كتبت – أماني موسى
 
قالت التونسية د. سارة الجويني، أستاذة الحضارة الإسلامية، أن الحلاج هو شخصية من الشخصيات الصوفية وكان له لغته الخاصة، وكان بما يعبر عنه بـ "السياحة" فلم يسعه المكان والزمان والجغرافيا، فهو في بحثه عن وجوده بات شخصية تقلبت وثملت من الحياة والدنيا، وأستطاعت بعد ذلك أن تترقى في هذه المراتب التي يعرفها المتصوفة، وهذه المراتب بمثابة رياضة روحية، يخرج منها المتصوف من المقاييس العادية للأشخاص العاديين.  
 
وأضافت خلال لقاءها مع الإعلامي إبراهيم عيسى ببرنامج "مختلف عليه" المقدم عبر شاشة الحرة، المتصوف في الغالب يكون شخص فوق العادة، لأنه يطور في ذاته مسائل روحانية، ويتقبل تلك المقامات ويتفاعل معها.
 
وعرف عن الحلاج بكونه شخصية سائحة، تجلت فيها المحبة الإلهية، شخصية وقفت ضد السلطة القائمة العبثية وأستطاعت أن تتفاعل بإيجابية مع مجتمعها، ولم تكن منقطعة عن الحياة، فشخصية الحلاج تنتمي إلى التراث الصوفي الروحي  وكان الحلاج يرى أن الإنسان هو صورة لتجلي الإله.
 
وعن قتله صلبًا والتمثيل بجثته، قالت الجويني، أن الحلاج مجرد صوفيًا محلقًا لكنه كان في أرض الواقع قائدًا ومواجهًا مع ظلم واستبداد سياسي، ولذا تم قتله بهذه الطريقة البشعة والتمثيل بجثته، وأيضًا بسبب آرائه التي ناهضت السلطة السياسية.
 
وأضافت أن الصوفية عمومًا لديهم موقف من الساسة، والقوانين الوضعية، وذلك لأن الصوفي يبحث عن الكمال والمطلق واللا نهائي، وعن الصورة الوجودية للعالم، وكان الحلاج ثائرًا إلى حد كبير، فهو بمقاييس اليوم يعد شخصية حقوقية إذ دافع عن حقوق القرامطة وأخذ موقف في تعامله مع إشكالات زمنه.