كتب - نعيم يوسف
خلال الأيام الماضية، اندلعت حربا بين أرمينيا وأذربيجان، بسبب إقليم "ناجورني كاراباخ"، أو إقليم "قرة باغ"، كما يطلع عليه أيضا، ولكن المشكلة لها جذور منذ الاتحاد السوفيتي، عندما وضع الزعيم السوفيتي "ستالين" هذه المنطقة التي يقطنها غالبية أرمينية داخل حدود أذربيجان، الأمر الذي أشعل صراعا كبيرا في هذه المنطقة.

شعب له تاريخ
وقال سفير أرمينيا في المغرب وتونس، الدكتور أرشاك بولاديان، إن هذه القضية هي تاريخ لشعب ظلم على مدار سنوات، وسكانه الأرمن ظلموا، وكانوا يريدون حكما ذاتيا، وهي قضية شعب يدافع عن أرضه وعرضه، فرضت عليه شروط اضطرارية للاندماج في نمظومة ليس له علاقة بها بتاتا.

وتابع "بولاديان"، في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، أن الحضارة الأرمنية انطلقت، وجرى اختراع الكتابة الأرمينية، لافتا إلى أن الحرب جارية على خط التماس بين جمهورية ناجورني كارباخ، وبين أذربيجان منذ سنوات، ومازالت القضية عالقة، على الرغم من طرح هذا الملف على منظمة التعاون والأمن في أوروبا.

أذربيجان تبدأ الهجوم
وأضاف سفير أرمينيا في المغرب وتونس، أن أذربيحان بدأت الهجوم على ناجورني كاراباخ، على طول خط التماس بين البلدين، وهاجمتها بجميع أنواع الأسلحة المتطورة الموجودة في ترسانتها الحربية، وكذلك استهدفت الأحياء السكنية، بما في ذلك الموجودة في العاصمة، ورغم مرور عدة أيام على الحرب، فإنه ليس من المنطقي، أن "ناجورني كاراباخ" هي من بدأت الهجوم.

الحرب على خط التماس
وشدد على أن القوات الأرمينية على خط التماس، تقوم بصد الهجوم الأذري، مؤكدا أن أرمينيا و"كاراباخ"، ليس لهما أي مصلحة في تأجيج الصراع في المنطقة، وبالتالي فهما كانتا ملتزمتان بالسلام والهدوء، ولكن الجيش الأذري هو من بدأ الهجوم.

المفاوضات وإطلاق النار
ولفت إلى أنه في ظروف الحرب من المستحيل القيام بمفاوضات، وبلاده ملتزمة بعملية وقف إطلاق النار، مشددا على أن روسيا دولة صديقة وحليف استراتيجي لأرمينيا وأذربيجان، وبإمكانها أن تضغط على الأطراف المختلفة لوقف إطلاق النار، وفيما بعد يتم استنئاف المفاوضات.

الدور الروسي
وأكد، أن روسيا ستتدخل عاجلا أم آجلا، لأن منطقة القوقاز التي تحدث فيها الحرب، هي منطقة للنفوذ الروسي، أما من ناحية طلب المساعدة العسكرية لأرمينيا في هذه الحرب، فإن قدرات أرمينيا حتى الآن جاهزة للدفاع عن "ناجورني كاراباخ"، ولكن في حالة تدخل طرف آخر -وهو تركيا- فإن أرمينيا قد تطلب المساعدة العسكرية من روسيا.

التدخل التركي
وأشار إلى أنهم لديهم مخاوف من التدخل التركي لصالح أذربيجان، وهي أعلنت علنا، أن كل قدراتها العسكرية تحت تصرف أذربيجان، مشددا على أنه إذا تدخلت تركيا عسكريا، فإن الصرع سوف يأخذ منحى آخر، وستشتعل المنطقة وككل وتحترق، وبالتالي فإن روسيا لن تسمح باندلاع حرب إقليمية في منطقة تقع تحت نفوذها.