراي من نواحي الحياة".

هكذا يكشف ابي احمد عن وجهة الحقيقي ويأمر جيشة بأرتكاب جرائم حرب ضد شعبة في تيغراي رغم نوبل للسلام .