سليمان شفيق
بعد الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أن بلاده سترسل إلى الخرطوم شحنة من القمح بقيمة خمسة ملايين دولار. كما أوضح نتانياهو إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستساعدان السودان على تجاوز المرحلة الانتقالية".

وجاء في منشور لمكتب رئيس الوزراء على تويتر "نتطلع إلى سلام دافئ وسنرسل على الفور ما قيمته خمسة ملايين دولار من القمح لأصدقائنا الجدد في السودان".  

كما أوضح نتانياهو إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستساعدان السودان على تجاوز المرحلة الانتقالية".

"وفد إسرائيلي سيزور الخرطوم"
ولفت نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي إلى أن "وفدا إسرائيليا سيلتقي قريبا في السودان مع نظرائه لبحث التعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك ملف الهجرة". مضيفا: "نحن بصدد توسيع دائرة السلام، ولن تنضم دول أخرى إلا إذا تابعنا التزامنا بهذه السياسة".

وتواجه الحكومة السودانية صعوبات اقتصادية في ظل انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية (الجنيه السوداني)، الأمر الذي زاد من الأصوات المنادية برفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على السودان منذ تسعينيات القرن الماضي بعد إدراجه على قائمة "الدول الراعية للإرهاب".

وتفيد الإحصاءات الرسمية أن السودان يستهلك مليوني طن من القمح سنويا، ويعتمد على الواردات بشكل كبير.

ويعتبر السودان البلد العربي الثالث الذي يعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال نحو شهرين، بعد الإمارات والبحرين اللتين وقعتا في واشنطن منتصف سبتمبر على اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكانت مصر أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في العام 1979، ولحقتها الأردن في العام 1994

ويحمل تطبيع العلاقات مع السودان رمزية كبيرة. فعقب حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالخرطوم حيث تبنوا قرارا يعرف باسم "اللاءات الثلاث"، وهي لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع الدولة العبرية.

ولعب السودان، الذي لا حدود لديه مع إسرائيل، دورا محدودا في النزاع العربي الإسرائيلي

وقبيل التصريح بشأن تطبيع العلاقات، أعلنت الإدارة الأمريكية أنّ الرئيس دونالد ترامب وقع على قرار سحب السودان رسميا من لائحة الدول الراعية للإرهاب".

ولاقى إعلان إسرائيل والسودان تطبيع العلاقات، ردود فعل متباينة، إذ اعتبره البعض انقاذ لاقتصاد السودان المتدهور في حين راي البعض الاخر التطبيع خيانه.

قال نتنياهو في تصريح متلفز بالعبرية إن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان تضع حدا للعزلة الجغرافية التي كانت تعاني منها بلاده، وتقصر مدة الرحلات الجوية وتخفض كلفتها. واعتبر نتانياهو أن تل أبيب "تغير خارطة الشرق الأوسط"، مستعينا برسوم بيانية تظهر مسار الرحلات الجوية.

وقال نتانياهو إن الرحلات الجوية عبر أجواء السعودية والبحرين والإمارات ستوفر على الركاب المتجهين إلى الهند ووجهات آسيوية أخرى "ساعات وبالطبع الكثير من المال".

وصار السودان ثالث دولة عربية تعلن منذ اغسطس تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين. وكان نتانياهو قد التقى مطلع العام الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا.

وأكد نتانياهو أن بلدانا أخرى ستطبّع العلاقات مع إسرائيل. ولا تقيم السعودية علاقات رسمية مع الدولة العبرية لكنها باتت تسمح للرحلات الآتية منها بعبور أجواء المملك..

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن التقارب مع السودان سيكون مفيدا للإسرائيليين الراغبين بعبور الأطلسي.

وتابع "يمكننا الطيران غربا فوق السودان وفق اتفاقات أبرمناها قبل الإعلان عن التطبيع، و فوق التشاد التي أقمنا معها علاقات إلى البرازيل وأمريكا اللاتينية".

وأضاف نتانياهو "كانت إسرائيل معزولة تماما... إسرائيل اليوم على تواصل مع العالم بأسره".