قصة قصيره بقلم جورج حبيب
 ذات يوم قام الفيل من النوم مبكرا -وقد كان السبب انه جوعانا -لذا لم يكن امامه بد الا ان يذهب باحثا عن طعام -ولو انه عادة من النوع الكسلان ولا يفكر ابدا بالمستقبل

وهو علي هذه الحال يبحث هنا وهناك عن بعض الاعشاب لم يجد شيئا فالاشجار اضحت يابسة وليس باغصانها اية اوراق -كما ان العشب بالارض قد يبس -وفجاة وقد اقترب من جحر نملة وجدها وقد سارعت اليه محزرة ان يدوسها وجحرها فستموت علي الفور-ونظر اليها متسائلا -ما الذي جعلك تصحين من النوم مبكرا في هذا الوقت ؟ العلك جائعة مثلي ؟

واجابت النمله ناظرة اليه في استغراب-كيف تقول هذا -فانا يوميا اصحو مبكرة ابحث عن طعام -واظل علي هذه الحال يوميا في بحث دائم لاخزن طعاما حتي اذا جاء الشتاء اجد ما اقتات منه -وليس لي اضطرار ان اخرج في البرد وخاصة ان الارض تكون مبتلة ولا استطيع السير

ولكنها تابعت وسالت الفيل -هل تريد اية مساعدة-ونظر اليها في تعالي -اانت ستساعديني -ان عيناي لا تكاد تراكي من صغر حجمك-وتركها ومضي
ولانه كان جوعانا-بعد ان سمع من النملة حكمتها في اختزان الطعام وحتي لا تحتاج -تذكر ما فعله بالامس من حماقة اذ كان لديه كمية كبيرة من العشب وهو لم ياكل منها الا ربعها-ولكنه لكسله وعدم حكمته -ترك ما تبقي من العشب غير مبال واتت رياح اطاحت به-وكان يمكنه بقليل من المجهود ان يحزمه ويستفيد به

ولتعبه وجوعه وقع في نوم عميق
ولكن النملة واصلت سعيها -وهي علي بعد سمعت صوت زمجرة اسد جائع-ولذكائها ادركت ان الفيل نائما وسياتي الاسد ليفترسه لا محاله-وفكرت ان تسرع لانقاذه -وفعلا تقدمت وزحفت الي ان وصلت الي اذنه ولدغته -فاستيقظ فورا -واخبرته ان يقوم سريعا فالاسد قادم -وتثائب الفيل واختبا خلف مجموعة من الشجر المتشابك الي ان مضي الاسد

واحس الفيل ان هذه النملة التي احتقرها -هي التي انقذت حياته-وكم هي اصغر حجما ولكن اكبر عقلا وحنكة-وراي انه لابد ان يذهب اليها شاكرا-وفعل - وقالت له النمله-يمكنني مساعدتك فلا تتكبرواخبرني-قال لها انا جوعان وليس من عشب قريب في هذه المنطقه-واجابته -لا تعل هما فساخبر اصحابي وهم منتشرون في الغابة كلها ليدلوني عن مكان عشب متوفر-واخبرته-ولكن نصحته :

عزيزي : لاتكن متكاسلا بعد اليوم-كذلك كن حكيما في تصرفاتك واعمل حسابا للغد فلا تدري ماذا تحناج-كذلك اعلم ان الحكمة ليست بالحجم ولكن بالعقل
قال لها اشكرك يا عزيزتي -لقد تعلمت الدرس جيدا

ا/ذهب الي النملة ايها الكسلان تامل طرقها وكن حكيما  ( ام 6 :6  )