نعم نتشابه فيما بيننا ولكن لازلنا نحمل الكثير من مظاهر الاختلاف وفي هذا الاختلاف تكامل وحياة. إتفق العقل والدين على قبول هذا الاختلاف، فالله خالق الكل أراد لنا هذا التنوع بما يعود على البشرية بالخير. إنه أمر بديهي يجب أن يستفيد منه البشر كما يستفيد الجسد من أعضاءه المختلفة فلا يعقل أن يكون جسد الإنسان كله عينا أو يدا أو قدم. الأعضاء المختلفة في الجسد تتكامل فيما بينها لتؤدي وظائف أساسية لحياة الانسان. أما حين يتلوث العقل البشري بالكراهية يبدأ في فقدان اتصاله بعقله وخالق روحه ويصبح قادرا على القتل والذبح بدم بارد. وربما لم يعد يرى وسيلة للحوار فيبدأ في رحلة للموت مدركا أنها ستضع نهاية لحياته التي لم تعد مقبولة من مجتمعه ليصير بلا أمل في الحياة.
 
هذه الكراهية التي تلوثت بالدماء لم تعد حكرا على المجتمعات البدائية المتخلفة، بل وصلت إلى واحدة من أهم وأرقى الدول الأوروبية وهي فرنسا التي تحمل شعار "حرية مساواة إخاء" وتحولت للأسف إلى مساواة في استخدام العنف وحرية في قتل أشقاء الإنسانية.
 
حين ينتشر الجهل والتعصب ورفض الآخر، فلا يرى الانسان سوى ذاته ويمتليء بالكراهية لكل ما هو مختلف. هنا يتخلى الانسان دون أن يدري عن القصد الإلهي للتنوع الانساني. يرفض تحكيم عقله ليبدأ في التنازل عن عقلانيته وعلاقته الروحية السامية بخالقه. وهنا يفقد انسانيته ليبدأ بالتعايش مع هذه الكراهية التي تتحول في قلبه إلى وقود مدمر لكل شيء ولا يستثني ذاته وكل ما يحب من هذا الدمار. 
 
على البشر أن يعودوا إلى قبول اختلافهم والبحث عما يوحد انسانيتهم. ورغم وجود اختلافات كبيرة بين سكان دول الشرق والغرب إلا أن محاولة تفهم كل جانب ووضع أسس للاحترام المتبادل بما لا يضر بحرية أيا من الطرفين ويحترم اختلافهم هي بالتأكيد نقطة البداية لحل هذه الاشكالية الدموية.