كتبت - أماني موسى
قال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، إن جماعة الإخوان حتى وإن توارت عن المشهد العام لأسباب ما، تتوارى بجحرها وتعود لتلدغ، وفي فترة الثمانينات استطاع الإخوان ضم كثير من أمراء وأعضاء الجماعات الإسلامية والطلابية في القاهرة والإسكندرية والبحيرة والشرقية وغيرها من محافظات الوجه البحري، لكنهم فشلوا مع أعضاء الجماعة الإسلامية بالوجه القبلي والصعيد.

وأضاف في برنامجه "أصل المسألة أصل الجماعة"، عندما تمكن الإخوان من بناء تنظيمهم القوي وتماسكت لبنات وأعمدة هذا التنظيم بدأوا العمل لضم الأعضاء الجدد من داخل المجتمع، ليعدوا العدة للوصول للحكم عبر التوغل في النقابات المهنية المختلفة، ومحاولات التحول للحزب السياسي وأن يكون لهم حزب بمثابة ظهير سياسي، بالإضافة للدخول للبرلمان وإقامة تحالفات سياسية، والدخول في المجالس المحلية بأنحاء القطر المصري، والعمل من خلال الجمعيات الخيرية المختلفة، حيث يقومون بتأسيسها ويعملون من خلالها ويجندون شباب وشابات.

وتابع، في الثمانينات بدأ الإخوان التأسيس الثاني للجماعة عبر عدة أمور:
1- الدخول للانتخابات للسيطرة على النقابات مثل الأطباء والمهندسين والتجاريين والمعلمين والمحامين.
2- إنشاء الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تتوغل في العمق المصري وتلبي احتياجات البسطاء وتقدم لهم يد العون لضمان أصواتهم وولائهم من أجل مزيد من التوغل في المجتمع المصري.

3- إنشاء شركات اقتصادية إسلامية، وأخرها توظيف الأموال، ومعظم شركات الإخوان بمجالات التجارة والاقتصاد، وتوجيه العائد لما تريده الجماعة، بالإضافة إلى أن هذه الشركات بمثابة ستار لإخفاء التمويل المتدفق على الجماعة، وفي ذات الوقت تجنيد الشباب.
4- إنشاء المدارس الإسلامية والتغلغل في كليات التربية وتجنيد العدد الأكبر من المدرسين والمدرسات للجماعة.

وأردف عيسى أن الجماعة وضعت الخطة منذ الثمانينات للسيطرة تمامًا على جذور المجتمع ليصبح كله إخوان من خلال المدارس والتعليم والجمعيات الخيرية والشركات والمشروعات الاقتصادية، ونجحوا في ذلك، لكن مهما كان خطابهم يدعي الوسطية المزيفة، تنكشف فورًا حين يكشفون عن وجههم الحقيقي وإتباع العنف ورفع السلاح، وهذه المرحلة أنتهت باغتيال السادات.

وأكد أن الإخوان هم الرأس المدبر لعملية اغتيال السادات، ومن المستحيل فصل أفكار منفذي العملية عن أفكار حسن البنا مؤسس الجماعة، فهو أول من نادى بانتزاع الحكم من يد من لا يحكم بشرع الله، خصومة لا رجوع فيها، ولا يمكن أن تنزعها عن أفكار سيد قطب الذي يرى إن الحاكم والمحكوم يعيشون في جاهلية، ولا يمكن أن تفصلها عن فكرة استحلال الإخوان للدماء، فهناك علاقة فكرية وتنظيمية بين القتلة وبين الإخوان.
واستطرد الإخوان يمكن أن يتبرأوا من هذه الجريمة تنظيميًا لكن لا يمكنهم التنصل من مسؤوليتهم الفكرية عن هذه الجريمة وأن منفذوها هم حصاد أفكار الإخوان القتلة، حيث زرعت الإخوان في عقولهم فكرة الإرهاب.