كتب – روماني صبري 
 
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون،  في خطابه الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي حول الانعزال الإسلامي داخل فرنسا، عن أن الإسلام يعيش أزمة في كل بلدان العالم، مطالبا بأن يكون الدين الإسلامي شريكا للجمهورية،وأعلن عن نهاية الاستعانة بالأئمة من الخارج، فانتقد "الأزهر"، هذه التصريحات واعتبرها عنصرية وتدعم خطاب الكراهية، وقال في بيان :" ماكرون اتهم الإسلام اتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به، وتلك التصريحات تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان، مشددا على أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف.
 
لماذا انزعج الأزهر ؟ 
ولمناقشة ذلك، قال نظير عياد، رئيس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، هذا الانزعاج، يأتي متوافقا مع المسؤولية التي ألقيت على الأزهر الشريف، ذلك أن الأزهر كمؤسسة علمية عالمية يعنى بأمور الدين والدعوة.
 
مردفا عبر تقنية البث المرئي، لفضائية "سكاي نيوز عربية"، ثمة أمر آخر، انزعاج الأزهر من هذه التصريحات التي صدرت من قبل بعض المسئولين الكبار والقادة السياسيين، كونها جاءت في وقت يقوم فيه الأزهر من خلال إمامه الأكبر بالعديد من الجهود والمبادرات التي تهدف للسلم المجتمعي والسلام العالمي."
 
موضحا :" الدكتور احمد الطيب أوقف جل المجهودات التي تبذل من قبله على هذه القضية، ألا وهي الانطلاق من المشتركات الإنسانية، بغض النظر عن الدين أو المعتقد، هذا جانب." 
 
مستطردا :" جانب آخر،هو أن الأزهر انزعج من هذه التصريحات، لأنها لا تتعلق بشخص، وإنما تتعلق بما يزيد عن المليار والنصف مليار مسلم، لذلك تصريحات ماكرون آذت مشاعر كل هذه الجموع من المسلمين، وقد أدرك الأزهر الشريف أهمية الحوار كضرورة إنسانية وذلك للوصول كما قلت إلى المشتركات الإنسانية." 
 
هل تصريحات ماكرون عنصرية ؟ 
أما آمنة الجبلاوي، أستاذة الحضارة العربية والإسلامية و مديرة المعهد الدولي للإنماء الإنساني، فقالت :" لا اعتقد أن تصريحات الرئيس الفرنسي عنصرية، كون الخطاب جاء في إطار الداخل الفرنسي، وحقيقة من الهام أن يتم احترام مشاعر المسلمين بفرنسا، والخطاب يهم فقط مسلمي فرنسا ونسبتهم 16 % من مجموع السكان هناك.
 
واستطردت :" لذلك قول الأزهر ان خطاب ماكرون خدش مشاعر مليار ونصف المليار مسلم "مبالغ فيه"، والخطاب كان منتظرا من اليمين الفرنسي، وجاء لنية ماكرون في الحفاظ على استقرار الحالة الأمنية في بلاده، لوجود جمعيات إسلامية وتدريس العربية بباريس، الخطاب ليس فيه خدش وليس فيه عنصرية."
 
 
الإسلاميين في فرنسا يريدون خلق مجتمعهم   
وشدد صلاح نيوف، باحث في العلوم السياسية، على أن خطاب ماكرون له إبعاد محدده، لافتا :" إذا لاحظنا محتوى الخطاب تحدث بشكل كبير على التعليم في فرنسا، حيث هناك  3 أنواع من التعليم : خاص عام أو ما يسمى تعليم خارج، مع وزارة التعليم."
 
مردفا :" ماكرون يركز مع هذه المدارس، فهناك 50 الف تلميذ في فرنسا خارج المنظومة، ويمكنهم أن يخضعوا لأي تأطير خارج برامج الدولة الفرنسية، حيث هناك تيار أصولي إسلامي  بباريس يريد عزل هؤلاء الطلاب عن المجتمع الفرنسي، ليخلق مجتمع إسلامي له قيم خاصة، ما يخرق قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية، وهو ما يرفضه ماكرون الذي يشن سلسلة من الإجراءات لمكافحة التطرف.