كتب – روماني صبري 
 
يحتفل المصريين غدا الثلاثاء، بذكرى نصر حرب أكتوبر المجيدة، والتي أسفرت عن تحرير سيناء من المحتل الإسرائيلي، وكانت بدأت القوات المصرية الحرب يوم السبت الموافق 6  أكتوبر عام 1973، ، ذكرى النصر كابوس يلازم إسرائيل حتى يومنا هذا، وذلك بعدما أقدم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على اتخاذ قرار مصيري لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل، والتي شهدت نجاح الجيش المصري في كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل، وفي إطار المناسبة نرصد في السطور المقبلة ابرز تصريحات قادة العالم والسياسيين عن الحرب.
 
افقدنا العدو المتغطرس توازنه
يقول الرئيس السادات في خطاب النصر: إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أي مقياس عسكري، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كله، تدريبا، وسلاحا، بل وعلما، واقتدارا، وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره، فإنها أثبتت نفسها.
 
إن هذه القوّات أخذت في يدها، بعد صدور الأمر لها، زمام المبادرة، وحققت مفاجأة العدو، وأفقدته توازنه بحركتها السريعة، ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا، بالفحص، والدرس، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكنت القوّات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بار ليف المنيع، وإقامة رءوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، كما قلت، في 6 ساعات.
 
افقدنا العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة، واستعادت الأُمة الجريحة شرفها، وتغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط، وإذا كنا نقول ذلك اعتزازا، وبعض الاعتزاز إيمان، فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا، وباسم هذا الشعب، وباسم هذه الأُمة، ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة.
 
كشفت عبقرية ومهارة الجيش المصري 
اعتبر الجنرال فارا هوكلي ، مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني، إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التي يقومون بتشغيلها ، موضحا ان الإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره وأظهر الجنود المصريين روحا معنوية عالية في عداد المستحيل.
 
زلزال ضرب تل أبيب 
من تل أبيب، قال موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك:" كشفت الحرب أننا لسنا أقوى من المصريين، حرب أكتوبر زلزال ضرب إسرائيل، ما حدث الحرب رفع الغبار عن العيون، وبين لنا ما لم نكن نراه قبلها، وتسبب كل ذلك في تغيير عقلية قادة تل أبيب.
 
من الحروب الضخمة
اعتبر العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية والسياسية، الذكرى من أغلى الذكريات الوطنية الحقيقية التي عبرت عن انصهار الشعب والقوات المسلحة وكافة مؤسسات الدولة معا، وقال :" 1973  تاريخ مشرف، أنهى عددا من سنوات الكفاح والنضال من اجل تحرير الأرض ورفع راية الكرامة واسترداد كل شبر من الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل وقتها، والانتصار كان حديث العالم كله، وحتى اليوم لازالت تسجل حرب أكتوبر كواحدة من الحروب الضخمة المتميزة والفارقة في التاريخ، والقوات المسلحة المصرية على مدار تاريخها تؤكد قدرتها على صنع انتصار حقيقي وتطوير العلوم العسكرية والتكتيكات، وهذا ما ظهر في حرب 73.
 
فشل لمخابرات أمريكا وإسرائيل 
كان أبدى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، حزنه الشديد لخسارة إسرائيل في الحرب، وكتب في مذاكراته :" حرب أكتوبر عكست فشل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، رغم التعاون بينهما والذي اعتقدناه  ممتاز، اندلعت الحرب يوم 6 أكتوبر عام 1973 ولم نكن نعلم بذلك إلا قبل اندلاعها بساعات.
 
أدخلتنا مرحلة اقتصادية جديدة
أما بيير ميسمير رئيس وزراء فرنسا وقتها، فشدد على أن نتيجة حرب أكتوبر جعلت العالم يدخل في مرحلة اقتصادية جديدة، ورأى أن أحوال العالم لن تعود إلى سابق عهدها قبل نصر أكتوبر".
 
لم أتوقع النتيجة !
قال هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق، لكم عرفني اشد الاندهاش بعد خسارة إسرائيل الحرب، كونني لم أتوقع النتيجة، ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود خطط محدد لأي هجوم".