كتب – روماني صبري 

قال الكاتب والمفكر والناقد الدكتور احمد مجاهد، ان المرحلة الأخيرة للجماعات المتشددة التي تستخدمها لتحقيق أهدافها، هي حمل السلاح وسفك دماء المعارضين لها، لافتا :" وهذه المرحلة نتاج لبرمجة عقلية ناجمة عن مفهوم السمع والطاعة، وقراءة الكتب المتطرفة، موضحا :" العقل البشري من يعطي أوامر القتل والعنف." 
 
التعصب وقود التطرف 
مردفا خلال حلوله ضيفا على الإعلامي "يوسف الحسيني"، مقدم برنامج "بصراحة"، عبر "نجوم إف إم"، في حاجة تانية عاوز الفت الانتباه ليها، وهي (التعصب)، كونه السبب الرئيسي للتطرف، والأئمة المسلمين الأربعة  : الحنفي، الحنبلي، المالكي، الشافعي، لم يتفقوا في كل أمور الدين، لكنهم رغم ذلك لم يكفرون بعضهم البعض.
 
يروجون لأفكار لا يطبقونها 
لافتا :" قادة الجماعات الإسلامية المتطرفة، يحثون غيرهم على تفجير أنفسهم بالكنائس والمؤسسات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وكذا في الشوارع، التجمعات وما إلى أخره، بينما هم لا يقدمون على هذا الفعل، أليس كان من الأولى ان يقم هؤلاء بتنفيذ هذه العمليات الإرهابية طالما يؤمنون بهذه الأفكار المتطرفة البعيدة عن الدين؟!." 
 
وتابع :" إعمال العقل، يكشف كذب هؤلاء، وكان فضحهم الفنان عادل إمام في فيلم له، حين اختصه تكفيري متشدد قائلا :" فجر نفسك في مجموعة كافرة وستكون مكافأتك حور عين في السماء، فرد عليه :" ولماذا لا تقم أنت بذلك وتدعني أنا على الأرض؟َ!، لذلك ليكن هذا ردكم على هؤلاء." 
 
سبب انهيار وعي المصريين ؟ 
موضحا :" كشف المفكر الكبير جلال أمين في كتابه "ماذا حدث للمصريين"، النقلة التي حدثت في وعي المصريين خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وجعلت التطرف يجتاح المدن، جراء انهيار وتبدل القيم  فترة الانفتاح الاقتصادي، مردفا :" وقتها بات ينظر للشخص على انه كما يقول المثل "معاه قرش يسوى قرش"، وانتشر مفهوم البترودولار، و الأفكار الوهابية في هذه المرحلة، موضحا :" نشر هذه الأفكار في المجتمع لم يكن ورآه مخطط خفي، بل الأوضاع الاجتماعية والبطالة والحاجة للمال ساعدت في نشرها.
 
هل الصراعات دينية ؟ 
وشدد الكاتب والمفكر والناقد الدكتور احمد مجاهد، على انه عندما دخلت السياسة في الدين، فسد الأمر ولم يعد هناك دين وأصبحت هناك سياسة، مشيرا :" ولا اقصد بذلك أن الدين لم يعد موجودا، كون الصراعات ليست دينية بل صراعات سياسية سلطوية.
 
لافتا :" نظام السادات في السبعينيات، استعان بالتيارات السياسية المتشددة لمواجهة التيارات اليسارية، حتى اشتد ساعدهم فاغتالوه هو رئيس الجمهورية وقتها ، كما شدد :" هذه التيارات المتطرفة لا تعترف بالوطن ولا تؤمن بالقومية العربية، بل هي مع  فكرة الأممية والخلافة، مستشهدا بتصريح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الأسبق، مهدي عاكف حين قال طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر." 
 
موضحا :" طالما أنت مش معاهم ورافض أفكارهم تبقى كافر، وده شيء مفزع، وتصريح بالقتل، ويعكس قمة التعصب والتطرف، رغم أن الإسلام يعترف بالتنوع والاختلاف حيث تقول إحدى الآيات : لكم دينكم ولي دين."  
 
لا يسمعون 
كما لفت :" الجماعات الإسلامية لا تؤمن بالحوار، وهنا تكمن المشكلة، هم يتعصبون لأفكارهم ، فيرفضون سماع أفكار غيرهم، وأود أن أشير إلى انه في حالة وجود حوار بينهم وبين من يختلفون معهم تحل المشكلة.