كتب – روماني صبري 
عام مضى على الاجتياح التركي، لمدينتي رأس العين وتل أبيض في الشمال السوري، عام من المحاولات المستمرة لتغيير التركيبة السكانية من خلال عمليات ترهيب وتهجير سكان المنطقة بدعوى محاربة الإرهاب، خراب ودمار في كل مكان وطأته أحذية الجنود الأتراك والفصائل السورية الموالية لأنقرة، وأحوال اقتصادية ومعيشية سيئة يعيشها سكان تلك المنطقة منذ أطلقت تركيا عمليتها العسكرية هناك، هل نفذت تركيا أهدافها التي كانت أعلنتها قبل هذه العملية، وما نتائج هذا الوجود العسكري التركي والسيطرة على هذه المناطق في شمال سوريا.
 
بربرية تركية ممنهجة
ولمناقشة ذلك، قال سربست نبي، أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويه، مر عام على "البربرية الممنهجة"، مر عام على مأساة السكان في تلك المدن، حيث تم تهجيرهم من قبل الجيش التركي، فيعيشون الآن في مخيمات محرمون من كل شيء، لاسيما في ظروف وباء كورونا الذي اجتاح دول العالم." 
 
جيش بربري اغتصب القاصرات 
مردفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، هناك وثيقة دولية دامية، وضعتها مؤسسة محايدة هي اللجنة الدولية المستقلة المعنية بحقوق الإنسان، حيث تحدثت الوثيقة التي نشرت في أكتوبر الحالي عن مرور عام على الانتهاكات والجرائم التي نفذها جيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والميليشيات المرتزقة الموالية له والتي تعمل لحسابه، حيث لا تخطو خطوة إلا بإذنه، في حق سكان الشمال السوري." 
 
لافتا :" أكدت الوثيقة ارتكاب الجيش التركي وهذه المليشيات "جرائم حرب منظمة"، وان هذه الميليشيات تتصرف بناء على علم من الجيش التركي، كما تحدثت الوثيقة عن اغتصاب القاصرات بوجود مسؤولين أتراك، وكذا تعذيب واغتصاب النساء بحضور ضباط أتراك، ونعلم أيضا أن الجيش التركي، قتل خلال الغزو حسب التقرير أكثر من 140 من المدنيين بينهم نساء وأطفال." 
 
لافتا :" كما قام بتغيير ديمغرافي، وطرد معظم السكان الأكراد الذين كانوا يشكلون من  40 إلى 50 % من سكان المدينة.
 
الواقع يكذب تركيا 
في تقرير للأمم المتحدة، اعتبر تركيا مسؤولة عما تقوم به هذه الفصائل السورية الموالية لها من جرائم حرب في كثير من المناطق، أين هي المنطقة الآمنة التي وعدت تركيا بإقامتها وإعادة النازحين السوريين إليها ؟!، وردا على ذلك زعم محمود علوش، الباحث في العلاقات الدولية، بان الرئيس التركي نجح في فرض واقع جديد في الشمال السوري، من خلال إنشاء أجزاء أمنة هناك، من خلال ما اسماه "عملية نبع السلام." 

حولها السلطان العثماني لجحيم 
وشدد سربست نبي، أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويه، على أن ميليشيات تركيا بجرائمها هناك جعلت المنطقة غير آمنة، لافتا :" لا اهتم بتصريحات أردوغان، والبطانة الإعلامية الموالية له لتلميع صورته وإخفاء جرائمه هناك.
 
موضحا :" هناك 400 ألف مهجر من الشمال السوري، إذا من الذين عادوا إلى المدينة الآمنة كما ادعى أردوغان؟!، في الحقيقة كل المناطق التي زعمت الدولة التركية ورئيسها أنها أمنة باتت جحيما على السكان الأصليين." 

 

 يناقش ذلك ضيوف غرفة الأخبار، من أربيل، أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويه الدكتور سربست نبي، ومن إسطنبول الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش.