هاني صبري
دعا البابا فرنسيس إلى دعم الاتحادات المدنية الخاصة بالمثليين .كما أضاف  قائلا: " إن للمثليين الحق في  تكوين أسرة .. "يجب أن ننشئ  قانون اتحاد مدني، وبهذه الطريقة يمكن حمايتهم بشكل قانوني"، حسب تعبيره في تصريح يصدر للمرة الأولى من بابا الفاتيكان، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء الكاثوليكية عن فيلم وثائقي بعنوان "فرانسسسكو".

أدت تلك التصريحات المثيرة جدلاً شديداً وردود أفعال غاضبة ومتباينة وأثارت حفيظة الكثيرين في العالم والكنيسة الكاثوليكية، وفيها تحول كبير في موقف البابا فرنسيس هذه المرة الأولى التي يعلن فيها وهو يشغل منصب البابا بشكل مباشر دعمه للمثليين، حيث دعا إلى سن قوانين مدنية للزواج من نفس الجنس دفاعًا عن المثليين والعائلات المثلية.

أن تصريحات البابا هذه راديكالية بالمقارنة مع ما تتبناه الكنيسة الكاثوليكية رسمياً، والتي تدين المثلية الجنسية فهي تصنف المثلية الجنسية في خانة "خطايا تحرم صاحبها من ملكوت الله.

نري أن ما ذكره البابا فرنسيس مخالف للكتاب المقدس وللطبيعة ومخالف أيضاً لوثيقة الفاتيكان الصادرة من قبل مجمع التعليم الكاثوليكي الذي يضع المنهاج الرسمي للمؤسسات التعليمية الكاثوليكية، فقد أشارت الوثيقة المؤلفة من 88 صفحة إلى أن الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة هو الذي يحقق الاستقرار، معترضة على أي نوع آخر من الزواج، وانتقدت الوثيقة بعض الأفكار المعاصرة حول الهوية الجنسية التي تدمر مفهوم الطبيعة وتضر باستقرار مؤسسة الأسرة. وأن الهويات الجنسية العابرة " ترتكز عادة على مفهوم مشوش للحرية في تحديد المشاعر والحاجات" ، وأن النظريات الحالية حول نوع الجنس "تسير بعيداً عن الطبيعة"، وأن نوع الجنس ليس قرارا متروكا للبشر، لكنه أمر محسوم من قبل الله، وتوجد حكمة في تصميم الخالق لجسد الإنسان، وقد حدد مهمة لهذا الجسد سواء كان ذكرا أم أنثى". ويجب علي المؤسّسات تعليم "الطبيعة الصحيحة للبشر" على أسس "واضحة ومقنعة تتعلق بعلم الإنسان.

من الواضح وجود اختلاف بين أسلوبي بابا الفاتيكان فرنسيس وسلفه بنيدكت السادس عشر في الخامس، اليوم تأكد فعلا وجود اختلاف ليس فقط في الأسلوب، بل ربما حتى في الرسالة. فالذين تابعوا المسار البابوي لبنيدكت السادس عشر يدركون أنه كان من أشد المعارضين لزواج المثليين، وكرر مرارا أن المثلية "خطيئة كبيرة، وتعرّض استقرار المجتمع للخطر".

السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي المعايير التي يستند إليها البابوات لتحديد مواقف الكنيسة تجاه الكثير من القضايا، خاصة وأن رأس الكنيسة الكاثوليكية حالياً وسلفه لا تفصل بينهما فوارق زمنية كبيرة، بل يعيشان في مكان واحد داخل أسوار الفاتيكان؟!.

وفي تقديري إن المثلية الجنسية مرفوضة تماماً لأنها تخالف الطبيعة التي خلقنا الله عليها وأنها نتيجة خلل في التطور النفسي، والإنحدار السلوكي، وعدم النضج في الشخصية، وإنعدام الشعور بالقيمة وفيها إهانة للنفس البشريّة، وأن المثلية الجنسية هي إنحراف في الميول الجنسية بحيث تتجه إلي أمثاله من نفس الجنس.، وليس لها أي علاقة بالتكوين البيولوجي الخاص بالإنسان، ولا يُوجد أي جينات تسبب المثلية، وأن العوامل غير الجينية، مثل الظروف المحيطة والتنشئة الشخصية والتربية تلعب دوراً هاماً في التأثير على السلوك الجنسي، كما هو الحال مع أغلب السمات البشرية الشخصية والسلوكية والجسدية الآخري، وهذا ما تؤكده الأبحاث العلمية الدقيقة وسبق أن ذكرنا ذلك مراراً وتكراراً من قبل.

أن تعاليم الكتاب المقدس ترفض وتدين وتحذر من المثلية الجنسية. ‏"لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان، لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" ( رسالة بولس الرسول إلي أهل روميه ١- ٢٦: ٢٧).

مؤكدين أن الكتاب المقدس يوصينا بالابتعاد عن كل الممارسات الخاطئة ومنها العلاقات المثلية إذا أردنا إرضاء الله.

حيث أن هناك فرق كبير بين رفض المثليين كأشخاص ورفض سلوكهم فالكتاب المقدس يوصي بأحترام ومحبة كل الناس ولكن هذا لا يعني قبول سلوك كل النَّاس.

فالكتاب المقدس هو المقياس الآسمي للحياة ويجب أن نعيش بحسب تعاليمه ومبادئه الروحية السامية، ونرفض أي أهواء أو تعاليم أو أبحاث تخالفه أياً كان مصدرها، لأنه الكتاب المعصوم للإيمان والأعمال وأخبرنا بإدانته ورفضه للمثلية.

وعلي الرغم من معرفة البابا فرنسيس بشكل عميق بوجود نصوص في الكتاب المقدس تدين المثلية ألا أنه يدعم المثلية الجنسية ويرفض إدانتها وهذا فيه مخالفة صريحة لنصوص المقدس، ربما تأثر بجماعات الضغط أو ما يسمي "لوبيات المثليين".

لذلك نطالب الفاتيكان بإصدار بيان لتفسير مدي صحة ما هو متداول من تصريحات للبابا فرنسيس بشأن دعمه للمثلية الجنسية ، وهل هذا الرأي شخصي للبابا، أم يعبر عن الكنيسة الكاثوليكية.    

نناشد كافة دول العالم تحمل مسؤولياتهم في علاج ظاهرة المثلية الجنسية لأنه مرض مثل أي مرض يحتاج إلي علاج نحن لا ندين هؤلاء فهم مرضي وضحايا نتيجة عوامل كثيرة و يجب علاجهم.

كما نُطالب المجتمع الدولي بتحريم زواج المثليين.من خلال إصدار حزمة من التشريعات الدولية بهذا الخصوص