كتب – روماني صبري 
 
أثار تصريح الرئيس الأميركي بشأن سد النهضة حفيظة أثيوبيا، وذلك بعد أن حذر ترامب من خطورة استمرار الخلافات بشأن سد النهضة بين الدول الثلاث، موجها انتقادات إلى أديس أبابا لتراجعها عن توقيع اتفاق بشأن السد، وقال ترامب ان استمرار الأزمة قد يدفع مصر إلى تفجير السد على حد قوله، تصريحات انتقدها رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد مؤكدا عزم بلاده المضي قدما في أعمال السد، معتبرا أن التهديدات بشان ملء السد أمر غير مثمر، ويبدو أن تصريحات ترامب ألقت حجرا في المياه الراكدة منذ مدة، حيث أكدت المفوضية الأوروبية ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن السد يرضي جميع الأطراف، فهل تشهد الفترة المقبلة تطورات لحلحلة الخلافات بشأن سد النهضة، وكيف ستنعكس تصريحات ترامب على مسار الأزمة بين مصر وأثيوبيا والسودان ؟.
 
إثيوبيا تواصل أكاذيبها 
وكون الحكومة الإثيوبية تماطل في حل أزمة السد، زعم ياسين احمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، بان تصريحات ترامب تأتي في سياق حسابات داخلية تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، المفاوضات التي فشلت في واشنطن برعاية الولايات المتحدة، مضى عليها أكثر من 7 أشهر، بالتالي تصريح الرئيس الأمريكي بتفجير السد، لا يخدم مصلحة إثيوبيا وأمريكا، حيث مثل هذا التصريح يؤثر سلبا على العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين والتي تمتد لقرون.
 
مستطردا :" هذا التصريح قاله ترامب على خلفية حسابات داخلية أمريكية، فاختصته المذيعة التي تدير الحوار، " ماذا سيستفيد ترامب داخليا في حملته الانتخابية عندما يدين الموقف الإثيوبي ؟!، فواصل احمد كذبه قائلا :" ربما يريد ترامب كسب بعض أصوات الأمريكان من أصول عربية.
 
ماذا عكست تصريحات ترامب ؟ 
وفضح  دكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، المزاعم الإثيوبية قائلا :" يقولون ان ترامب يسعى بهذه التصريحات إلى جذب أصوات العرب الأمريكان !، فلو كان ترامب يفكر بهذه الطريقة، الم يكن من الأولى السعي لجذب أصوات الأفارقة الأمريكان، كون عددهم اكبر بكثير من العرب ؟!." 
 
لافتا :" في الحقيقة عكس تصريح الرئيس ترامب، اهتمامه بكل القضايا العالمية، حيث شهد الشهر الماضي اهتمامه بتطبيع دول عربية مع إسرائيل، وبالفعل شجع الإمارات على توقيع اتفاق سلام مع تل أبيب، وتجرى حاليا مفاوضات مع السودان لتمرير اتفاق سلام جديد، وقبل ذلك كانت البحرين.
 
ترامب يدرك خطورته على مصر 
مستطردا :" في إطار ذلك، جاء دور سد النهضة، وهو سد مخالف، وترامب قال نقطيتين غاية في الأهمية، النقطة الأولى، انه ما كان لمصر أن تسمح ببناء هذا السد من الأساس، إذا ترامب لديه تقارير فنية ومخابراتية تقول أن سد النهضة سيلحق ضررا بمصر.
 
مضيفا :" النقطة الثانية، أن لا احد سيلوم مصر إذا قامت بتفجير هذا السد حماية لأمنها المائي، وحماية لحق شعبها في الحياة، ونحن الآن لدينا 10 سنوات من التفاوض منهم 5 سنوات مستمرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والنتيجة لا شيء.
 
مشددا، هناك تعنت من الجانب الإثيوبي في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، والنتيجة لا اتفاق على أي شيء، وفي الحقيقة إثيوبيا لا ترغب في توقيع أي اتفاقيات تقضي بحل الأزمة، إذا ما فائدة المفاوضات بعد 10 سنوات !.
 
 
لافتا :" استضافت الولايات المتحدة مفاوضات مع البنك الدولي وتوصلنا إلى اتفاق في فبراير من هذا العام، فوجدنا إثيوبيا تنسحب في الخطوة الأخيرة، كما كان تم الاتفاق على الدفع بمكتب استشاري لكشف أضرار السد على مصر، فرفضت إثيوبيا ذلك وانسحبت كذلك في اللحظة الأخيرة، ذهبنا إلى مجلس الأمن، فطلبت إعطاء الملف إلى الاتحاد الإفريقي فوافقت مصر، وما الذي فعله الاتحاد الإفريقي حتى الآن، في الحقيقة لا شيء، لا نتائج ايجابية رأيناها."  
 
مؤكدا، إذا إثيوبيا  لا تمتلك إرادة الوصول إلى اتفاق، بل إرادة التسويف وكسب الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع، وهي تظن أنها في النهاية ستخضع مصر ولا تدرك أن المياه امن قومي لمصر، التي لا تمتلك مورد مائي إلا نهر النيل عكس إثيوبيا فلديها 9 أحواض انهار." 
 
الهدف العودة للمفاوضات 
أما ديفيد بولوك، الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فقال، اعتدنا على مفاجآت ترامب، رجل الأعمال القوي، الذي يهدد بالعنف لحل الأزمات، دون وجود نوايا حقيقة لديه لذلك، وهذه شخصية ترامب، والهدف من كل هذه التهديدات الأمريكية هو العودة إلى مائدة المفاوضات لحل الأزمة.