كتب – روماني صبري 
 
وقعت البحرين وإسرائيل، يوم الأحد الماضي، 7 مذكرات تفاهم، في إطار اتفاق السلام الذي أبرمه البلدان بواشنطن، في سبتمبر الماضي، لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية بين البلدين، وأشادت الحكومة الإسرائيلية، بهذه الخطوة، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو :" إننا ندفع السلام قدما من خلال اتخاذ خطوات عملاقة، وتنص مذكرات التفاهم، التي وقعها البلدين في المنامة، على عددا من مجالات التعاون بين البحرين وإسرائيل، من بينها الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، ما أهمية توقيع هذه المذكرات السبع في هذه الظروف تحديدا؟.
 
الهدف استقرار المنطقة 
ولمناقشة ذلك، قال مؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد، هذه الاتفاقيات السبع، تتضمن التعاون الاقتصادي والعلاقات الدبلوماسية، والبريد والى ما أخره، وهذه الاتفاقيات تؤسس لمرحلة جديدة إنشاء الله في التعاون الثنائي مع دولة إسرائيل، والكلمات التي سمعناها سواء من وزير الخارجية البحريني أو وزير الخزانة الأمريكي، أو من جانب تل أبيب، كلها أجمعت على أن هذه الاتفاقيات جاءت من اجل استقرار المنطقة ما يصب في مصلحة الشعوب.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي، لفضائية "سكاي نيوز عربية"، نعم الهدف استقرار المنطقة ورفاهية الشعوب، وهذه بداية تاريخية جديدة، ليس لمملكة البحرين فقط أو دولة إسرائيل، بل لكل دول المنطقة." 
 
هل ستردع خطر إيران ؟ 
كيف يمكن لهذه المذكرات، من الناحية الأمنية، أن تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ؟، وردا على هذا السؤال، وصف الكاتب والباحث السياسي شاؤول مناشه من القدس، توقيع مذكرات التفاهم الـ7 بين البحرين وإسرائيل، بالمشهد التاريخي، لافتا :" وهذا المشهد يذكرني بمقولة للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني الذي قال قبل 35 عاما :" الشعوب العربية والشعب الإسرائيلي يملكون من القدرات والمعطيات من أراضي زراعية ومياه وذكاء وخبرات بإمكانهم إذا تعاونوا أن يحولوا الشرق الأوسط لجنة عدن."
 
مردفا:" هذه الاتفاقيات هي بمثابة تحقيق لهذه النبوة، وأنا أدعو جميع الشعوب العربية ومن ضمنها الشعب الفلسطيني أن ينضم لمسيرة السلام، وفيما يخص الجانب الأمني لهذه الاتفاقات ما من شك، أن هناك خطرا يداهم دول الشرق الأوسط، لاسيما دولة الإمارات والبحرين، يتمثل في إيران.
 
مشددا :" هذا التعاون الأمني سوق يردع إيران ويوقف تداخلاتها في الشرق الأوسط، وقد أن الأوان ليفهم حكام إيران بان مسيراتهم التي تتواصل منذ 41 عاما لم تؤدي إلى نتيجة، وان الشعوب العربية لا يمكن أن ترضخ لهم، وحلم إيران بتدمير إسرائيل لن يتحقق، والاتفاقات التي تمت تدعم هذه النظرية الأمنية.
 
هل الازدهار يمكن أن يتخطى البلدين الموقعين على هذه الاتفاقيات، ليشمل بلدان أخرى مجاورة، للحديث حول ذلك، قال عماد جاد، عضو مجلس النواب المصري،  بالقطع، فالمنقطة ظلت عقود طويلة أسيرة نظريات الكراهية، وفكرة انه لا يوجد إلا الحل العسكري لحل القضية الفلسطينية، وكذا فكرة أن ما بيننا وبين إسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود.
 
مشددا:" هذه المفاهيم التقليدية هي التي أدت أن تدفع دول المنقطة الثمن، من بينها مصر التي قدمت أكثر من 100  ألف شهيد، ما دمر البنية الاقتصادية، وعطل التنمية، نعم اختبرنا كل ذلك، لذلك بعد حرب أكتوبر استكملت مصر تحرير باقي أراضيها على مائدة المفاوضات، وكان دعي الجانب الفلسطيني للالتحاق بالمفاوضات وكذا الجانب السوري فرفضا وعاقبا مصر .
 
لافتا :" دول عربية عديدة بدأت تضع مصالحها الوطنية ضمن الحسابات، عكس الماضي كانت تنفعل وتتعصب للقضية الفلسطينية، فيشرع حكامها يطلقون الشعارات، أما الآن دول كثيرة تريد السلام مع إسرائيل لترفع من لائحة الإرهاب، مثل السودان، وكذلك العراق والمغرب وعمان، مشيرا :" حيث أدركت هذه الدول انه لا يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية إلا من خلال المفاوضات."