عزة كامل
جريمة فرض الحجاب على الطالبة «ريم صلاح» ليست الأولى من نوعها، فقد تعرضت لذلك شقيقتها الكبيرة منذ عدة سنوات، وهناك عشرات الحالات التى تخبرنا بها مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام.. ورغم تكرار الجريمة، كان رد المسؤولين فى وزارة التربية والتعليم أنها «حوادث فردية».

ونحن لا ننسى ما قامت به المدرسة الثانوية المشتركة بمدينة «بنى مزار» بمحافظة المنيا فى 2011 بإجبار الطالبات على ارتداء الحجاب، بمن فيهن الطالبات المسيحيات، مما أدى إلى منع إحداهن من دخول المدرسة لعدم ارتدائها الحجاب، وعندما اعترض والدها، قامت إدارة المدرسة بتحرير محضر ضده بتهمة سب وقدف، فقام والد الفتاة بإبلاغ النيابة، وتكررت نفس الواقعة فى مدرسة للفتيات بالعياط، وتمت محاسبة إدارة المدرسة وتم نقل القائمين بذلك.

وفى 2012، فى إحدى قرى محافظة الأقصر، قامت معلمة بقص شعر طالبتين أمام الفصل المشترك، وذلك بسبب عدم ارتدائهما الحجاب، وقضت محكمة الأقصر بحبس المعلمة ستة شهور مع إيقاف التنفيد، وفى 2015 حدث بإحدى مدارس الفيوم قيام مدرس بحلق شعر تلميذة «بالموسى» لعدم ارتدائها الحجاب أيضا، مما أدى إلى السخرية منها وتعرضها لحالة نفسية سيئة.

وفى 2016 بمدينة الزقازيق، قامت إحدى المدارس بتعليق لافتة تتضمن إيشارب كجزء من الزى المدرسى، وفى إحدى المدارس الخاصة تم اختيار أحد الفصول ليتم تكريمه كأحسن فصل، لكن مدرس الفصل قال للطالبات: «لن نتمكن من تكريم الفصل وهناك ثلاث فتيات غير محجبات»، واضطرت الفتيات لارتداء الحجاب حتى لا يحرم الفصل من التكريم وحتى لا يتعرضن للتنمر والتعنيف من الجميع.

لا توجد مدرسة فى الريف المصرى أو المراكز القريبة من المحافظات إلا والفتيات يرتدين الحجاب لأن المعلمين والمدراء يعتبرونه جزءًا من الزى المدرسى، ويتم إجبار الفتيات على ارتدائه، وتجرى المعلمات يوميا تفتيشا لمعاقبة المخالفات، وقد تصل العقوبة إلى قص الشعر من المديرة فى طابور الصباح لتعمد إهانة الطالبات أمام المدرسة كلها أو بمعنى آخر «تجريسهن». وينصاع الأهالى لتلك السلوكيات خوفًا من حرمان بناتهم من التعليم، وتهديدهن بالطرد، ويتضافر ذلك مع دعوات السلفيين لوزارة التربية والتعليم بإلزام الطالبات بالحجاب فى المدارس والجامعات وعدم السماح بمدارس مشتركة خاصة فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، لأن الاختلاط من وجهة نظرهم يؤدى إلى مفاسد شرعية وأخلاقية، ونحن نتساءل: هل هذا هو التعليم الذى نريده لأبنائنا؟!.. تعليم ينخر فيه التعصب والتمييز والتطرف، تعليم يقهر العقل والجسد فى آن واحد؟!.
نقلا عن المصرى اليوم