المتهم: مراتي قتلت بنت جارتها عشان خلاف على 2000 جنيه
بهدوء وثبات انفعالي يحسد عليه، وقف منفذ مذبحة سوهاج أمام النيابة العامة يروي تفاصيل جريمته المروعة: "كنت مهموم لما عرفت أن بنت جاري وصاحبي اختفت عشان زي ولادي بالضبط، ومكنتش بنام وبندور عليها في كل حتة وفي الآخر نطلع جثة البنت من بير الصرف الصحي عندي في البيت، مراتي قتلتها عشان تنتقم من أم الطفلة عشان بينهم خلاف على 2000 جنيه".

وأوضح المتهم أنه منذ اكتشاف جريمة مقتل الطفلة رودينا على يد زوجته، أصبح بلا عقل من تصرف زوجته المجنون، فقرر قتلها لتنال جزاءها، فأمسك الساطور وذبحها داخل منزل الأسرة وأنه غير نادم على فعلته تلك.

وأضاف المتهم خلال جلسة التحقيق التى استغرقت 5 ساعات متصلة: "مش عارف أنام عشان بشوف دم أولادي قدامي كابوس مزعج، ندمان طبعا أني قتلتهم بس عشان هما اللي نرفزوني وكانوا عايزين يمنعوني من قتل أمهم فقتلتهم وقت الغضب اللي كنت فيه"، وأدعى المتهم خلال التحقيقات أن قتل أبنائه جاء بالخطأ بسبب الضغوط العصبية التى كان فيها وقت قتل زوجته وهجومهما عليه لمنعه من قتلها فاستشاط غضبًا ونفذ جريمته.

عاش الطفل الأصغر للطفلين القتيلين مع أمهما لحظات، شاهد والده يمسك بساطور ويطيح برقبة أمه ويزهق روح شقيقته وشقيقه في مشهد مروع، انفجر الطفل في البكاء من هذه المشاهد الدموية التى حولت منزله الذي كان يلعب فيه إلى شلال دماء، ربما تظل تلك المشاهد القاسية في ذاكرة الطفل الذي لم يكمل عامه الخامس.

وسط تلك المشاهد شديدة القسوة انتبه الأب القاتل لصرخات الطفل المؤلمة الذي كان ينتظر دوره في القتل ليلحق بأمه وشقيقته، لكن الأب فجأة هدأ قليلًا وأمسك بيد نجله واصطحبه بعيدًا عن مسرح الجريمة ثم هدأ من روعه واشترى له بعض الحلوى، لكن الطفل لم يتوقف عن البكاء من هول ما شاهده.

هرب الأب القاتل من مسرح الجريمة عقب تنفيذها، وبعد ساعات حضر أحد الجيران يطلب من الأسرة شيئًا ما فكانت المفاجأة عندما وقعت عيناه على المذبحة المروعة فأبلغ الشرطة بما شاهده وانتقل مأمور وضباط مباحث قسم جرجا إلى محل البلاغ، وتبين من التحريات، التي باشرها اللواء عبدالحميد أبوموسى، مدير المباحث الجنائية، أن الجثث خاصة بكل من "سمير. أ. ع"، 14 سنة، وشقيقته "أسماء"، 8 سنوات، ووالدتهما "شيماء. ع. م"، 40 سنة.

ترك الأب نجله الناجي الوحيد من الجريمة في منزل جدته من والده، التى لم تعرف بجريمته ثم انصرف، وبعدها فوجئ جميع أهالي القرية بتفاصيل الجريمة عندما حاصرت الشرطة القرية للبحث عن المتهم، وتبين من معاينة مسرح الجريمة أنه تم العثور على جثة طفلة تقيم بالقرب من منزل الضحايا، معلقة داخل بئر للصرف الصحي بالمنزل، وتبين أنها تُدعى "رودينا م. ن."، 5 سنوات، والفتاة يتيمة الاب ومبلغ باختفائها.

ودلت المعاينة على أن عملية القتل استخدم فيها سلاح نارى و"ساطور"، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وإخطار النيابة العامة التى انتقلت إلى مكان الواقعة، وعاينت الجثث الأربع، وصرحت بنقلها إلى مستشفى جرجا العام والعسيرات المركزي.

دوافع الانتقام من الزوجة كانت السبب الرئيسي في تنفيذ الزوج لجريمته عندما اكتشف أن زوجته قتلت طفلة جارتهما وتدعى "رودينا" 5 سنوات انتقامًا من والدتها التي كانت تربطها معاملات مالية معها، وأن الأخيرة كانت تطالبها بمبلغ 15 ألف جنيه، وعندما ضيقت الخناق عليها قررت التخلص من ابنتها "رودينا" لتشغلها عن المطالبة بالمبلغ.

وأفادت التحريات أن الزوجة استدرجت الطفلة إلى منزلها وكتمت أنفاسها وألقت بجثتها في بئر الصرف الصحي بالمنزل، وساورت الشكوك زوجها بأنها وراء اختفاء الطفلة، وعندما عثر على الضحية مقتولة، جُن جنونه فتخلص من زوجته وابنه وابنته، وهرب مصطحبا ابنه الصغير البالغ من العمر 5 سنوات إلى خارج المحافظة.

كان اللواء حسن محمود، مدير أمن سوهاج تلقى إخطاراً من مأمور قسم شرطة جرجا، بورود بلاغ من أهالي قرية "المغاربة"، دائرة المركز، بالعثور على 3 جثث لربة منزل وطفلين من أسرة واحدة وطفلة أخرى في بئر الصرف الصحي بالمنزل.