كتبت – أماني موسى
ناقش الكاتب والإعلامي د. خالد منتصر قانون ازدراء الأديان والذي اعتبره أنه بمثابة حبل مشنقة يلتف حول عنق كل مفكر يريد التجديد، جاليلو ومارتن لوثر كانوا مزدرين في عصرهم، وهناك تهمة جاهزة الآن اسمها ازدراء الأديان باسمها يتم جرجرة الفنان والكاتب إلى غياهب السجون، مشددًا بأن قانون الازدراء مطاط والتهمة ضبابية والضحية هو كل من يريد طرح الأسئلة على التراث الذي يريدونه محنط.
 
من جانبه قال د. عبد الجليل سالم، رئيس جامعة الزيتونه بتونس ووزير الشئون الدينية الأسبق، بداية علينا أن نسأل على مفهوم وتعريف ازدراء الأديان، وهو موضوع إشكالي لأنه يخفي في باطنه بنية عقلية للمجتمعات والمثقفين على مدى التاريخ الإسلامي، وكل من أتهم بازدراء الأديان نجدها في الحقيقة خصومات سياسية أو أيدلوجية، فنتهم الطرف الآخر بالخروج عن الدين وازدراءه
 
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي د. خالد منتصر، ببرنامج "يتفكرون" المقدم عبر قناة الغد، إزدراء الأديان هو بالأساس نتاج خلافات سياسية منذ خلاف المعتزله والحنابلة، ومن يتتبع تاريخ هذه التهمة يجد أن أصلها سياسي أو نقص في بنية العقل المفكر الذي يكفر غيره.
 
وعلى الجانب الآخر قالت د. ناجية الوريمي، أستاذ الحضارة العربية والإسلامية بجامعة تونس، المشكلة في وجهة نظري تتعلق بدلالات المصطلح، مصطلح الازدراء ما المقصود منه؟ وفي أي إطار نشأ؟ وكيف انتقل إلى الواقع العربي بهذا الشكل؟ 
 
مشيرة إلى أن مصطلح ازدراء الأديان في المفاهيم الدولية يأخذنا إلى إقرار التسامح بين مختلف الأديان عمومًا ونشر مفاهيم القيم والتعايش السلمي، وألا يحقر شخص بناء على ما يعتقد أو يدين، بينما يتخذه العرب كأداة للحد من حرية الرأي والتعبير، فعندما اتجه هذا المصطلح إلى العرب اتخذ منحى آخر، ليس بهدف حماية حرية وكرامة الإنسان، بل حماية عقائد معينة ومنع التفكير في عقائد معينة ومنع نقد هذه العقائد.
 
مستطردة، منع حرية الرأي والتعبير وجدت لها ملجأ في هذا المصطلح الذي كانت له دلالات إيجابية على المستوى الدولي.
 
وشددت نحن نحتاج اليوم النقد العقلي بشكل كبير، لا يمكن للثقافة العربية والواقع العرب يأن يراجع ما هو سائد ويطمح إلى ما هو أفضل إلا إذا أتيحت حرية الرأي والتشجيع على الفكر النقدي.
 
وأضافت، أن مسألة ازدراء الأديان لدى العرب أصبحت تسير في اتجاه ضدي لكل من اجتهد في آراء الدين أو التراث.
 
وأردفت، مفهوم حرمة الأديان فهمت على أنها منعًا لكل مقاربة نقدية علمية لهذه المسائل، وأؤكد أن مسألة ازدراء الأديان هي مسألة أكثر اتصالاً بمن وضعوا أنفسهم مسؤولين عن هذه الأديان، فالأديان طالما تعرضت للنقد، فخلال النهضة الأوروبية تعرضت الديانة المسيحية لنقد وتجريح كبير جدًا، ومع ذلك الديانة المسيحية تستمر والمؤمنين بها لا يزالوا موجودين.
 
ويجب ألا تكون هناك لاحدود للخيال، ولاحجر على الإبداع، يجب أن يكون باب الابداع مفتوحًا على مصراعيه، تراثنا الأدبي لو عرضنا نصوصه الان لتم تكفير  أصحابه  
 
وقال د. عبد الجليل، لابد أن نفرق بين إزدراء الدين وبين نقد التراث، لابد أن نفرق بين الدين والفكر الديني، فالفكر الديني هو إنتاج المسلمين في التاريخ، وهذا يعد علوم دينية وتراث ديني، ولابد أن نفرق بينه وبين الدين، ولكن المشكلة عند المسلمين أنهم قدسوا هذا التراث والفقهاء وصار التراث هو الدين، وحين تقترب من التراث أصبحت وكأنك تزدري الدين.
 
مشددًا، هذا باطل يراد نشره بإسم الدين، فالتراث هو عمل بشري وليس الدين، ونقد البخاري لا يعد إزدراء للدين، لابد أن نعيد النظر في البخاري وفي كتب الحديث لأن العقل العلمي والنقدي يجبرنا ويفرض علينا ألا نقبل الكثير من الأشياء التي وردت في هذه المصادر، فلا قداسة للتراث، ولا بد أن نخلخل التراث.
 
وأكد بقوله، إذا شئنا أن نتقدم كعرب وكمسلمين فلا بد من إعادة النظر في هذا التراث ونخله ونقده حتى نتقدم، وإلا فأننا سنبقى نراوغ بنفس المكان ونعيد إنتاج مشاكلنا القديمة، فالعقل العربي يعيد إنتاج مشاكله القديمة، بينما العقل الغربي هو عقل نقدي.
 
وشدد بأن قوانين الإزدراء هي ترضية للقوى المحافظة وليست نتاج الإسلام السياسي فقط،  وأن المتطرف لايقتنع بالحوار ، يتغير بالتعليم ، قلت لمسئول سعودي أنصحكم بإصلاح مدرستكم الوهابية ، ولحسن الحظ الآن أن المسئولين السعوديين إقتنعوا، فلايمكن أن نتقدم بفكر صار خارج التاريخ.