عرض/ سامية عياد
قدمت لنا العذراء مريم نموذجا فى كيفية التكلم مع الله والناس ، إذ كان حديثها مصدره الروح القدس الذى يقودنا حين نتكلم ، وأيضا كان السيد المسيح المثل الأعلى لنا فى أحاديثه وكلامه مع الناس ..
 
نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مقاله "الحديث الروحى" وضح لنا سمات الحديث الروحى كما نتعلمه من أمنا العذراء مريم فى حديثها مع كل من تعاملت معهم ، فنتأمل مثلا حديثها مع الملاك الذى بشرها إذ قالت : "هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك" وكذا حديثها مع أليصابات حين زارتها وقولها فى التسبحة الجميلة "تعظم نفسى الرب ، وتبتهج روحى بالله مخلصى ، لأنه نظر الى أتضاع أمته .." حديثها يحمل صفات وفضائل كثيرة ، وأيضا سمات الحديث الروحى نتعلمه من الرب يسوع فى تعامله وكلامه مع الجموع .
 
من أهم سمات الحديث الروحى ، أولا: الكلام الإيجابى ، أى المفعم بالفضيلة مثل المحبة والرحمة والاحتواء والتهدئة البعيد عن الانفعال والغضب ، ثانيا: القدوة الصالحة ، فالسيد المسيح كان مثالا فى أحاديثه وكلماته الرائعة وتركيزه على فضائل هامة مثل الاتضاع ، الرحمة ، صنع السلام ، احتمال الإساءات كالطرد والتعيير والاتهامات زورا ، ثالثا: المواقف العملية: قدم لنا الرب يسوع نموذج عمليا فى المحبة الفائقة حين أتوا الى المسيح بالخاطئة التى أمسكت فى ذات الفعل قال لهم : "من منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر " ، فى موقف آخر حيت تقدمت له أم غريبة الجنس تطلب شفاء ابنتها بإيمان ، قال لها : "ليكن لك ما تريدين" فشفيت أبنتها فى الحال ، وغيرها من المواقف العملية التى تعلمنا كيفية الحديث مع الناس والتعامل معهم ، رابعا: الخدمة التلقائية:  السيد المسيح كان يقبل الجميع ، ويخدمهم ويلبى احتياجاتهم ، فقد قدم طعاما للجموع بالبركة فى خمس خبزات وسمكتين حتى شبع الجميع بل تبقى عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة ، وحين ذهبت إليه مرثا ثم مريم أختا لعازر حين مرض ومات ، آتى وأقامه بعد أن أنتن فى القبر ، وغيرها من المواقف التى تظهر محبة الله القوية للبشر .
 
ليتنا نتعلم من أمنا العذراء وابنها السيد المسيح كيف نتكلم مع الناس كيف نتحلى بالفضائل ، كيف نحنو على الجميع ولا نبخل بالحديث اللطيف الهادىء ، لا نبخل  بالخدمة لكل محتاح ...