فى مثل هذا اليوم 11 اكتوبر2013م..

سامح جميل

وديع الصافي (وُلد وديع فرانسيس في 1 نوفمبر 1921 - ت. 11 أكتوبر 2013)، هو مطرب، ملحن، كاتب أغاني، ممثل لبناني. ويعتبر أيقونة ثقافية لبنانية، ويطلق عليه "صوت لبنان".
 
ولد باسم وديع بشارة يوسف جبرائل فرانسيس، في 1 نوفمبر 1921، في نيحا، قضاء الشوف، وكان الابن الثاني لوالده ووالدته شفيقة شديد العجيل. وُلد أخيه البكر تويف عام 1919 وبعده وديع، ثم ست شقيقات توفيت اخداهن فبقين خمس هنّ ليندا وماري وجان دارك وتيريز ونادية التي احترفت فترة وعرفت باسمها الفنّي هناء الصافي. من بعدهنّ وُلد أخيه الأصغر إيليا وهو من مواليد عام 1947، أي أنه يصغره بستّ وعشرين عاماً.
 
كان والده من مواليد عام 1895 وأمه من مواليد عام 1903؛ وقد عمل والده صف ضابط وخيالاً في الدرك أيام الانتداب الفرنسي ورأس منطقة النبطية وجبل عامل. وقد ورث أخواه توفيق وإيليا العمل نفسه عن والده، ولا يزال الأخير يمارس عمله قائداً لفرقة موسيقى الأمن الداخلي اللبنانية.
 
تزوّج جدّه لأبيه أبو بشارة وهو من مواليد عام 1870 جدّته أم بشارة إبنة لعائلة يوسف كرم من عارَيْه وكانت مقدامة وشجاعة وربّت أعمامه وأبيه على ذلك وكانت طاهية ماهرة ومتحدّثة لبقة وقاصّة ماهرة رسخت قصصها في وجدانه. أما جدّه أبو بشارة فقد كان شيخ الشباب وقوّالاً وزجالاً يقرض الشعر من قرّادي ومعنّى وعتابا وميجانا ويغنّي بصوت جميل وهو من علّمه الزجل. كان جدّه يعمل في الأرض كما وسافر إلى البرازيل مرّتين أو ثلاثاً ليكسب المال ويعود ليشتري أرضاً في نيحا.
 
حياته الفنية
أوّل عهده بالفنّ كان مع خاله نمر شديد العجيل وكان دركيّاً كوالده وذا صوت جميل كأبيه جدّه لأمّه، وهو أوّل من علّمه العزف على العود. كان يعزف سماعيّاً على الربابة ثمّ على الكمان ومن بعدهما جاء العود؛ ومنذ أن أمسك بالعود لم يفارقه يوماً. كان خاله نمر يصطحبه إلى السهرات ويعلّمه الغناء والعزف.
 
بدأ جدّه يعلّمه الزجل على أنواعه وصار يستمع إلى شحرور الوادي أسعد الفغالي عمّ المطربة صباح وإلى أزجاله وكذلك إلى أزجال رشيد نخلة. لم يعرفهما شخصيّاً في صباه بل كان يقرأ لهما ويسمع عنهما فتعلّق بهما تعلّقه بأبيه وجدّه وأصبح شعرهما جزءاً منّه. كان شحرور الوادي عملاقاً ذا صوت جميل وكان معه عمالقة آخرين مثل أنيس روحانا وعلي الحاج وغيرهم الا ان أصواتهم لم تكن كصوته.
 
بعد استقالة والده من الدرك وانتقالهم الى بيروت عام 1935 بالتقريب، شرع بتعلّم العود على ألكسي اللادقاني الذي علّمه أول ما علّمه تحميلتي بياتي وحجاز. في بيروت قصد مدرسة المخلّص وفيها أمضى سنتين فقط يرتّل في الجوق المدرسي. العتابا مرّن صوته فصار حفظ الألحان أسهل عليه بما لا يقاس مع أترابه من أبناء المدينة فكان نجم الجوق المدرسي لأنه كان يحفظ الألحان بسهولة فائقة لمراسه في العتابا. قبل العتابا كان سمع يا جارة الوادي فاستصعب أن يغنّيها في البدء الا أنه عندما تمرّس في العتابا وجد جارة الوادي سهلة جدّاً مثل "شربة الماء". قبل أن يبدأ الغناء كان يرتّل في الكنيسة، وتواكب عنده الغناء الريفي والترتيل الكنسي وكانا أهمّ رافدين رفدا غنائه فيما بعد.
 
لم تمضِ سنتان إلا ووالده قد طلب اليهم هو وأخيه توفيق أن يتركا المدرسة لصالح العمل ليسهموا في إعالة أسرتهم الكبيرة، إذ أن معاش التقاعد من الدرك لم يكن كافياً لسدّ احتياجات العائلة، وكان آنذاك في الخامسة عشرة من عمره تقريباً، فكانت إذن المرحلة الابتدائية مجمل ما حصّل من التعليم الرسمي.
 
عمل صبيّاً في محل نوفوتيه وفي محلّ أحذية وفي صالون للحلاقة، ثمّ عمل في معمل للقرميد والزجاج. وعام 1937 شجّعه والده على التقدّم الى الإذاعة وفعلاً تقدّم فتمّ قبوله، وهناك علّمه ميشال خياط وسليم الحلو وأقرانهما القصائد والنغم والإيقاع الصحيحين. علّمه هؤلاء الموشّحات والتلحين وكانا يأتيان بالقصائد ويلحّناها على موازين يختاراها فقوّياه. كان ميشال خياط مغرماً بالشيخين سيد درويش وزكريا أحمد فتعلّم منه روح الرجلين في التلحين. وفي عام 1938 فاز بالمرتبة الأولى في العزف على العود وفي التلحين والغناء ولم يبلغ بعد من العمر سبعة عشر عاماً.
 
عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية أجرى سليم الحلو مسابقة للغناء من ألحانه شارك فيها مطربون كبار آنذاك من أمثال صابر الصفح ومصطفى كريدية وغيرهما فحلل في المرتبة الأولى. وخلال كل تلك المدّة كانت يسمع ألحان محمد عبد الوهاب ويرى أفلامه مع ليلى مراد ونجاة علي وغيرهما ويحفظ الألحان ويدرسها، فلم يكن ينام حتى يعرف أساس النغمة ومقامها. كذلك تعرّف في تلك السنوات من أواخر الثلاثينات الى أم كلثوم من خلال أسطواناتها وأفلامها ولم يكن يستمع الى أحد غيرهما إلا أسمهان. عبد الوهاب ثقّفه من حيث الأداء، أخذ عنه غناءه وثقافته وكان يشاهد أفلامه مراراً وتكراراً ليتعلّم منه. كان من حزب عبد الوهاب ضد أم كلثوم وكان يحب غناءه لأنه أنيق والغناء الأنيق أقرب عنده للحفظ والغناء. في البداية لم يستوعب أم كلثوم وفي مرحلة متأخرة فقط اكتشفها وأغرم بها وهي تسلطن بألحان رياض السنباطي.
 
تعلّم في تلك السنوات الأولى كتابة النوتة بالطريقة التركية الا انها لم تعمّر طويلاً وحلّت محلّها الطريقة المعروفة اليوم، إلا أنّ أعصابه لم تعد تحتمل أن أتعلّم من جديد فانصرف إلى علم النغم. ألبس ما حفظ في طفولته وصباه، من قرّادي ومعنّى وغزيّل وعميّم وأبو الزلف وعتابا وميجانا، على العود و"هجم" بها على بيروت.
 
عام 1940 بدأ الاحتراف في محلّة الدورة وهو حيّ من أحياء بيروت الشمالية الشرقيّة كان الناس يقصدونه للتنزّه وكان فيه مقاهٍ يغنّي فيها المطربون والمطربات في عروض فنّية. كانت "الدورة" مركز لهو وعرض عضلات لمن يغنّي وكان هناك من يغنّي مجاناً ومن يغني بثلاث ليرات في الليلة ومن بخمسة، أما هو فكان يتقاضى عشر ليرات عن الليلة ومن ثمّ خمس عشرة ليرة. بدأ رحلته الاحترافية في مقهى جوزيف سعادة وهناك التقى أول مرّة بالمطربة صباح وكانت لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها، وقد جاءت لتغنّي لأول مرة في مقهى، ما كان قد علّمها عمّها شحرور الوادي أسعد الفغالي.
 
وفي عام 1941 ذهب مع المطربة لور دكاش الى حلب وكانت معهما بهية وهبي التي اشتهرت باسم وداد وكانت لا تزال صبية صغيرة، الا أن إحساسها كان جميلاً وسحرته بغنائها. كانت هذه المرّة الأولى التي يسافر فيها الى حلب.
 
عام 1945 التقى في مقهى الباريزيانا بالحاج أبي نقولا بدران والد المطربة ألكسندرا بدران التي اشتهرت باسم نور الهدى والتي كانت تغنّي هناك . سألني أبو نقولا إن كنت أرغب بالسفر الى مصر فأجبته بنعم ، فتوسّط لي لدى يوسف وهبة الذي كان يستعد لبطولة فيلم مع نور الهدى ، لم يخرج الى النور ، لحشري معهم في الفيلم ، وذهبت معهم الى القاهرة.
 
نزلت لدى أقرباء لي من آل دكّاش في شبرا وهم أقرباء المطربة لور دكّاش طبعاً ، والذين قاموا مشكورين بإيوائي وبإقامة بعض الحفلات ، كما وصرت أخدم في الكنيسة. كانت صباح قد سبقتني الى القاهرة فرحنا نقيم سهرات خاصة وكان طلعت باشا حرب يدعونا إذ كان مديراً لبنك مصر . أما دوافع اشتراكي في الفيلم المصري "الخمسة جنيه" فلا أذكرها وربما يكون أحمد الحفناوي عازف الكمان الشهير هو الذي همس لبهيجة حافظ منتجة الفيلم أن هناك مغنياً لبنانياً في الجوار فأتوا بي وغنّيت مع مغنّين كثيرين آخرين بيتاً في أغنية يقول "جيتك من لبنان" أو شيئاً من هذا القبيل وتقاضيت عن "دوري" هذا خمسة وثلاثين جنيهاً .
 
أثناء وجودي في القاهرة أخذني الحاج بدران إلى عبد الوهاب في مكتبه في التوفيقية وقال له بلهجته المزرعانية المحببة : "جايبلك صات (صوت) ما في منّو بالعالم" ! فسألني عبد الوهاب : "بتقول إيه" ؟ فقلت : "الفنّ " وكان قد غناها من يومين فقط ، فقال : "لحقت ؟ " قلت نعم وغنّيت المطلع وبدّلت بأسلوب غناء كلمة "ليل" فاستعادها مني عشرين مرّة ، ثمّ صار هو يغنّيها مثلما قلتها أنا ، والحاج أبو نقولا بدران حاضر وشاهد .
 
لم ترضِ إقامتي في القاهرة طموحي ولم أفعل هناك شيئاً ذا بال . ثم تعرّفت الى الفنان نجيب الريحاني صدفة في مقهى فسألني ما أنا فاعل في القاهرة فأجبت بأني أجرّب حظّي فقال لي انّ الظروف ليست مواتية ونصحني أن أرجع إلى بلدي وأعود فيما بعد . أحسست أنني سأهان في مصر فاستدنت خمسة جنيهات من المغنّي اللبناني محمد البكار الذي كان مقيماً في القاهرة ، والباقي من الحاج أبو نقولا بدران وأخذت بنصيحه الريحاني وعدت إلى لبنان بعد أن قضيت في القاهرة سنة وشهراً .
 
عدت الى لبنان عام 1946 لأعمل مع الأخوين رحباني في مربع لنجيب عطيّة في شارع بشارة الخوري على طريق الشام في وسط بيروت . كانت خاصة من المستمعين تأتي لتسمعني أنا وعاصي ومنصور يعزفان معي عاصي على البزق ومنصور على الكمان . كنت أغنّي الميجانا والعتابا وكذلك الفنّ الجديدة لوهاب وأغنيات مصرية أخرى وكذلك المعنّى العظيم وكنت أتقاضى ثمان ليرات لليلة الواحدة . كنت قد قرأت قصيدة لأسعد السبعلي في أحد دواوينه عنوانها "طلّ الصباح وتكتك العصفور" أعجبتني كثيراً فأخذتها ورحت أغنيها فلاقت نجاحاً كبيراً.
 
في مربع نجيب عطية تعرّفت على مغترب لبناني ثري اسمه كميل كريدي كان يعزف على البيانو ويحب الموسيقى والغناء نصحني أن أجرّب حظي في البرازيل وموّل تذكرتي على الباخرة ، أما البذلتين اللتين أخذتهما معي فكانتا من ريع حفلة وداعية أقيمت على الرميلة في بيروت قبيل سفري .
 
كانت الحرب العالمية قد وضعت أوزارها وكانت عائلتي تسكن بالإجارة لدى السيد معروف قليلات الذي كان صديقنا ويحب صوتي . لم نكن دائماً قادرين على دفع بدل الإجارة في موعده ، إلا أنّ معروفاً لم يكن يسأل وكان يرضى التأجيل مشكوراً . لم أحتمل هذا الوضع فقلت أسافر لأعود بثمن بيت يأوينا ويريح أبي من دفع الإيجار أو لا أعود . سافرت ومعي ليرة واحدة أخرجتها من جيبي وقلت لأختي جان دارك التي كانت تودّعني باكية في المرفأ : هذه الليرة بيني وبين لبنان وسأرى ما سيكون بيننا ، وسافرت ولم أنظر خلفي من الباخرة المبحرة من ميناء بيروت وكان ذلك عام 1947. سافرت معي على الباخرة نفسها الفنانتان حنان ونهاد بشعلاني فتولّيت تدريبهما فازدادتا قدرة وكانت حنان مطربة مهولة أهم من نهاد.
 
كانت رحلتي الى البرازيل انتحارية فإما أن أعود بثمن بيت أو لا أعود . وصدف أن كانت رحلتي أول رحلة اغترابية لفنان لبناني بعد الحرب الكبرى فاستقبلوني هناك وكأنني كريستوفر كولومبوس بالعقول وبالقلوب وبالدموع ، فعملت العجائب هناك على الصعيد المادي أيضاً . كانت "طلّ الصباح" قد لاقت نجاحاً كبيراً في لبنان فأخذتها معي الى البرازيل ونشرتها بين المغتربين هناك . هناك رحت أغني الى جانب المعنّى والميجانا والعتابا القصائد الفصيحة أيضاً أذكر منها "ما لنا كلنا جوٍ يا رسول" لأبي الطيب المتنبي و"بين الخمائل والربى" لابرهيم البسيط وغيرها الكثير.
 
عدت من رحلتي الموفّقة الى البرازيل عام 1950 لشديد تعلّقي بوالدتي ولأني عقدت العزم على الزواج بعد أن اقتربت من الثلاثين وبعد أن اقتنعت انني غير قادر على الزواج من لبنانية مغتربة . شعرت أنني لا أستطيع أن أفرض عليهن مقاييسي في الاحتشام وأنا شديد في هذا الموضوع . وبالفعل تزوّجت بعد تسعة أشهر من عودتي من البرازيل وكان ذلك عام 1951 وولدت ابنتي البكر دنيا عام 1952 ثمّ مارلين (1954) ، فادي (1957) ، طوني (1960) ، جورج (1961) وميلاد (1967) .
 
عدت الى بيروت عام 1950 وجئت الى حليم الرومي في الإذاعة ، فقال لي : لا تغنِّ أغنيات الطرب ؛ إننا نريد لون الزجل بصوتك ، أما الطرب "فلاحقين عليه" ! وقد صدق الرجل وكان الأمر لخيري ولخير الناس معاً . كانت الكرنك والجندول قد اختفتا من الإذاعة وحلّت محلّها أغان خفيفة لفريد الأطرش مثل "يا عوازل فلفلوا" ، فضربت أخماساً بأسداس . كان المستمعون قد نسوني لأننا كنّا نغنّي على الهوا ولم تكن الإذاعة تسجّل الأغاني ؛ فيسمعنا الناس ساعة وينتهي الأمر وبذا فقد ضاع الكثير من التراث اللبناني ، والمصري أيضاً . عرفت أن الأوقات قد تغيّرت وأن عليّ أن آتي بشيء جديد خفيف على نسق" العوازل" ، وهكذا ولدت فكرة "عاللومة" التي لاقت كما هو معلوم نجاحاً منقطع النظير . لم تكن الأغنية اللبنانية واضحة المعالم آنذاك وكانوا يغنونها ملتبسة على الرغم ان الأولين قد اجتهدوا فيها من أمثال نقولا المني وايليا بيضا والياس ربيز وسامي الصيداوي وغيرهم . هؤلاء بدأوا الأغنية المحلّية ، كيلا نقول اللبنانية ، المحيّرة بين الأمزجة العراقية والسورية والفلسطينية والمصرية ، ورحت أنا وزملائي نكمل ما بدأ الروّاد . في الخمسينات كنا نغنّي تراثنا من مواويل ميجانا وعتابا وأبو الزلف ودلعونا ومعنّى وبضعة أغان أخرى ، أما الإرث الأكبر الذي تركته فقد كان من موسم 1959 فصاعداً ، ذلك الموسم الذي اشتركت فيه في مهرجان بعلبك مع فيروز ، وبذا بدات مرحلة المهرجانات في مسيرتي الفنية .
 
عندما اندلعت الحرب الأهلية البغيضة عام 1958 سافرت إلى بنما في رحلتي الاغترابية الثانية كي أوفّـر لعائلتي لقمة العيش في تلك الفترة القاسية من الحوادث . لم تكن رحلة بنـما موفقة البتّة ، اذ مرضت هناك وتقطّعت بي الأسباب كلها لا أكلاً ولا مبيتاً ولا وسيلة سفر ، فأرسلت الى صديق لي ليسعفني فقام مشكوراً بارسال المال اللازم لتأمين عودتي الى أرض الوطن فعدت عام 1959 . لم أكن قد شاهدت مهرجاناً من قبل ، إلا أنّ زوجتي كانت قد شاهدت مهرجاناً وأخبرتني ، وكان الرحابنة قد خاضوا التجربة عام 1957 في بعلبك ونجحوا . لم تكن المهرجانات في مزاجي أصلاً لأنني كنت أرى أن موسم الصيف كله سيضيع لقاء 15 الف ليرة بينما كنت أكسب في موسم الصيف من 100 الى 125 الف ليرة ، هذا عندما كان الدولار بليرتين . قلت لنفسي : لقد خدمت لبنان في الغربة كثيراً وحان الوقت لأهتمّ بمصلحتي وأترك الفرصة لغيري ليخدم لبنان من خلال المهرجانات.
 
وفاته:
توفى وديع الصافي في 11 أكتوبر 2013 عن 92 عام، في مستشفى بالمنصورية في ضواحي بيروت..!!