كتب – روماني صبري 
 
دخول مجال السينما، من القرارات الصعبة، على شخص يجهله وكان له مستقبل مضمون، كالسيناريست المصرية مريم ناعوم، وتقول ناعوم حول ذلك، لم استقبل أي إشارات تدفعني لتنفيذ هذا القرار، لافتة :" كنت كل ما اخلص أجازتي في مصر وانزل فرنسا، كان بابا يستناني في المطار بمجلة تحوي أسماء كل الأفلام وأماكن وتوقيت عرضها.
 
انتصر حبي للسينما على الهندسة 
مضيفة خلال حلول ضيفها على برنامج "نقطتين وخط"، حتى باتت مشاهدة الأفلام تسيطر على تفكيري، أكثر من المدرسة والجامعة وأي شيء آخر، لافتة :" وواضح وقتها إني من غير ما أكون مدركة كنت بحب السينما، رغم اتجاهي لدراسة الرياضيات وعلمي كل العلم في الوقت إني هدخل هندسة.
 
لافتة :" أفرطت في حب السينما، حتى قلت في نفسي، الهندسة ليست مجالك، ماذا ستفعلين إذا أصبحتي مهندسة!، هيا اتخذي القرار واتجهي للعمل بالسينما، وبالفعل اتخذت القرار ولم استكمل السنة الثانية بالجامعة.
 
الفترة الصعبة حتى واحد صفر 
وروت :" نزلت مصر عشان ادرس سينما، وفي الأخر معملتش حاجة، والفترة دي مكنتش سهلة عليا خالص، حتى عرض فيلم فيلمي "واحد – صفر"، عام 2009  إخراج كاملة أبو ذكري.
 
ويعد الفيلم من أفضل الأفلام السينمائية في العالم، لذلك حصد إشادة أهم نقاد السينما، ويتحدث في إطار درامي عن 7 شخصيات مختلفة منها سيدة تبحث عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم وتحدث هذه الأحداث كلها في يوم المباراة النهائية لمصر مع الكاميرون بكأس الأمم الإفريقية في غانا 2008.
 
لافتة، السيناريو اترفض كتير، وده أحبطني أنا وكاملة، قالوا ازاي هننتج فيلم غير مسلي، ومفيهوش بطل، لكن تجاوزنا شعور الإحباط بعد عرض ونجاح الفيلم، كمان ماما اقتنعت وقتها ان ده مجالي فعلا.
 
بماذا تنصحين النساء في مجالك ؟ 
ما الصفة الإضافية التي يجب على كل كاتبة سيناريو التحلي بها وسط مجتمعها الذكوري جدا، كمجتمعنا؟، وردا على ذلك قالت السيناريست مريم ناعوم : عليهن التحلي بقوة الاحتمال، فالنجاح في هذا المجال في مجتمعهن لا يتحقق بسهولة، وهناك صفة إضافية أود أن أشير إليها، على كل كاتب امتلاكها، وهي "المثابرة" الصبر والإصرار، لا الغرق في الحزن والشعور بالفشل كون أعماله لازالت لم ترى النور .
 
مستطردة :" عمل أترفض متوقفش كمل، ولو كل فنان هيقع من أول أزمة، مكنش حد هيكمل في مجال السينما، وثقوا أن الشغل في السينما محتاج إصرار.
 
مش بحب المظلوميات
موضحة :" اغلب العاملين في السينما من الرجال، بالتالي عشان الست تثبت نفسها فيها بتاخد مجهود كبير ووقت، لكن طالما أكدت على موهبتها ودخلت المجال، محدش هيحاول يمنعها، عشان كده مقدرش أقول أنا مريم ناعوم دلوقت إن حظي اقل من الرجالة أو مظلومة عنهم في السينما، في الحقيقة مش بحب المظلوميات دي.
  
كسف يهزمه الفنان ؟ 
يعاني الكتاب أحيانا من شعور يصيب الموهوبون منهم، وهو فقدان الثقة في موهبتهم، فيقولون في أنفسهم، سنعجز عن تقديم أي عمل جديد،  وشددت ناعوم على أن هذا الشعور أصابها أكثر من مرة، مشيرة :" فقدان الثقة في نفسي ككاتبة سيناريو، غير دائم، لكنه يجتاحني حين اشك في قدراتي، كأن أقول : هل أصبت هذا النجاح عن طريق الصدفة، أم جاء ذلك كوني موهوبة بالفعل، هل أنا بالفعل استحق النجاح، أم أن تركيبة فريق العمل سبب نجاح ناعوم." 
 
مستطردة، للهروب من هذا الشعور، أقرر مشاهدة أفلام كتبتها وأصابت نجاحا كبيرا، ولاقت إعجاب الجماهير، ولان السينما تقوم على العمل الجماعي، ترصد عيناي مشاهد قوية تكشف موهبتي في الكتابة، وإنني لي دور في نجاح العمل، فاستعيد ثقتي في نفسي.