قلم: نبيل صموئيل
ومازالت عمليه صناعه القطيع مستمره، فقد شاهدت بالأمس رجل دين ! كبير يجلس وأمامه قطيعا من البشر أتباعه، وهي صوره تعودنا عليها منذ فتره طويله تم حشرها وإعمالها في ثقافتنا بفعل رجال دين وعلماء كبار!؟ وأصبحت متكرره في كل الأديان،

أقول أنه كان جالسا بزيه ومظهره الذي يُعتقد خطأً أنه زيا للتقوي والقداسه وأمامه قطيعا من البشر ينظرون اليه مستلهمين الحكمه والوصيه، وأمامه علي المكتب مجموعه ضخمه من الأسئله التي أرسلها القطيع بين  ما هي بديهيه، وما هو منطقي يدرك بالعقل، وما هو غيبي لا يتعلق بالحياه  والسلوك والعلاقات لكن فيما تتعلق بالموت والجنه والنار الي غير ذلك،  ورجل الدين ! جالس بزهو يعطيك الإحساس بأنه قادر علي الرد علي كل الاسئله، وبالطبع يجيب علي كل كل الاسئله مهما كانت بساطتها وتفاهتها، وكل الحاضرين  في صمت وتقبل لكل شئ يقال، وانتظرت بمراره ان يسال هو الناس ليجري حوارا، وبالطبع لم يفعل فهم عليهم أن يسألوه ويسمعوا له ويطيعونه،

وهذا هو  فن صناعه القطيع.
فكان عليّ أن أسترجع ما كتبته سابقا.

أستغرب كثيرا من بعض الأسئله التي تُسأل لعلماء دين وقيادات دينيه،

وكما استغرب أكثر لقيام هؤلاء العلماء والقاده بالرد علي هذه الأسئله وبالتفصيل، أكثر من توجيه السائل لمحاوله التفكير والبحث ليجد الإجابه بنفسه او انه يوجهه بأن هذه الأسئله إما بديهيه فيستطيع السائل أن يجد الإجابه بنفسه او أن هذه الاسئله لا تتعلق بالحياه التي يجب ان نحياها بل تتعلق بما بعد الموت جنه ونار، أو أننا بهذا السؤال نضع انفسنا مكان الله سبحانه وتعالي،

فوظيفه العلماء والقياده الدينيه الأهم هي توجيه السائل لإعمال عقله وضميره،
أما بغير ذلك فنحن نصنع قطعانا من البشر لا حول لهم ولا قوه إرتضعوا ان يكونوا قطعانا لا بشرا وقد أعطاهم الله عقلا نستنير به في أمور حياتنا.

وللاسف الشديد هناك من القاده الدينيين من يعقدون إجتماعات وتكون مزدحمه بالبشر الذين آتوا ليسألوا مثل هذه الأسئله طالبين الرد والفتوي.
وللأسف الشديد هناك من البرامج المتلفزة والاذاعية وبعض الصحف تخصص وقتا ومساحات لتلقي هذه الأسئله والرد عليها شرحا وتفصيلا وبالطبع لها جمهور واسع من المتابعين من القطيع،
وهناك من القيادات الدينيه المسيحيه والإسلاميه تقوم بذلك بل وتفخر به،

وهو ما أدي الي صناعه قطعان بليده الفكر،
تستمرئ الإعتماديه والإتكاليه في كل شيئ في حياتها سواء في إعمال العقل والفكر أو في الإجتهاد في بناء حياه كريمه لهم بالعمل الجاد وبالجهد والعرق،

وهو اتجاه يعززه اكثر بعض أعمال الخير! التي تقوم بها مؤسسات رسميه وأهليه وأحزاب من توزيع وتدفق برامج المعونات والإحسان ككراتين الإطعام وغيرها من الحاجات الإنسانيه  (وبغض النظر عن دوافعها الآن)، والتي لا مبرر لها  لمن هم قادرين علي العمل والإجتهاد في الحياه أو أن التوزيع دون مساهمات ولو علي قدر ظروف الناس، فعدم المساهمه اذا كان الفرد يستطيع ولو بقدر قليل يُفسد المنح والهبات، وُيعلم الأخذ دون عطاء ويعزز التواكليه والإتكاليه.

فهكذا نحن بأفعالنا نصنع قطعانا غير فاعله وغير  مشاركه في حياتنا المجتمعيه.

فهل نستطيع أن نبني معا سياسات وبرامج وإجراءات تبني العقل الجمعي لمجتمعنا،
وتعزز قيمه العقل والتفكير والحياه والعمل والقيم الإنسانيه لنبني معا ثقافه وحضاره إنسانيه.