في مثل هذا اليوم 12 اكتوبر1973م..
القوات الجوية الإسرائيلية تخسر سبعة من طائراتها في بورسعيد بعد أن فوجئت بصواريخ الدفاع الجوي المصري التي كانت تعتقد أنها قضت عليها تمامًا في مساء اليوم السابق، وقد شبهت جولدا مائير كتائب الصواريخ المصرية بعش الغراب.

معركة الدفاع الجوي في بورسعيد، هي احدى معارك حرب أكتوبر، وقعت في 11-16 أكتوبر 1973 بين سلاح الجو الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوي المصري في مدينة بورسعيد.

كان قطاع بورسعيد خلال حرب اكتوبر يعتبر من حيث الواقع قطاعا منفصلا عن باقي قطاعات الجبهة. ورغم تبعيته من الناحية الرسمية لقيادة الجيش الثاني فانها تبعية كادت تكون اسمية بحكم موقعه وطبيعة تكوينه. اذ ان القطاع يشكل جزيرة دفاعية يحيط بها الماء من جميع الجهات، فمن الشمال يحد القطاع البحر المتوسط، ومن الشرق والجنوب منطقة الملاحات ، ومن الغرب والجنوب بحيرة المنزلة.

ويمتد القطاع شرقا لمسافة 11 كيلو مترا شرق بورفؤاد، وغربا بامتداد الطريق الساحلي (طريق دمياط) حتى عزبة البرج. وتخترق القطاع قناة السويس من مدخلها الشمالي وتمتد جنوبا حتى منطقة التينة، ويطلق على المنطقة ما بين بورسعيد وبور فؤاد شمالا حتى التينة جنوبا اسم "رقبة الإوزة..

ان الإسرائيليون يثقون بقدرتهم على الانتصار في معركة بورسعيد لإنعزالها عن شبكة الصواريخ المصرية بسبب وجود بحيرة المنزلة وإستغلالها كثغرة يدخل منها لمهاجمة القوات المصرية من جميع الاتجاهات. وفي 10 أكتوبر بدأ الجيش الإسرائيلي بعملية قصف عنيف على مدينة بورسعيد بهدف تدمير كتائب الصواريخ المصرية. حدث أول اشتباك بين سلاج الجو الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوي المصرية صباح 11 أكتوبر ونجحت القوات المصرية في اسقاط خمسة طائرات إسرائيلية.

بدأ سلاح الجو الاسرائيلى دخول منطقة بورسعيد معتقدا أنه لا توجد قواعد صواريخ وفوجئ الإسرائيليون بإنطلاق الصواريخ المصرية وتم إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية. وكانت القوات المصرية تطلق قنابل الدخان وتشعل الحرائق بهدف جذب الصواريخ الحرارية بعيدا عن أماكن تمركزها، كما كانت تستخدم وسائل للتشويش الراداري والصاروخي بهدف تشتيت الطائرات والصواريخ التي تستخدم الرادار لتحديد أهدافها. وبدأ سلاح الجو الإسرائيلى يدور حولنا في دائرة نصف قطرها اربعين كيلومتر ليكون في أمان من الصواريخ المصرية وكان هناك أكثر من أربعين هدفا وبدأ الكر والفر.

ونجحت قوات الدفاع الجوي المصري في إغلاق المجال الجوي لمدينة بورسعيد في وجه سلاح الجو الإسرائيلي فجر يوم 17 أكتوبر.

خفت حدة المعركة الجوية نوعا ما عدا تلك الدائرة في منطقة بورسعيد. في الفترة من 8-12 أكتوبر وقع مجموعة من الغارات الجوية على المنشآت الصاروخية بما في ذلك أربع بطاريات صواريخ أرض-جو، ثم وقعت مجموعة أخرى من الغارات في 13 أكتوبر.

بعد التحقق من بدء الهجوم الإسرائيلي، ووصول القوات بورسعيد من الجنوب. خرجت الطائرات في مجموعتين، الأولى في اتجاه الشمال الشرقي للهجوم على مواقع الصواريخ، والأخرى في اتجاه الشمال الغربي للهجوم على المواقع الدفاعية الأخرى الموجودة هناك. . بعض الأسلحة SA-7 personnel- borne كانت موجهة على الخط المتوقع لوصول الطائرات. وانطلقت الصواريخ فور وصول الطائرات الإسرائيلية، مما اضطر الطائرات للاسراع في التحليق على ارتفاع أعلى، تماما كما كان مخطط له. مما سهل عمل بطاريات الصواريخ المصرية سام-2 وسام-3 في تحديد أهدافها. واستمرت المعركة الجوية حتى الساعة 1700. وكان عدد الطائرات الإسرائيلية أكثر من 94 طائرة. وكان الدفاع ضد هذا العدد من الطائرات يفوق عمل البطاريات الأربعة المصرية المضادة للصواريخ، حيث تقوم البطارية بالتصدي لطائرة واحدة في كل مرة. وافلات واحدة من تلك الطائرات، يمكن أن يعرض مواقع الصواريخ للتدمير وتعطيل قدرتها على العمل. وبهذا التكتيك، نجح الإسرائيليون في تدمير البطاريات المصرية الأربعة. لكنهم في الوقت نفسه فقدوا 12 طائرة. بعد حلول الظلام، بدأ الإسرائيليون المرحلة الثانية من غارتهم الجوية، مستخدمين الكشافات القوية لاضاءة الأهداف على الأرض. وكان هدفهم هو منع المصريين من نصب بطاريات صواريخ جديدة أثناء الليل. وكثفت الطائرات طلعاتها الجوية بهدف التأكد من تدمير جميع المنشآت الصاروخية، بعدها استمرت الغارات المكثفة لتمدير الصواريخ المضادة للطائرات نفسها. وكان هدفهم التأكد من أنه حتى في حالة احضار صواريخ جديدة بدلا من تلك التي دمرت، فلن تتمكن البطاريات من تشغليها. منعت الطائرات الإسرائيلية وصول أي امدادات للمدينة، عن طريق القاء القنابل الموقوتة، زرع الألغام، وخاصة المصممة بطريقة الشراك الخداعية، وذلك لضمان عدم وصول المهندسون المصريون لاصلاح بطاريات الصواريخ. وفي النهاية قامت القوات الإسرائيلية بقطع الطريق المؤدي إلى ميناء بورسعيد لمنع وصول التعزيزات العسكرية للمدينة. وتكررت هذه الخطة مرة أخرى في يومي 9 و10 أكتوبر. عندما تجد الطائرات الإسرائيلية نفسها في مواجهة الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ الصغيرة المحمولة، تقوم بالتحليق على ارتفاع منخفض وتلقي وابل من القنابل والصواريخ.

على مدار يومين، ألقت 214 طائرة إسرائيلية قرابة 1.500 طن من المتفجرات على مدينة بورسعيد والقاعدة الجوية. وسببت تلك الغارات الرعب لسكان المدينة الذين رفضوا مغادرتها. !!