حامد عبدالله حامد

الخدعة الثانية و السبعون !
إنتصارات الأوطان  بالجبة والقفطان ! 
سيظل التاريخ دائما يذكر آسفاٌ ويأسف ذاكراً  دولاً عربية تم تدميرها دماراً شاملاً ! وإذا بحثنا وجدنا لذلك سبباً واحداً ! وهو (فيروس) التقسيم الي طوائف وأديان  ! والذي يتحور الي سرطان يفتك بالجيوش والاوطان ! وقدحدث ذلك في سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان ! وهو المصير الذي انقذنا منه جيشنا الوطني قبل فوات الآوان لأن عقيدته دائما هي الوطن وليست الطوائف والأديان ! 
 
١. أبدأ بأن أذكركم ونفسي بالمقولة الغريبة و الرؤيا العجيبة للإمام الأكبر د. عبد الحليم محمود  شيخ الأزهر  الراحل :أنه قد رأي حلماً  فأمر بعده السادات  أمراً ان يبدأ حرباً ! فصدع بالأمر فوراً !  فكان عبورا ً ونصراً ! وللأسف لم  أجد أحداً معترضاً سراً ولا جهراً ! 
 ياشيوخنا  الأجلاء الأعلام  ! ان الجيوش لاتنتصر  بالرؤي والأحلام ! ولكن بالعرق والدم والآلام !  والانتصارات تتحقق في اليقظة لا في المنام ! كفانا الله وإياكم شر الأوهام ! 
 
٢. وبمناسبة الأوهام أما آن لنا  ان نتخلص من الوهم الذي  عشنا معه الزمن الطويل  !؟ والذي بدأ بصلاة شكر  بدلا من الجنازة للشيخ الجليل ! علي شهداء جيشنا ودمهم الذكي النبيل !؟ و ابتهاجاً بهزيمتنا من إسرائيل !؟  وكل ذلك بحجة اننا حاربنا في يونيو  بأسلحة كافرة شيوعية ! فإستحققنا الهزيمة المروعة المزرية ! فهل هزمنا في يونيو بالدبابات الروسية !؟ و عبرنا  في اكتوبر  بسيوف ورماح السعودية !؟ 
 
٣. ان الايمان بالله والوطن في كل الجيوش من اهم واقدس اسلحتها  ولكن للاسف الشديد فإن اجيالا غفيرة   قد نشأت علي اننا عبرنا في أكتوبر فقط بصيحات الله أكبر ! ونسوا عرق الرجال الذين تسلحوا بصبر الجمال و عزم الجبال طوال ست سنوات من يوم النكسة الأغبر !  و لا يذكر اكثرهم الجندي المجهول المهندس اللواء باقي ذكي   الذي لولا عبقريته الفذة  في تدمير الساتر الترابي الرهيب في خط بارليف  بقوة دفع المياة لما استطاع جندي واحد  عبور القناة  فضلا عن خط بارليف ! فماهو السبب الحقيقي لنصرنا !؟ الرؤيا المنامية الضبابية أم الرؤية الواقعية العبقرية !؟ 
 
٣. لقد اخترق (مايسمون انفسهم دعاة( و جميعهم من الاخوان)   كل حياتنا واوقات فراغنا وشوارعنا وحوارينا  وشاشاتنا وموبيلاتنا  ووسائل مواصلاتنا ونوادينا  ومدارسنا وجامعاتنا  وتكاثروا علينا كما تتكاثر الأكلة علي قصعتها وقريبا سيكون هناك داعية لكل مواطن ! ولا استثني اخوتنا واخواتنا المسيحيين ! فنحن سويا في الهم مصر ! واصبحنا معا ضحايا بائسين  للإلحاح  والمطاردة الدعوية ! والنفاق والمظهرية الدينية   ! فماشبعت  لهم  الجيوب ! ولا اهتدت منا القلوب ! 
 
٤. وفي خضم دعواتنا وشكوانا الي الله ان يرفع عنا تلك البلية  الدعوية  وتلك الدروشة الكاذبة  النفاقية !  اذا بهم يتمددون اكثر في الفراغ ويعطون  المحاضرات كالاساتذة للضباط والجنود فنجد فيها للاسف  ذلك (الداعية)  يجلس مجلببا معمماً متربعاً حافياً مستعرضا قدميه !   ومعذباً لنا ولهم بلسانه وشفتيه  ! وبمناسبة ان فاقد الشئ لايعطيه فلا أدري اية فائدة او مغزي او معني لان يعطي ذلك (الداعية) دروساً في بلدنا  وهو القادم  من بلده الذي كان سعيداً ! فصار فقيداً !   
 
٥. اما عن الإخواني المتلون ذو الابتسامة السمجة  البلاستيكية  ! والساعة (اليولكس) الذهبية !  والمجدد الاكبر للدعوة الإسلامية ! بأن ترجمها في جيوبه بالجنيهات (الإستييلينية) ! و  بأن قصر استجابة دعائه  علي جماهير  صفحته الوفية  !   وقصر الصلاة علي ملتهمي (فياخه) السمينة المقلية !  فهو ايضا من الذين يعطون المحاضرات للضباط والجنود وهو الذي اعترف صوتا وصورة بإرساله الشباب للحرب في ليبيا واسقاط النظام !  فأين النظام !؟ 
٦. واكتملت المجموعة في محاضرات في كلية الشرطة لآلاف من ضباط المستقبل  بتلميذه   ذي الابتسامة البلاستيكية ايضا والاخواني المتخفي والذي يقدس  كبيرهم الذي علمهم القتل حسن البنا  ويطلق عليه الشهيد الإمام ! فأين النظام !؟ 
 
لقد دقت  ساعة الجد فالأمر جد خطير !  واخوان الشيطان لن ينسوا ابداً الجيش  والشرطة حصن البلاد الأخير !  واللذين حمي أبطالهما  مصرنا منهم و من التدمير !  فسيطوفون حول رقابنا  بحبال من حرير ! ويستخفون من  ابطالنا في مقعد الدعاة الوثير ! لكن جنود  مصر وأبطالها سيظلون  أسوداً ساعة النفير ! وليس بهم حاجة الي اية داعية اخواني او أجير ! وانتصاراتهم لم تتحقق بدعاتهم و لا تكبيراتهم  بل بكفاحهم ودمهم الطاهر الغزير