آخر مايمكن أن أتخيله أن يحرض فنان على سجن مفكر  مهما كان الخلاف !!!،
أن ينصب فنان نفسه محكمة تفتيش على الضمائر وأن ينبش في النوايا فهذه كارثة ، فلو سمعت هذا الكلام من ياسر برهامي أو الحويني سأتجاوزه ولن ألقي له بالاً ، لأنه عادي ومتوقع  ، لكن أن أسمعه من مخرج أو المفروض مبدع رأسماله حرية التعبير  فهذه هي الصدمة الحقيقية، هو لم يناقش فكرة أو يرد الحجة بالحجة ، وإنما أطلق إتهامات التكفير بطريقة عشوائية وفجة، الفكر لايرد عليه إلا بالفكر ، وسجن أي مفكر هو فضيحة وخاصة أن هذه التصريحات  قد صدرت  على لسان فنان ،   إسلام بحيري يتحدث من داخل التراث ولكن كل المسألة أنه ينظر إليه نظرة نقدية فقط ،
 
ولم يعلن في أي حلقة أو تصريح أي شئ يسئ للعقيدة ، وأحياناً يتم إنتقاده من مثقفين آخرين على هذا التمسك بالنقد من  داخل التراث وليس من خارجه ، ويافناننا ومخرجنا العزيز ماذا كنت ستفعل وتطالب إذا قال إسلام بحيري كلام المعري الذي يشاركك مساحة الفن والإبداع والذي قال شعراً ينكر فيه الرسالة نفسها؟! ، ولم يسجنه أحد  كما تطالب أنت بالنسبة لإسلام، ماذا ستفعل لو ردد إسلام أشعار أبو نواس  أو غيره من الشعراء المتمردين ؟، وهل لو كنت قد ولدت  في منتصف القرن الماضي، 
 
هل كنت ستطالب بإعدام نجيب محفوظ على رواية أولاد حارتنا؟!، وماذا لو طلبت منك شركة إنتاج إخراجها الآن  ؟!...تحريضك على سجن إسلام بحيري تصرف مخجل ولايمكن أن يصدر عن إنسان يتمتع بأدنى حس فني ، يجب الإعتذار إذا كنت تريد الإحتفاظ برصيدك ، ولاتزايد تقرباً للسلفيين ومغازلة للشارع ، فهؤلاء يعتبرون مهنتك نفسها  كفراً وزندقة ، وقد شتموك كثيراً أنت وزوجتك على عملك وعملها في الفن  ، وهاجموك واتهموك بأنك تدعو لزنا المحارم في مسلسلاتك وأفلامك ..الخ،  من تغازلهم وتنافقهم هم أول من سيعلقون لك المشنقة !، وتذكر  عبارة " أُكلت يوم أُكل الثور الابيض "،فدائرة التكفير الجهنمية تدور بقسوة وشراسة وتسحق بعد المكفَر ، المكفِر نفسه .