كتب – روماني صبري 

بموازاة القتال المستمر على الأرض في جمهورية قره باغ غير المعترف بها، يتواصل مسلسل الاتهامات المتبادلة إقليميا، فبعد تحميل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تركيا مسؤولية تجدد المعارك من خلال تحريضها ودعمها لباكو، اتهم رئيس أذربيجان إلهام علييف حكومة يريفان بمحاولة تدويل النزاع وإشراك دول أوروبية، مشددا على ضرورة ألا يخرج النزاع عن حدود أرمينيا وأذربيجان، هذا وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداد بلاده للوفاء بالتزاماتها أمام أرمينيا كحليف في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مشيرا إلى أن الأعمال القتالية الآن لا تجري على أراضيها، من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن جنيف وموسكو ستستضيفان في الأيام القريبة مفاوضات بشأن تسوية النزاع في قره باغ. 
 
اردوغان سبب النزاع 
ما مدى واقعية هذه الاتهامات، هل تحمل أرمينيا تركيا كامل المسؤولية في اندلاع هذا النزاع؟، قال، دكتور إسحاق أندكيان، خبير في إدارة الأزمات الدولية، ان الاتهامات لم تصدر من الجانب الأرميني فقط، حيث هناك اتهامات من قبل المجتمع الدولي، وفرنسا، كذلك الجمهورية السورية أشارت إلى هذا الموضوع." 
 
مردفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، هذا من ناحية، من ناحية أخرى، ما قاله رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، هو ردة فعل على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوقوفه إلى جانب أذربيجان، وكذا المعارك على الأرض، فالمعطيات في واقع المعركة تعكس هذا الأمر من خلال الدعم اللوجيستي والعسكري والمادي من تركيا لأذربيجان." 
 
مشددا :" لذلك ما قاله باشينيان ليس إلا صورة عن الواقع، والهدف من إشعال تركيا النزاع، هو إبادة الأرمن، والدليل تصريح أردوغان، بأنه سينهي المسالة الأرمينية هذه المرة نهائية، وهذه المقولة ذكرت جميع الأرمن بليلة إبادة شعبهم من قبل الدولة العثمانية.
 
:"تفسر هذه المقولة انه سيقضي عليهم ليحقق الحلم القديم الجديد، وهو عودة الدولة العثمانية التي تمتد من بلغاريا حتى الصين، وإذا ما نظرنا إلى هذا الصراع من وجه نظر جيوسياسي نرى أن أرمينيا جغرافيا هي العائق الوحيد لوصل تركيا أراضي الشرقية.
 
 مراوغة تركية  
بعد كل ذلك ألا يقرا أن تركيا تلعب دورا تحريضيا في هذه الأزمة، ولمناقشة ذلك، زعم إسماعيل كايا، كاتب ومحلل سياسي بان الرئيس التركي لم يتوعد بإبادة الأرمن.
 
مضيفا:" ثمة فرق كبير بين أن تقوم تركيا بتقديم المشاركة في العمليات العسكرية هناك، أو أن تكون هي من بدأت هذه المواجهة، وبين أن تؤكد وقوفها بكافة الإشكال جانب أذربيجان، ونعم أنقرة في صف أذربيجان، أكدت ذلك سابقا وتؤكد ذلك في المستقبل وحاليا، وتقف جانبها انطلاقا من الكثير من العوامل القومية والتاريخية والإجماع الشعبي هنا وغيره.
 
إرهابيين بجيش أذربيجان 
وكشف دكتور إسحاق أندكيان، خبير إدارة الأزمات الدولية، عن وجود مرتزقة وإرهابيين في صفوف جيش أذربيجان، لافتا :" رغم أن العالم في حرب على الإرهاب، مشيرا جيش أذربيجان يستخدم هذه الورقة للضغط على المجتمع الدولي.
 
لافتا :" روسيا تراقب الوضع، وهي غير مستعدة للتدخل حتى هذه اللحظة، إلا في حالة تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة، حيث وقتها ستتغير الأمور وستفرض وقائع جديدة.