كتب – روماني صبري 
 
قال دكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، ان المتحرش مجرم، قبل أن يكون مريض نفسي، لافتا :" التحرش جريمة يعاقب عليها القانون، ولابد من حماية النساء من هذه الجرائم.
 
فقط في بعض الحالات 
موضحا خلال حلوله ضيفا على برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا"، المذاع عبر فضائية cbc، في بعض الحالات يكون الشخص المتحرش مريض نفسي، يحتاج للعلاج، وغالبا هؤلاء يذهبون لخبراء الطب النفسي طلبا للمساعدة، حتى يصومون عن ارتكاب هذه الجريمة، حيث يقول المريض :" أنقذوني لا استطيع التوقف عن التحرش." 
 
لافتا :" وفي اسر بتجيب أبناءها عيادات الأمراض النفسية، للكشف وبيقولوا سببوا لنا مشاكل بمعاكستهم للبنات، عاوزين نساعدهم عشان يبطلوا الحكاية دي، ومش كل المتحرشين مرضى نفسيين عشان بس منعلقش شماعات.

كارثة من الكوارث 
مشددا :" التحرش في حد ذاته كارثة، شق منها جريمة، وشق منها مرض نفسي، والشق الثالث والأخير ما يسببه من أمراض نفسية للضحايا، والتحرش جريمة بالأساس، كون أشخاص كثيرون لا يعانون أي أمراض نفسية ونراهم يرتكبون هذه الجرائم."
 
ثقافات تشجع على التحرش 
لافتا :" ثمة ثقافة تشجع الذين لا يعانون أمراض نفسية على التحرش، كذلك هناك ثقافة لا تشجع على التحرش، وضرب مثالا قائلا :" في المجتمع المصري نرى مسلسلات وأفلام، تسمح للذكر بمضايقة الفتيات ومعاكساتهن، كذلك في التربية تحت زعم "أصله راجل"، ما يجعل المجتمع ينظر للتحرش على انه شيء عادي وليس جريمة.
 
مردفا :" وبعض رجال الدين بيعملوا نفس الكلام، كونهم دايما يوجهوا اللوم للبنت الضحية، وليس للمجرم، فيتم تعلم هذا السلوك، حتى من الأصدقاء أو الأب والأخوة الكبار، فالولد الذي يرى والده يعاكس الفتيات، ويتجول ببصره في أجسادهن، سيرث عنه حب التحرش.
 
سلوك بدائي همجي
وواصل :" كذلك الولد اللي قاعد بيتفرج على مسلسل مع أبوه فيه مشهد معاكسة بنت، من غير ما يقوله أبوه ان الفعل ده غلط وعيب وتعدي على حدود الآخرين، إذا لدينا ثقافة أسرية، وثقافة مجتمعية، تسببتا في انتشار هذه الظاهرة، وفي حاجة صعبة شوية لكن على أي حال  هقولها، وهي ان التحرش سلوك جنسي قديم جدا، بمعنى الرجال يحاولون مع النساء لممارسة الجنس، عن طريق الخطف لذلك يعد التحرش سلوك بدائي همجي قديم." 
    
فشلنا في التصدي للتحرش 
وشدد دكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، على أن هناك مجتمعات نجحت في تهذيب الذكور، لتعرفهم الإنسانية واحترام النساء، والتحضر، فكان تعاملهم مع النساء بطريقة متحضرة لا همجية، لافتا :" وهناك مجتمعات فشلت في ذلك، ففي المجتمع المصري 99% من البنات والسيدات يتعرضن للتحرش، والنسبة في الولايات المتحدة الأمريكية 60%."
 
موضحا :"كشفت منظمة الأمم المتحدة، عن أن 35 % من السيدات في العالم يتعرضن للتحرش، أي أن ثمة دول سجلت صفر تحرش ، والفرق هنا أن في مجتمعات نجحت في أنها تتعامل مع النساء ككائن أنساني كامل ويستحق الاحترام والتقدير، عكس المجتمعات التي تنظر للمرأة على أنها هدف جنسي .
 
كذبة 
يرى الكثيرون في مصر، ان البنات يتعرضن للاغتصاب والتحرش، جراء ملابسهن ومشيتهن، وردا على ذلك قال "القط"، في حالة كانت العائلة عدوانية مع المرأة، وتجبرها على الخضوع، سيخرج منها ذكور لا يحترمون النساء، متحرشين، وفي البلاد الأوروبية ترتدي النساء والفتيات ملابس تكشف أجزاء من أجسادهن، ورغم ذلك لا يتعرضن للتحرش، وهو ما يكذب هذه الآراء.
 
لافتا :" الذكور من أصحاب هذه الآراء، في حالة عاكس أولادهم الفتيات، سيبررون لهم هذه الجريمة، ويلقون باللوم على الفتيات، وشدد مجددا :" المتحرش مجرم، والمتحرش بها ضحية، والتحرش في النهاية جريمة."