جورج حبيب
عندما قدم الدكتور مجدي يعقوب رسالتة في الماجستير إلى الدكتور المشرف لمنحه الصلاحية للمناقشة في موضوع جراحة القلب كان تقرير المشرف كالتالي: " هذا الطالب لا يصلح جراحا للأسباب التالية... ".
 
  ترك مجدي يعقوب مصر ولم يكن يدخل عيادته في مصر مريض واحد لأن الدكتور حمدي السيد كان في نفس المبنى الذي فيه عيادة مجدي يعقوب، لم ييأس وذهب إلى إنجلترا حاملا نفس رسالة الماجستير دون تغيير وحصل بها على الماجستير بامتياز من بريطانيا العظمى، ثم حصل على الدكتوراة. 
 
مرضت إبنة أستاذه المشرف الذي رفض رسالته وقال عنه أنه لا يصلح جراحا وذهب بها إلى إنجلترا لكي يجري لها الدكتور مجدي عملية القلب المفتوح  ولم يكن يعرف أنه الطالب الفاشل في نظره. 
 
عرف الدكتور مجدي أستاذه المشرف ولم يعرفه الأستاذ المشرف، وجهز لإبنة المشرف كافة الإجراءات ودفع من جيبه الخاص مصاريف العملية والإقامة بالكامل. 
 
  شكر الدكتور المشرف الدكتور مجدي يعقوب على ما قدمه، لكن المشرف لاحظ إحترام الدكتور مجدي الزائد فسأله بفضول: لماذا تعاملني بكل هذا الاحترام؟،
 
أجاب مجدي يعقوب:
حضرتك أستاذي وكنت المشرف على رسالتي لنيل درجة الماجستير، قال المشرف: لا أتذكرك على الإطلاق، هل حصلت على الماجستير تحت إشرافي؟،
 
أجاب مجدي يعقوب :
حضرتك قدمت لي نصائح غالية أثناء إشراف سعادتك، رد المشرف كيف لم تحصل على الماجستير تحت إشرافي وأنت الدكتور مجدي يعقوب؟، مستحيل مستحيل، لا بد أن أعرف تقرير صلاحية الرسالة، إبتسم مجدي يعقوب وقال كان التقرير: هذا الطالب لا يصلح جراحا، خجل المشرف خجلا شديد وصمت بحزن، وقال له الدكتور يعقوب: كان لك الحق كل الحق أستاذنا الجليل، حضرتك حكمت طبقا للواقع وكان حكمك موضوعيا ولم تقصد أن تظلمني، أجابه المشرف أسف جدا يا دكتور للأسف لم أستوعب رسالتك المبدعة وكنت أعتبرها مجرد خيال علمي، إحتضنه مجدي يعقوب وهم ليقبل يده، قاومه المشرف وضمه  إلى صدره ولم يتمالك نفسه من البكاء من تواضع ابن صعيد مصر مجدي يعقوب. 
 
 هذه الرواية كما سمعتها في الراديو منذ أكثر من 25 عاما، أتضرع إلى الله أن أكون دقيقا في سردي لها.