( قبل منتصف الليل بلحظات حسب ما أكدته زوجته الفاضلة السيدة روت جرجس) .

 الدكتور  سمير جرجس قامة روحية ومكانة علمية رفيعه الجمعة ٢٩ اكتوبر ٢٠١٠ - ٢٧: ١٢ م  :

   بقلم: نيافة الأنبا سرابيون 
انتقل من عالمنا الفانى صباح الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 العالم الكبير الدكتور سمير فوزى جرجس بزيورخ بسويسرا. والدكتور سمير فوزى جرجس من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المخلصين الذين قدموا الكثير لخدمة الكنيسة بوجه عام والكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى سويسرا بوجه خاص. لقد عرفت المنتقل الكريم الدكتور سمير جرجس معرفة شخصية منذ اختارنى قداسة البابا شنودة الثالث لخدمة الكنيسة القبطية فى سويسرا عام 1983 وظلت علاقتى به مستمرة طوال السنوات الماضية حتى إنتقاله. 
 
 لقد كان المنتقل الكريم موضع محبة وثقة قداسة البابا شنودة الثالث فقد كلفه قداسته بالقيام بالاجراءات الازمة لسفر الراهب القبطى الذى اختاره لتأسيس خدمة ثابته للأقباط فى سويسرا وحضر الدكتور سمير جرجس لمقابلة قداسة البابا شنوده الثالث بمقره بدير الأنبا بيشوى العامر عام 1983 فى فترة وجود قداسة البابا بالدير اثناء الأزمة التى بداها الرئيس السادات فى سبتمبر 1981.
 
وكان المنتقل الكريم يحضر بإنتظام لمصر ويحظى ببركة مقابلة قداسة البابا شنودة ويعرض عليه أبحاثه وكتبه فى مجال التاريخ القبطى. كما أن زوجته الفاضلة مدام روت كان لها دور فعال فى الخدمة خاصةً فى مجال الترجمة.   
 
  وأود فى هذا المقال أن أقدم لمحة عن حياة الدكتور سمير جرجس ثم أنتقل إلى إسهاماته فى خدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
 
1-لمحة عن حياة الدكتور سمير جرجس 
    ولد الكتور سمير فوزى جرجس بمدينة أشمون محافظة الموفية فى 8 أبريل 1934.حصل على ليسانس الآداب من قسم التاريخ جامعة عين شمس عام 1956.
 
سافر إلى سويسرا عام 1958 للدراسات العليا. حصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ من جامعة زيوريخ فى مايو 1966 وقام بتدريس التاريخ فى عدة جامعات سويسرية ثم صار رئيساً لقسم التاريخ فى معهد بوخمان بزيورخ.
 
حصل على جائزة البحث العلمى فى سويسرا كما حصل على جائزة من المجلس الأعلى لجامعة زيوريخ عام 1962. 2-إسهامته فى خدمة الكنيسة   
 
  أ-الإسهامات العلمية     
وضع الدكتور سمير جرجس علمه فى خدمة الكنيسة فاهتم بالتاريخ القبطى وأسند إليه قداسة البابا شنودة الثالث تدريس مادة التاريخ الكنسى بكلية البابا شنودة الثالث اللاهوتية بالمانيا.
 
قام الدكتور سمير جرجس بعدة أبحاث ودراسات فى مجال التاريخ القبطى وأهتم بصفة خاصة بتاريخ الكتيبة الطيبية وقائدها القديس موريس وأهتم أن يقدم دراسة تاريخية موثقة بالمخطوطات القديمة لتاريخ الكتيبة الطيبية وإثبات الأصل القبطى لأفرادها.
 
وتعتبر دراساته فى مجال تاريخ الكتيبة الطيبية هى أول دراسات قبطية لهؤلاء القديسين الأقباط وقد ساعدت دراساته العلمية على إحياء ذكرى هؤلاء القديسين بين الأوساط العلمية فى سويسرا وبين الشعب القبطى فى مصر وخارجها.
 
وأننى أذكر فضل الدكتور سمير جرجس ودراساته عن الكتيبة الطيبية والقديس موريس والقديسة فيرينا علىِّ شخصياً وإهتمامى أن أقدم هؤلاء القديسين لأبناء الكنيسة وأن تبنى على أسمائهم الكنائس فى مصر حيث بنيت أول كنيسة بأسم القديس موريس والقديسة فيرينا بمبنى أسقفية الخدمات عام 1994 وقام قداسة البابا بتدشينها.
 
كما أقيمت كنائس على أسمائهم خارج مصر خاصةً فى إيبارشية لوس أنجيلوس. 
 
الدكتور سمير جرجس له العديد من المؤلفات فى التاريخ القبطى نذكر منها : 1-له 9 مقالات فى دائرة المعارف القبطية عن الكتيبة الطيبية والقديس موريس والقديسة فيرينا والقديسون فيلكس وريجولا واكسوييرتثيوس والقديس بقطر باللغة الأنجليزية. 2-تولى رئاسة تحرير موسوعة "من تراث القبط" وهى موسوعة باللغة العربية تضم 6 مجلدات.
 
المجلد الأول:
من تاريخ القبط .
 
المجلد الثانى:
الإيمان والعبادة والحياة النسكية.  المجلد الثالث: الآثار والفنون والعمارة القبطية.
 
المجلد الرابع:
العلوم والتعليم والحياة الأجتماعية والصحافة القبطية.
 
المجلد الخامس:
القانون الكنسى والعلاقات الكنسية.
 
المجلد السادس
: اللغة القبطية والتراث الأدبى للأقباط والموسيقى والألحان القبطية. 3-كتاب الترتيب الزمنى للقديس مارمرقس A Chronology of St. Mark     
                                 
  وهو كتاب قيم جداً ويمتاز بالدقة العلمية التاريخية فى تتبع حياة القديس مارمرقس وقد صدر هذا الكتاب باللغة الأنجليزية عن مؤسسة مارمرقس للتاريخ القبطى.
 
كما صدر له كتاب عن مارمرقس اصدرته دارالمعارف المصرية.
 
4-مجموعة كتب عن الكتيبة الطيبية وقديسها صدرت باللغة الأنجليزية واالالمانية عن مؤسسة القديس باخوم للنشر التى أسسها الدكتور سمير جرجس لنشر كتبه.
 
نذكر من هذه الكتب "الكتيبة الطيبية فى سويسرا" صدر عام 1985، "القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية" صدر عام 1993، "الأصل القبطى للكتيبة الطيبية" صدر عام 1990 بمناسبة الأحتفال بمرور 1700 سنة على استشهاد القديس موريس وايضاً الذكرى السبعمائة للأتحاد السويسرى الفيدرالى. كتاب "القديسة فيرينا والفرقة الطيبية" باللغة العربية وهو يتضمن ترجمة للمراجع الأصلية لسيرة القديسة فيرينا فى أقدم المخطوطات اللاتينية الموجودة فى سويسرا.
 
وقد صدر هذا الكتاب عام 2009 ويعتبر آخر كتاب أصدره الدكتور سمير جرجس وأشتركت معه فى إعداده السيدة زوجته روت جرجس.  5-فى عام 1987 أصدر كتاب بعنوان "المصريون والحضارة الغربية" وكتاب للتعريف بالكنيسة القبطية بعنوان "ماهى كنيسة الأسكندرية القبطية الأرثوذكسية".
 
هذان الكتابان صدرا باللغة الأنجليزية والألمانية. 6-أصدر مجلد للارشاد السياحى عن مصر يقع فى 800 صفحة باللغة الألمانية ويعتبر مرجع للسياح الألمان الذين يزرون مصر
 
. 7-اشترك مع الدكتور الراحل عزيز عطية سوريال فى كثير من الأبحاث التاريخية القبطية وايضاً قدم عدة أبحاث عن الحروب الصليبية.
 
ب-الخدمة الكنسية   
  المنتقل الدكتور سمير جرجس كان عضواً نشطاً فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى سويسرا.
 
وقد عاصرت نشاطه وخدمته منذ ذهابى كراهب كاهن لبدء خدمة دائمة للأقباط فى سويسرا عام 1983 واستمرت زياراتى لسويسرا بعد سيامتى أسقف عام لأسقفية الخدمات العامة والأجتماعية ثم إنتقالى لأكون أسقف لوس أنجيلوس. 
 
  قمت بسيامة الدكتور سمير جرجس شماساً فى رتبة الأبصلتس عام 1985 وهى أول سيامة أقوم بها بعد سيامتى أسقفاً.
 
وكان شماساً نشطاً مواظباً على حضور القداسات والخدمة وكان له دور هام فى الترجمة. ففى بداية خدمتى فى سويسرا فى كنيسة مارمرقس بزيوريخ ساعدنى كثيراً فى تعلم اللغة الألمانية وكان يقوم بترجمة العظات اثناء القداس الإلهى. وعندما كنت اتلقى دعوة لإلقاء محاضرة باللغة الألمانية فى دير أو كنيسة سويسرية كان يساعدنى فى اعداد المحاضرة باللغة الألمانية والتدريب على إلقائها بطريقة سليمة.     
 
 الدكتور سمير جرجس من المؤسسين للكنيسة القبطية فى سويسرا فقد قام بدور فعال فى جميع الإجراءات اللازمة مع السلطات السويسرية للسماح بمجى كاهن قبطى لرعاية الأقباط عام 1983.
 
كما أنه له الفضل فى بناء علاقات طيبة مع الكنائس السويسرية خاصة دير اتسيدلن الكاثوليكى الذى أقمت فيه أثناء فترة خدمتى فى سويسرا وصار بعد ذلك مقر للرهبان الذين جاءوا لخدمة القطاع الألمانى. وثمرة لأتصالاته وعلاقاته أعطيت الكنيسة القبطية فى سويسرا الناشئة دوراً بارزاً أثناء زيارة البابا يوحنا بولس الثانى لسويسرا عام 1984. وقام بدور نشيط وفعال فى المفاوضات مع حكومة جنيف حتى حصلنا على كنيسة للصلاة فيها عام 1985 وذلك قبل شراء كنيسة العذراء بجنيف الحالية.   
 
   كان للدكتور سمير جرجس خدمة غير معلنة لمساعدة القادمين الجدد خاصةً فى القطاع الألمانى. كما كان يساعد الراحل الكريم المهندس عدلى ابادير فى برنامج تقديم معونات للدراسة لكثير من الطلبة الاقباط الذين كانوا يدرسون فى جامعات أوربا
 
.Scholarship ايضاً كان للدكتور سمير جرجس دوراً رائداً فى تسجيل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى سويسرا  ووضع قانون لها Bylaws    إن القلم يعجز أن يسجل جميع إسهامات الدكتور سمير جرجس فى خدمة كنيسته التى أحبها من كل قلبه وكان مثالاً للعالم العميق فى علمه والمتواضع والمملوء روحانية.
 
نصلى أن ينيح الله روحه الطاهر فى فردوس النعيم ويهب عزاء سمائياً لجميع أفراد أسرته وجميع تلاميذه ومحبيه ويسمعه الرب الصوت الفرح "نعماً ايها العبد الصالح الأمين كنت أميناً فى القليل فسأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك". مت 25: 21