د.ماجد عزت إسرائيل

   يذكر التاريخ أن الثورة الفرنسية (1789م) تبنت منذ 22 سبتمبر 1792م تقويماً جديداً؛ يمكننا أنّ نطلق عليه"تقويم الثورة الفرنسية".
 
وكان ذلك بهدف تحويل المجتمع عن المسيحية والملكية من خلال إنهاء التقويم الميلادي. في هذا التقويم قسمت السنة إلى 12 شهراً بواقع 30 يوماً لكل شهر،حيث كان الشهر فيه ينقسم إلى ثلاثة أسابيع فقط، وكلّ أسبوع عشرة أيّام، وانقسم اليوم إلى10 ساعات، والساعة إلى100 دقيقة، والدقيقة إلى 100 ثانية، ثم الخمسة أيام المُتممة، أو الستة أيام في الأعوام الكبيسة، كانت تكرس للاحتفال بأعياد الجمهورية،.وهنا ألغت الثورة الفرنسية تقسيمات الأسبوع وقســـمت كل شهـــر بدلاً من ذلــك إلى عشريات (Decaes ) بأسماء العشرية الأولى، والثانية، والثالثة، وجعلت اليوم الأخير من كل عشرية للراحة. 
  
  ومن أجل ذلك عيّنت حكومة الثورة الفرنسية عام 1793م لجنةً ضمت مجموعة من السياسيين والعلماء، لتطبيق هذه النظام واختيار أسماء الأشهر والأيام وطريقة احتسابها. فابتكر الشاعر والكاتب المسرحي فابر ديجلانتين، أسماء الأشهر والأيام الجديدة، وكان يعتمد في تسميته على الفواكه والخضراوات والحيوانات والطبيعة، لكي تخالف هذا الأسماء تقاليد الكنيسة التي كانت تطلق أسماء القديسين على شهور السنة، وأشهر تقويم الثورة الفرنسية هي: شهر حصاد العنب Vendémiaire ، شهر الضباب  Brumaire، شهر الصقيع  Rrimaire،شهر تساقط الثلج Nivose، شهر المطر Pluviose، شهر الرياح Ventose، التبرعم Germinal، شهر الإزهار Floréal،شهر المروج الخضرPrairial،شهر الحصادMassidor ، شهر الدفء Thermidor،  شهر الفواكه Fructidor.
 
   وقد أنشأ هذه التقويم في يوم15 فنديميير (حصاد العنب) السنة الثانية للثورة، والموافق6 أكتوبر 1793م،واعتبر يوم إعلان الجمهورية(1فنديميير) بداية لتأريخ السنة الأولى،الموافق22 سبتمبر1792م،واعتبروا أن هذا اليوم هو بمثابة بداية عصر الفرنسيين. لكنّ هذا التقويم لم يستمرّ طويلاً، فقد تم الُعمل به ما بين عام( 1793 وحتى 1805م) عندما تخلّص منه نابليون بونابرت، ولكن تم إحياؤه مرة أخرى لفترةٍ وجيزة في ثورة 1848. ومن الجدير بالذكر أن تقويم الثورة الفرنسية كان أحد أقل القرارات نجاحاً في برنامج التغييرات التي أطلقتها الثورة الفرنسية. لكنّ تغيير النظام المتري "القياسي" كان أحد أهم وأنجح القرارات التي استمرت، حيث إنه أصبح النظام الرسمي المتّبع في معظم دول العالم، وذلك لأنه ترك أثره  في شتى المجالات.