كتب – روماني صبري
هزت جريمة بشعة العالم، لاسيما الجمهورية الفرنسية، ضحيتها قتل بوحشية، وذلك بعد أيام من خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي ألقاه حول الانعزال الإسلامي في المجتمع الفرنسي، وحديثه عن أزمة يعيشها الإسلام في العالم بأسره.

فصل رأسه عن جسده
كشف مصدر بالشرطة الفرنسية أمس الجمعة، إن رجلا قتل في إحدى ضواحي العاصمة باريس، وصرح المصدر بأن الهجوم وقع في إيراغني سور أويز بباريس، مؤكدا أن الضحية تم قطع رأسه، كما أعلنت الشرطة أن الرجل الذي عثر عليه مقطوع الرأس هو مدرس مادة التاريخ.

ما قبل الجريمة

مدرس فرنسي كان بمنطقة قريبة من المدرسة التي يدرس فيها، وعلى حين فجأة هاجمه شخص بسلاح ابيض، وقطع رأسه، تمكنت الشرطة فيما بعد من إطلاق النار وقتل مرتكب الجريمة، وبحسب تلاميذ في المدرسة، عرض هذا المدرس صورا كاريكاتورية للنبي محمد، في صف دراسي قبل أيام.

كان يعلمهم الحرية

الرئيس الفرنسي، زار مكان الحادث، ووصف ما حدث بجريمة إرهابية، وصرح :" قتل احد مواطنينا اليوم لأنه كان مدرسا، لأنه كان يدرس الطلاب حرية التعبير وحرية المعتقد واللامعتقد، مات الرجل ضحية هجوم اسلاموي إرهابي – على حد تعبيره-."

تهديد لماكرون
وزير التعليم الفرنسي، غرد عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، داعيا الشعب الفرنسي، بالصمود والوحدة في وجه الإرهاب، وفي تويتر يبحث المحققون عن تغريدة نشرها حساب شخص داعشي، تظهر فيها صورة لرأس الضحية، تصف ما حدث بالانتقام، مرفقة بتهديد للرئيس الفرنسي.

كان شخص لطيف

ولكن ماذا كان تفسير تلاميذ المدرسة؟، قال والد احد التلاميذ :" كان المدرس لطيفا، وقد طلب من الأطفال المسلمين مغادرة الصف الدراسي، لأنه اضطر إلى إظهار صورة كاريكاتورية لنبي الإسلام، هذا ما قاله لي ابني.

فرنسا كانت مسرحا لحوادث طعن وهجمات في باريس ومدنا أخرى، كان من بينها الهجوم على مجلة شارلي ابيدو الساخرة في يناير عام 2015 والذي أعقبته سلسلة من المتابعة القضائية أمام المحاكم لمتعاونين في تلك الهجمات.


شهدت فرنسا الشهر الماضي، انطلاق محاكمة 14 شخص، في العملية الإرهابية التي استهدفت مقر مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، في 7 يناير عام 2015، ويواجه المتهمون تهم توفير المساعدة لمتشددين إسلاميين، اقتحموا المجلة وقاموا بتصفية 12 شخص على خلفية رسوم تهاجم الإسلام، وكانت أجلت السلطات الفرنسية إجراءات محاكمتهم 4 أشهر جراء تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، وقالت السلطات في البلاد ان المتهمون امتلكوا الأسلحة ووفروا الدعم اللوجستي لتنفيذ العملية التي استهدفت المجلة، وكذا الهجوم على سوبر ماركت وشرطي.

نصر على إنشاء مواطنون أحرار
شدد الرئيس ماكرون على أن المدعي هو الذي سيخوض في تفاصيل هذه العملية، لافتا :" مواطن فرنسي تم اغتياله لأنه قال للطلاب من حقكم الإيمان أو عدم الإيمان، وأريد قبل كل شيء، أن أفكر بأقاربه وأسرته وزملاءه، هنا في هذه المدرسة الإعدادية، التقينا بمديرتها، والتي تحلت بشجاعة كبيرة، ضد كل أشكال الضغط."

مضيفا في خطابه للشعب:" هذه السيدة مارست مهنتها بكل وفاء وإتقان، أريد باسمها أن اشكر كل الأساتذة والعاملين في هذه المدرسة، أريد أن أقول لكل المدرسين في فرنسا، بأننا نحن نقف بجانبهم، وسنكون إلى جانبهم اليوم وغدا من اجل حمايتهم والدفاع عنهم والسماح لهم بأداء مهمتهم وهي المهمة الأجمل والتي تتمثل بإنشاء مواطنون أحرار.