عبد المنعم بدوى
أنا قادم اليك ايها البحر ، فإن امواجك الصاخبه هى وحدها القادره على أن تغسلنى نفسيا وجسديا ...

وجد نفسه يقترب من حافة الصخور المطله على أمواج البحر الهادره ، لماذا أيها البحر نحبك ونخافك فى وقت واحد ، تدفعنا الأنانيه لأن نثبت أقدامنا ونغرسها فى رمال الشاطىء ، ونكتفى بالنظر الى أمواجك نسرق بها سحرك الغامض ... وإذا أرتمينا بين أحضانك تظل أعيننا لاتفارق أطراف اليابسه لخشيتنا من أزرعك الخفيه التى تسحبنا الى أعماقك اللا نهائيه .

ودونما تردد القى بنفسه بين أمواج البحر ، تلقفته الأمواج وأخذت تسحبه الى الأبعد والأبعد .

فوق الشاطىء وجد من يلقى به ويضغط على صدره حتى يخرج ما أبتلعه من ماء ، وحينما عاد الى وعيه .. أستطاع أن يميز ملامحها الجميله من بين خصلات شعرها البنى التى تتخللها بعض الشعيرات البيضاء ، وهى تصرخ فيه وتضربه بكفها ضربات سريعه فوق صدغيه

انت مجنون ... مجنون
سألها من أنت ؟ ارتاحت ملامحها ، وقد أطمأنت على نجاته
أنا عروسة البحر .. خرجت اليك من الأعماق لكى أنقذك من الغرق وأعيدك الى الدنيا  ..