محمد محمود
في الأعلى صورة الأمريكية سوزان بشير؛ سوزان تحولت للإسلام منذ 2005 وقررت ارتداء الحجاب، وهي تعمل في شركة بمقاطعة جاكسون.


سخر منها بعض زملاءها ومديريها ووصفوها( بالارهابية)، وقالوا لها ستدخلين النار، وطلب منها أحد مديريها أن تخلع الحجاب بل وحاول نزع الحجاب بيده، فتقدمت بشكوى داخل الشركة وبعد فترة تم فصلها، فرفعت قضية فحواها السلوك العدائي والتمييزي من قبل مشرفيها.

حكمت هيئة المحلفين لصالح سوزان بتعويض قدره 5 مليون دولار كعقاب رمزي ومبلغ 120 ألف دولار كتعويض فعلي.

لن أذهب بعيدا واتخيل موقف معاكس يحدث في مصر، حيث أن مجرد تخيل هذا الحدث في مصر، أمر أكبر من كل خيالاتنا، ولن أتخيل أيضا أن يغير أحد المسلمين السنة مذهبه الي المذهب الشيعي مثلا وتمر الأمور بشكل طبيعي.

ولكن سأذكر قضية واقعية حقيقية منظورة أمام المحاكم منذ سنوات دون حكم نهائي ودون رد اعتبار ودون قول فصل، بل يقوم السادة القضاة بالتنحي تباعا استشعارا للحرج، رغم أن الحرج كل الحرج في أن يستشعروا الحرج


هاتان القضيتان تكفينا عشرات الكتب والمجلدات ومئات الساعات في الحديث عن الفرق بين عالمين والفجوة بين زمنين والمسافة بين كوكبين.

كوكب إنساني، يحاول ان يكون إنسانيا في تعامله مع الآخر المختلف دون تمييز ولا تفرقة، كوكب يحكمه القانون وتسوده العلمانية في حدودها المقبولة من غير خلو من تعصب واجرام في بعض الأحيان..

وكوكب يعيش في زمن ماض سحيق، يرفع رايات التعصب والكراهية والتمييز والعداء لكل مختلف حتى ولو باللون، كوكب منفصل عن الزمن منقطع عن الحاضر، غارق في الماضي يستدعي منه كل نموذج بربري همجي، والغريب المفارق للعقل والمنطق، أنه يرفض أي نموذج متحضر حتى ولو كان من ذلك الماضي الذي يستدعيه في كل حياته.