الحل الوحيد هو الإغلاق الكامل.. والشعوب ترفض تقييد حريتها
كتب – نعيم يوسف
تجاوزت إصابات فيروس كورونا في العالم كله، حوالي 37 مليون إصابة وقتل الفيروس نحو مليون شخص، هلال عدة شهور قليلة، ورغم الإجراءات التي تحاول كافة دول العالم تطبيقها لوقف انتشار المرض إلا أنه مازال ينتشر بقوة.
 
انتشار سريع في أوروبا بطريقة صعبة
وقال حميد السبعلي، خبير في مؤسسة "Praesens" لرصد وتشخيص الأوبئة في بروكسل، إن أوروبا اليوم تواجه موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا بكل معنى الكلمة، لافتا إلى أن الفيروس تحول وتطور لينتشر بطريقة سريعة، موضحا أنه في الموجة الأولى كان الفيروس ينتقل عبر العطس فقط، ولكن الآن أصبح الفيروس ينتقل عبر الكلام من شخص إلى شخص، منتقدا عدم اكتراث المواطنين في مواجهة الفيروس، مشددا على أن معدل انتشار الفيروس أصبح كبيرا بطريقة صعبة.
 
وأضاف "السبعلي"، في لقاء مع برنامج "النقاش"، المذاع على قناة "فرانس 24"، ويقدمه الإعلامي مجيد توفيق، أن الفيروس ضرب العديد من البلاد الأوروبية، وبعض الدول تحاول تفادي الحجر الكامل، مشددا على أن الإجراءات التي اتخذت غير كافية لوقف انتشار الفيروس، موضحا أن هناك حوالي 1300 بؤرة لانتشار الفيروس في فرنسا.
 
وشدد خبير رصد وتشخيص الأوبئة في بروكسل، على أن الحكومات تحاول بطريقة أو بأخرى أن تعزل بين الناس على قدر استطاعتها لأنها لا تستطيع تطبيق الحجر الكامل على المواطنين، مؤكدا أن انتشار المرض كبير، والطب استطاع التغلب على الأعراض ولذلك معدل الوفيات انخفض.
 
الوضع أصبح سيئا
أما أيهم الزعبي، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد قال إن الوضع حاليا بدأ يسوء، موضحا أن ألمانيا بدأت السيطرة على الفيروس خلال الشهور الماضية، ولكن الإهمال لدى البعض أدى إلى عودة انتشار الفيروس مرة أخرى،.
 
وأضاف "الزعبي"، في لقاء مع نفس البرلنامج، أن الحكومات تعرف جيدا أن الإغلاق هو الحل الأمثل لمحاربة الفيروس، ولكن الإغلاق يؤدي إلى وضع صعب للاقتصاد، والحالة الاقتصادية للمواطنين، وتقليل الإجراءات أدى إلى استهتار الكثير من الناس، بل وخرج الكثير من الناس في ألمانيا على سبيل المثال للتظاهر ضد الإجراءات التي تفرضها الحكومة.
 
موجة جديد.. ومعادلة صعبة
من جانبها، أشارت لمى محمود، مسؤولة قسم أمراض الغدد والسكري في مشفى روتشيلد، إلى أن الموجة الجديدة في فرنسا نتيجة الإجازات الصيفية، حيث خرج المواطنين في الإجازات، وتم فتح المدارس والجامعات، والعودة إلى العمل، وهذه كلها أدت إلى انتشار فيروس كورونا، منذ شهر يونيو ويوليو وحتى الآن.
 
وأوضحت "محمود"، في لقاء مع البرنامج، أن المعادلة صعبة، ومن الصعب منع السياحة ومنع الناس من الخروج من المنازل، والفرنسيين لا يلتزمون بأي شيء يقيد حريتهم، مؤكدة أن رصد كل مصادر العدوى أمر صعب، ولكن الدراسات أثبتت أن التجمعات العائلية وخاصة الزواج من أهم أسباب انتشار العدوى، ومن بعدها بؤر الشركات الخاصة، والمطاعم، وتناول الطعام مع الزملاء في العمل، بالإضافة إلى المدارس والجامعات، والتجمعات الموجودة بها، فمن الصعب التحكم في تصرفات الأطفال والمراهقين.
 
وشددت على أن الأضرار الجانبية بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة أصبحت هائلة، موضحة أن الأطباء أصبحوا مشغولين بمواجهة الفيروس، بالإضافة إلى أن الناس أنفسهم أصبحوا يخافون من الذهاب إلى المستشفيات خشية إصابتهم بالفيروس.