كتب – روماني صبري 
 
اجتمع المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، مع وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في القدس، وجاءت تصريحاته خلال اللقاء كالأتي : 
 
نفتخر بانتمائنا للكنيسة المسيحية الأولى التي شيدت في هذه البقعة المباركة من العالم ونحن متمسكون بإيماننا القويم ولن تتمكن اي قوة عاتية من النيل من عراقة حضورنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الأراضي المقدسة .
 
نحن مسيحيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ونفتخر بانتماءنا الى ارثوذكسيتنا والتي هي ليست طائفة كما يظن البعض بل هي رسالة محبة واخوة وسلام ورحمة في هذا العالم.
 
وانطلاقا من ايماننا المسيحي والقيم الإنجيلية التي نؤمن وننادي بها فإننا نرفض اي خطاب فيه تحريض على العنف والكراهية والتطرف لأنه يتناقض وقيمنا الإيمانية والإنسانية والأخلاقية .
 
ان محبتنا لكنيستنا وانتماءنا لأرثوذكسيتنا لا يمكن ان يجعلنا في يوم من الايام منعزلين عن محيطنا فإيماننا يحثنا دوما على بناء جسور المودة والاخوة والتواصل بين كافة ابناء البشر ومن يعملون على بناء اسوار تفصل الانسان عن اخيه الانسان انما لا يمثلون اية قيمة انسانية او اخلاقية او حضارية .
 
نتعاطى بمحبة واخوة مع كافة الكنائس المسيحية في بلادنا كما ونعتبر اخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء الانساني وفي الانتماء الوطني ونحن واياهم نشكل الشعب الواحد والقضية الواحدة .
 
نرفض اي خطاب يحرض على التقوقع والكراهية ايا كان شكله وايا كان لونه ورسالتنا ستبقى دوما ككنيسة ارثوذكسية في هذه الارض المقدسة اننا نفتخر بايماننا وبانتماءنا لكنيستنا ولكننا ايضا نحن فلسطينيون نحب وطننا ويجب ان نعمل دوما مع اخوتنا المسلمين من اجل بناء جسور المحبة والتعاون والاخوة بعيدا عن ثقافة البغضاء والكراهية والتطرف .
 
ان قلوبنا مفتوحة كما هي ابوابنا والتي لم تغلق ابدا امام اي انسان لاننا نؤمن بالانفتاح وبالعلاقات الطيبة بين الجميع ونرفض اي خطاب متشنج غير عقلاني وغير متوازن.
 
نحن في هذا المشرق مكون أساسي من مكوناته الروحية والتاريخية والحضارية ولا يمكننا ان ننظر الى انفسنا بمعزل عن شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني ومن يروجون لخطاب الكراهية في عالمنا انما يستهدفوننا ويستهدفون مشرقنا ويريدوننا ان نعيش في حالة تيه وصراعات وكراهية وتشرذم وطائفية .
 
علينا ان نكون يقظين من اي خطاب يأتي الينا من الغرب لان هؤلاء يعملون على تمرير مشروع سايسبيكو جديد هدفه تفكيك المفكك وتجزئة المجزء وهذا الغرب لا يهمه بقاء المسيحيين في هذه الديار ، لا بل ان مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به الادارة الامريكية في وقت من الاوقات انما هو شرق اوسط خال من المسيحيين تسوده ثقافة الكراهية والتطرف والعنف .
 
من الذي كان سببا في تهجير المسيحيين من العراق ومن سوريا ومن غيرها من الاماكن ومن الذي كان سببا في نكبة شعبنا وتشريد ابناءه .
 
ومن الذي اوجد لنا داعش واخواتها من المنظمات الارهابية الدموية الممولة من جهات معروفة والتي هدفها هو تدمير مشرقنا وثقافته وحضارته والتنوع الديني القائم فيه.
 
ما احوجنا في هذه الايام الى الحكمة في زمن كثر فيه الجهلة وكثر فيه اولئك الذين يروجون للعنصرية والحقد والكراهية ، وما احوجنا اليوم للخطاب الذي يقرب ولا يفرق.
 
اننا نتعاطى مع اخوتنا المسلمين بمحبة واخوة انطلاقا من قيم ايماننا ولسنا مستعدين على الاطلاق ان نفرط بعقائدنا وقيم ايماننا التي هي مزروعة في قلوبنا ومع نبضات افئدتنا .
 
نحن مسيحيون نرفض العنصرية بكافة أشكالها وألوانها ونرفض من يروجون لها ومن ينشرون ثقافة مسمومة خدمة لأجندات وسياسات معادية .