بقلم م /إسحاق صبحى

يعتز المشرق العربى بالتخلف أكثر من غيره، و البقعة هذة من العالم انما تقاتل من اجل الحفاظ على التخلف و التراجع ربما نيابة عن متخلفى الكرة الارضية أجمعين. 
 
لا مفر من التعايش مع التطرف فى كل أوجه الحياة، ربما كان التطرف الدينى الوجه الاكثر بروزا و البضاعة الاكثر رواجا. 
 
و بغض النظر عن تطرف الفكر السياسى و تطرف التقاليد الاجتماعية كما تطرف سياسات اقتصادية مفقرة تسحق المواطن من دون رحمة. 
 
و لئن بقى الدين مجرد علاقة بين الانسان و الله، لكان تعذر انتاج التطرف الدينى ، و لو بقى حتى فى مستوى اطار الاخاء و التراحم بين البشر لانقطعت سبل التطرف و تيسر وأدها. 
 
 . هناك باب واسع يؤدى لاطلاق التطرف الدينى و تحفيزه – و لسوء الحظ –غير انه 
 
ان حافز التطرف و الارهاب الدينى يكمن فى احد الجوانب المظلمة و العفنة فى فكر الجماعات الدينية . 
 
هناك للا سف جانب شبه نقابى فى فكر المنتمين للجماعات المتطرفة و الارهابية، يسمح للمؤمنين بدين معين بالسعى للاستفادة المادية و الاجتماعية و السياسية من وراء الدين. بحيث يصبح المؤمنين بهذا الدين كأنهم نقابة يحق لهم الجهر مطالبين بمكاسب و مزايا اعلى بكثير من المواطن غير المؤمن. 
 
  .  تزايد اليقين داخلهم باحقيتهم و اهليتهم اكثر من غيرهم لحصد المنافع و المزايا – المؤمنين –و كلما تزايدت اعداد هؤلاء 
يكاد المرء يندهش حقا، يتساءل كيف لمؤمنين زاهدين فى الحياة الدنيا، ان يتكالبوا على المكسب المادى و النفوذ الاجتماعى. 
 
كيف ينتقلون بسهولة لحمل السلاح و قتل عزل مسالمين من اجل اهداف "دنيوية زائلة"، كيف يتورطون فى حروب عابرة للاقاليم احيانا كما فى حالات داعش و حزب الله و الاحوان المسلمين. 
 
هنا تجد تجار الدين يتصدون بمنتهى الشراسة لاى فكر ينتقد هذة الظاهرة التجارية الدينية ، ان الفكر المستنير يجب مواجهته بالتكفير و بالرصاص و القنابل، كون هذا الفكر يشكل خطرا على سوقهم الرائجة. 
 
كيف تجد احيانا خادما فى الكنيسة يمارس كل الضغوط ليسيطر على اجتماع ما، و اخر يسعى بكل م اوتى من قوة للاستحواذ على مكتبة الكنيسة، و اخر يسعى لوضع يديه على المكتبة و هكذا. 
 
يظن الجهلة و اشباه المتعلمين ان من علامات رضا الله عن المؤمن ان تتاح له سبل الاستفادة المالية و الكسب و الانتقال لطبقة اعلى عن طريق الدين و القبول الدينى. و اذ ذاك يتحول الدين الى سوق ، متاح فيه استخدام كل الوسائل الشريفة و غير الشريفة لفرض الرأى و اتاحة فرص السيطرة على الاخرين و السيطرة على السبوبة ايضا. 
 
و النتيجة معروفة انسحاب كل الاصوات الشريفة المعتدلة و انطلاق ابواق الظلام و الارهاب و التطرف للاستيلا على الفضاء العام. 
 
ان محاولة استخراج السبوبة عن طريق الدين و العقيدة هى ممارسة قديمة قدم التاريخ كما انها مجربة و مضمونة، حيث يوفر الدين ملايين الزبائن  المتقاربي الفكر و الذين يسهل استغلالهم عن طريق مجموعة من الثوابت الدينية البالية. 
 
تأمل مصطلح "تجار الدين "و ضعه فى صيغة "نقابة تجار الدين "ستجد انه لا فرق بينهما.